من لطف الله تعالى بعباده الإيمان بالقدر خيره وشره، ومن رحمته بهم جل شأنه أنهم قد علموا علم اليقين أن الموت حق عليهم جميعاً، ومصابنا في سمو الأمير أحمد بن سلمان بن عبدالعزيز يرحمه الله مصاب جلل، فقدنا في العام الماضي الأمير فهد بن سلمان ونفقد اليوم شقيقه الأمير أحمد، يرحمهما الله جميعاً، ولا حول ولا قوة إلا بالله، والعزاء في المصاب الكبير لوالد الجميع سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز عظّم الله أجره، ومنحه القوة والصبر والسلوان على فقده لفلذة كبده، والعزاء لوالدته الصابرة ولاخوانه أصحاب السمو وأخته وزوجته وأبنائه الصغار.
عرفت الأمير أحمد بن سلمان قبل وأثناء عملي في جريدة الاقتصادية، فعرفت فيه الأخ الإنسان قبل الأمير وقبل رئيس مجلس الإدارة صاحب القلب الكبير، يأسرك من أول لقاء بدماثته وتبسطه وتواضعه فتشعر من أول اجتماع به أنك تعرفه منذ زمن بعيد، يتسع صدره من غير كلل لقضايانا نحن العاملين معه من صحفيين وكتاب، ولا نتردد في اللجوء إليه بعد الله سبحانه وتعالى في الملمات التي لا يخلو منها العمل الإعلامي فنجده يقف معنا يساندنا ويشد من أزرنا، استطاع خلال سنوات قليلة من إدارته لأكبر شركة نشر في العالم العربي، أن يحلق بها في فضاء النجاح جاعلاً منها نموذجاً يحتذى به، وكان خلال ذلك حريصاً على أبناء الوطن يدفعهم دفعاً لتحمل المسؤولية، ويقف إلى جوارهم إلى أن ازداد عددهم خلال تلك السنوات بصورة تدعو إلى الفخر.
رحم الله أحمد بن سلمان..
في العام الماضي وأثناء تشييع أخيه فهد بن سلمان كان حريصاً على احتضان أبناء الأمير فهد بعد فقدانهم لوالدهم يرحمه الله، وأذكر أننا نشرنا صورة في الاقتصادية لذلك المشهد المؤثر والعفوي فتأثر بها بعد النشر أكثر، كان الأمير أحمد بن سلمان محباً لعمل الخير حاثاً للعاملين معه على فعله، ولم يتوانَ عن استثمار مطبوعات الشركة لهذا الغرض، والصدمة في فقدان شاب طموح مثل الأمير أحمد كبيرة يعجز معها القلم عن وصف ما في النفس من أسى ولوعة، وهو بحق فقيد الإعلام السعودي والعربي، ومن حقه علينا أن نقوم بالأمر الوحيد الذي نستطيع فعله وهو الدعاء له بالرحمة والمغفرة من لدن الرحمن الغفور، ضارعين إليه سبحانه وتعالى أن يجبر مصاب والده سمو الأمير سلمان ووالدته واخوانه وأخته وزوجته وأبنائه والأسرة المالكة الكريمة وأصدقاء الفقيد إنه سميع كريم مجيب الدعاء.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط