أنا أو الإرهاب

فجّر سيف الإسلام القذافي مفاجأة ظريفة لطيفة في حواره مع صحيفة «الواشنطن بوست» الأميركية، فقد وعد بدستور جديد يحدُّ من سلطات القذافي الأب، وكأنه يقول: «أنتم وين رايحين؟ أنا موجود»، عقوق ما بعده عقوق، كذّب الابن أباه، حتى الأولاد لم يعودوا مستأمنين على والِديهم، ولأجل كرسي السلطة يمكن القيام بكل شيء. القذافي الأب «المسكين» بُحَّ صوته في كل خطاب وحديث متلفز وخطب جمعة، وهو يقول إنه لا يحكم ولا علاقة له بالحكومة، الشعب ولجانه هم من يحكم، إنه مجرد ثائر على كل شيء حتى على الحكم والمسؤوليات «رجل من بتوع ربنا»، ثار وقدم البلد للشعب وانتهى دوره.. إنه الطبعة العربية من مانديلا، زاهد قانع بخيمة في الصحراء متلحفاً السماء، ظهر في جلسة تأمل مع مريم نور على اليوتيوب، بحثاً عن النفس المطمئنة. أقصى ما يفعله الزعيم المتقاعد التجول باللاندكروزر لشحن الشعب، التأمل يشحن الزعيم ولا بد من تفريغ الشحنة في الشعب.
وشحنة الابن لا تختلف عن شحنة الأب فهو حيَّد الغرب في حواره مع الصحيفة الأميركية وترافع أمامه، مشيراً إلى أنه الحارس الأمين، قال: «الغرب يريد منا تقديم ليبيا على طبق من ذهب للإرهابيين»، فلا مشكلة لسيف الإسلام مع الغرب الذي هجم على ليبيا بل مع سوء فهم الغرب لواقع يراه هو على الأرض، وهو ما يتعارض مع إعلام القذافي الرسمي الذي لم يترك «رفيقاً» في العالم إلا وأرسل له واستقبل منه برقيات الاستنكار، عن الهجمة الصليبية الرأسمالية على ليبيا. هذه المغازلة ظهرت بشكل فج وهو يقدم أمثلة الروس في الشيشان والأمريكان في الفلوجة.
وتقول الصحيفة إنه لا يبدو أن الحكومة أو النظام الليبي مستعجل على حسم المسألة، ونحن نقول إن فرنسا وأميركا أيضاً غير مستعجلين، هؤلاء هم اللاعبون الكبار، المشكلة في أبناء ليبيا المساكين الذين يُروعون ويُقتلون وتُدمر ديارهم، إنهم المستعجلون الوحيدون، ولمَ لا وهُم بين فكي كماشة؛ إرهاب الديكتاتور وأجهزته القمعية من جهة والتخويف بإرهاب القاعدة وأذنابها من جهة أخرى، والمشهد يتداول في العالم العربي الثائر لإقناع الغرب الذي تُستمد منه الشرعية بشعار «أنا أو الإرهاب». صحيح أن الابن سر أبيه، يتلوّن مثله ولأجل السلطة لا مانع من الانقلاب عليه بالاتفاق معه، في مرحلة دامية يعيشها المواطن الليبي.
هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليق واحد على أنا أو الإرهاب

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
    والله ياسيدي القذافي الامور عنده ماشاء الله عليه كلها في الاتجاه الاخر .. لكن شئ
    واحد ملاحظ عليه ماادري الادمي في جميع المشاهد اللي مصورة له اجده يطالع للاعلى
    ماادري كأنه يدور على شئ .. هذا الامر الاول والامر الثاني ابوه ايش وامه ايش يابو
    احمد هذه ملايين وورق وكرسي واوامر وسلطة قوم ياولد شيل ياولد فين يسيب العز
    هذا يثور الشعب والا يرمي نفسه في البحر .. وهذا الامر يابو احمد ذكرني باحدى
    العاملات كانت عند احد الاقارب تم استقدامها وبعد ثلاث شهور او اربعه الادمية
    طلبت المغادرة سألها كفيلها ليش طلبتي هذا الطلب قالت انها تشعر ان ربة المنزل
    ماهي راضية عن وجودها .. لاحظ يابو احمد تشعر مجرد شعور يعني ماضربتها
    ماقالت لها ارحل .. ماقالت لها اهل البيت يريدون رحيلك .. بس شعرت .. وجلس
    الكفيل يفهمها ثلاث ايام وبهدوء ان وجودها مرحب فيه وانها لم تخطئ في شئ
    وانها وانها حتى اقتنعت .. طيب هذولا ملايين بيزعقوا وحرقوا انفسهم وباتوا
    في الشارع وهم يصيحوا لهذا ولهذاك ويقولوا لهم ارحل فارق وهذا يقول انا ماني
    رئيس والثاني يقول لهم عبر صناديق الاقتراع .. كيف يفهم البشر هذولا بس
    وهذا الوضع يؤكد يابو احمد ان اللي يذوق العسل ماعاد يرضى بالليمون
    اما عن اميركا شيكا بيكا وخالتي فرنسا ماهم مستعجلين يجربوا اسلحتهم ويمرنوا
    طائراتهم ويدربوا طياريهم والتكلفة بلاش الدول العربية تخر من اللحم الحر
    وعلى الله دوما ماندري ايش الاخرة بس وشكرا

التعليقات مغلقة.