القارئ العزيز “أبو ناصر” أرسل تعليقاً على مقال “العفاريت” الذي تناولت فيه الصعوبات التي نواجهها عند قيادة السيارات في شوارعنا، وحالة الانضباط المتردية، وحملت رسالته تشخيصاً، فيه من قسوة المحب وغيرة المواطن على سلوك كثير منا، وهو يؤكد أن الذوق وأخلاقيات التعامل في مجتمعنا في انحدار وتردي، وهنا أحاول التخفيف مما جاء في الرسالة حتى لا تفهم خطأ من بعض الذين لا يعرفون الوطنية إلا عند الجدل والتفاخر. ويشير أبو ناصر إلى أننا نعيش أزمة خطيرة وأنها موجودة في الشارع والمكتب والمسجد وحتى في أماكن النزهة. والحقيقة أنني أتفق معه في كل ما جاء به، الفارق الوحيد أنني أطرح ذلك بلغة أقل حدة، وأجزم أن هناك تغيراً كبيراً أصاب الذوق والسلوك، خصوصاً عند التعامل مع الآخرين، وأقصد بالآخرين الذين هم أنا وأنت وهو، أولئك الذين تقابلهم في الشارع، المسجد أو الأسواق… الخ ومن كل الجنسيات والمعتقدات.
والمدهش أننا عندما نتكلم عن أنفسنا نحرص على أبراز تمسكنا بالعقيدة الإسلامية وآدابها، ولكننا لا نرى في الغالب الأعم تطبيقاً لتعاليم الإسلام السمحة في ما بيننا، نتحدث كثيراً عنها مثل شعار نتمسك بترديده ولكنه لا ينعكس أولاً على تعاملاتنا مع بعضنا البعض.
والظاهرة ليست محصورة في المراهقين مثلاً وإن كانت لديهم تظهر أكثر صخباً وحدّة، ولكنها موجودة لدى مختلف الفئات العمرية والشرائح مهما كان مستوى تعليمهم.
وقيادة السيارة التي جئت بها في مقال “العفاريت” هي المثال الصارخ، وهي نموذج هنا لمختلف التعاملات الإنسانية اليومية، وفي هذا الصدد يحلو لي “أحياناً” الإشارة إلى سلوك بعض العسكريين في قيادة سياراتهم الخاصة، فهم “كما يفترض” تعلموا الانضباط ويمارسونه يومياً في عملهم، وهم “كما يجب” النموذج والقدوة فيه، لكننا نرى من بعضهم في الشوارع والأحياء، العجب العجاب، ومن الواضح أن عدم وجود “الضابط” هو أحد الأسباب.
ويقترح أبو ناصر “مشكوراً” أسلوباً طويل الأمد للعلاج وهو ما يحتاج إلى نقاش في زاوية أخرى، لكنني لا أنسى الإشارة إلى ما طرحه زميلي في هذه الجريدة الكاتب أحمد الشعلان عن الخطة الخمسية الماليزية لتحسين الأخلاق، وأضم صوتي إلى صوته في الاستفادة منها لتحسين سلوكياتنا، نحن بالفعل بحاجة إلى خطة طويلة الأمد.. والنفس، لكن إلى من نتوجه بمثل هذا المطلب يا ترى!؟.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط