النصب على الحجاج

أتوقع أن تحفل الصحف بعد أيام بأخبار الافتراش، وستنشر صور لحجاج أهملوا من جانب من تولى مسؤولية خدمتهم وهم يفترشون الأرصفة انتظاراً لوصول عباراتهم التي تقلهم إلى بلدانهم، وستحصل مدينة جدة على النصيب الأكبر منهم. يدفعني إلى هذا التوقع حصوله كل سنة فما الذي سيغير الأمر هذه السنة، سنقرأ تصريحات لمسؤولين في وزارتي الحج والداخلية عن الموضوع وعقوبات “سوف” تطبق بحق المهملين من شركات السفر والحج والمطوفين، ثم ننتظر إلى العام المقبل ليعاد بث المشهد. والأخبار عن حجاج الداخل الذين تخلت عنهم شركات دفعوا لها لتوفر لهم الخدمات كثيرة وهم بالآلاف، وإذا كان هذا هو حال حجاج الداخل الذين يعرفون الأنظمة ويستطيعون الوصول إلى الصحافة، فما هو يا ترى حال حجاج الخارج؟ من المؤكد أن بعضهم يقعون ضحايا لشركات ومطوفين آخرين وقد لا تصل أصواتهم لصحافتنا اللهم إلا عند افتراش الأرصفة في جدة. وفي كل عام تعلن وزارة الحج أنها ستطبق عقوبات صارمة وتكشف عن مكاتب وهمية لخدمة الحجاج، من دون ذكر أسماء أو عقوبات تم تطبيقها، ومسلسل النصب على الحجاج واستغلال حاجتهم مع ضيق الوقت والازدحام يستمر، وهو يذهب كل جهود الدولة في خدمة الحجيج من إنشاءات جديدة واستنفار للعديد من أجهزتها وتسخير إمكانات ضخمة، كل هذا يذهب هباء بسبب استغلال بعض ضعفاء النفوس لهذه الفرصة” التجارية”. ويذهب حجاج الخارج ومعهم حجاج الداخل وليس في أذهانهم سوى صورة قاتمة عما تقوم به الأجهزة الحكومية والمملكة، والسبب هو تهاون عجيب لا تعرف له مبرراً. ومنذ أن تم فصل الأوقاف عن الحج ليستقل في وزارة متخصصة ونحن نتوقع تحسناً في تلك الخدمات، إلا أن الأمور في كل عام تتفاقم. إن ما يحدث غير مبرر على الإطلاق، والمفترض أن لدى وزارة الحج القدرة على إدارة موسم يتم الاستعداد له طوال السنة وتدعمها فيه مختلف الأجهزة الحكومية. فيا وزارة الحج لماذا لا تصدرين قائمة سوداء بأسماء الشركات والمؤسسات الفاشلة والمطوفين الذين خدعوا الناس، وفي وقت باكر، ولماذا لا تنشر أسماء أصحابها وصورهم في الصحف وعلى موقع  بالانترنت؟ ما الذي يمنع من إجراء سهل كهذا؟ إن في إجراء بسيط مثل هذا إبراء للذمة وتحسين لصورة المملكة التي تتحمل الكثير كل عام  للتيسير على الحجاج.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.