“الشقيقة المجاورة”

يمكن لي القول إن إعلامنا الرسمي هو الأكثر حرصاً على عدم التعرض للدول… والحكومات بالأخص العربية منها بما يسيئها، وتختفي كثير من الخلافات أو تخفى داخل سور هذه السياسة، وتتم إدارة هذه الخلافات بأقصى درجات الهدوء والاتزان والمحافظة، وهي سياسة نابعة من حسن النوايا، والقناعة بأن مثل هذه العلاقات هي علاقات قرابة وصلة رحم، كما يمكن لي القول إن إعلامنا الرسمي هو الأكثر استخداماً لصفة الشقيقة، عندما يأتي الحديث عن دولة عربية علاقتها متينة بالسعودية، على رغم ارتباط هذه الصفة بالصداع، والعلاقات مثل ما يأتي منها الارتياح، قد تأتي بصداع الشقيقة، عافانا الله وإياكم من كل أنواعه.
والشقيقة المجاورة جاءت أكثر من مرة في تصريحات لمسؤولين في دولة الكويت، بعد المواجهات المسلحة الأخيرة التي وقعت هناك، وآخر ما أوردته الأنباء، تصريح لوزير الداخلية في الكويت يقول فيه بالنص:
(ان التحقيقات التي اجريت مع من تم القبض عليهم، على خلفية المواجهات المسلحة، التي وقعت أخيراً أثبتت ان تلك العناصر الإرهابية تتلقى دعماً مالياً من “دولة شقيقة مجاورة”).
وإذا ما عدنا الى الخريطة لا نجد أشقاء مجاورين لدولة الكويت الشقيقة سوى السعودية والعراق. والعراق الذي يرزح تحت دبابات قوات الاحتلال الأميركي، لا يمكن اتهام حكومته بدعم مالي لتلك العناصر الأرهابية فلا يتبقى لدينا سوى دولة المملكة العربية السعودية، ولدي القناعة أن وزير الداخلية الكويتي لا يقصد أن الدولة السعودية هي من يقدم الدعم المالي، لكن التصريح يشير إلى ذلك للأسف. وقد يكون السبب هو ما تعودنا عليه من إلقاء المسؤولية على الخارج، ففي القناعة العربية أن المشكلات لا تأتي سوى من خارج الحدود، لأن الاعتراف بمسببات من الداخل، يعني الانتقاص من الإدارة الداخلية، أقول، كلي قناعة بعدم استقصاد الدولة السعودية، ولعلي لا أكون مخطئاً، ولكن في ظل الأحداث الجسام التي تعيشها المنطقة، واستهداف المملكة من دول وجهات خارجية عدة، يمكن أن يستخدم ما ورد في النص في هذا التصريح ضد المملكة وحكومتها، وإذا تناقلت وسائل الإعلام الأميركية المشبوهة ومراكز أبحاثها هذه التصريحات واستخدمتها ضد المملكة، فلن يفيد توضيح إلحاقي ولن يلتفت إليه. يأتي ذلك في وقت يحكم فيه قاض أميركي في محكمة أميركية برفض دعاوى مشبوهة، لا يمكن وصفها سوى بالابتزاز لشخصيات سعودية مهمة وجهات عدة في المملكة، حكم القاضي الأميركي ببطلان الدعوى، وفشل الذين قاموا برفعها في إيجاد دليل حقيقي على صدقية دعاواهم، وكان الأولى بوزير الداخلية الكويتي أن يكون أكثر دقة عند الحديث عن الدعم، ولديه وفر من كلمات كثيرة، يمكن استخدامها تفي بالغرض، ولا توفر الفرص للمتصيدين والمحاربين للمملكة وهم كثر.
 اللهم أحرس بلادنا وشقيقاتها المجاورة وغير المجاورة من كل شر.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.