الفقير المرتوي

اثنان من أعضاء منتخب سعودي للجري من محافظة الليث «منطقة مكة المكرمة»، وهم مع آخرين «تحت سن العشرين» سيمثلون البلاد قريباً في مناسبة عالمية رياضية بفرنسا.
رياضة الجري تذكر بالنحافة، والأخيرة – في حالات منها – تذكر بالفقر المدقع بحسب تعريف وزير التخطيط» عدم الحصول على طعام».
هناك أناس يستطيعون الجري أسرع لانخفاض الحمولة، وهناك من يحاول الجري لتخفيف الحِمْل (بكسر الحاء). وحينما أخبرني «مراسلي» في الليث عن ذلك بابتهاج تمثيل الوطن عالمياً. سألته عن أحوالهما؟ فصدمتني إجابته. بودّي لو يتفضل وزير التخطيط مع كبار المسؤولين في الوزارة الموقرة – التي لا تعتمد على التنظير – بزيارة لمحافظة الليث» النموذجية هنا»، لأسباب، منها أنني لم أستطع «بلع» مسألة الجزم بخلو السعودية من الفقر المدقع «فقر الجوع» فهل إذا وجد الإنسان طعاماً من محسنين» لا علاقة لجهات حكومية بنشاطهم» يعتبر فقيراً مدقعاً أم لا؟ أم لا بد من أن يموت من الجوع ليحصل على قبول في بند الفقر المدقع. ثم هل الماء إذا توفر لمن لا يجد طعاماً إلا من الصدقة يصنفه فقيراً مدقعاً أم فقيراً… مرتوياً!؟
***
يتحول المواطن إلى «معقب» حتى ولو لم يرغب في ذلك. تصعيب مسارات البلاغات عن أمور تعنى بالمصلحة العامة أمر سائد، من يبلغ لا بد من أن يحمل ملف المتابعة تعليق الجرس وهزه مراراً ليرن لعل أذناً تسمع، وكأنّ القضية محل البحث أو التبليغ شخصية لا تعني سوى حضرة جناب المبلغ أو المذكور.
حادثة نشرتها صحيفة «سبق» الإلكترونية عن مواطن في المدينة المنورة زار مركزاً صحياً «نموذجيا»! فوجد شاحنة تابعة لوزارة الصحة – بحسب الصورة – محملة بكميات من الأدوية ومتروكة في العراء تحت شمس «المدينة»! أبلغ الرجل الدوريات الأمنية ثم ذهب لمركز الشرطة وسجل محضراً. اقرأ معي: «تم تسجيله وإحالته لقسم شرطة حي العقيق؛ لإثبات الحالة، وتم توجيهي من قِبَل رئيس المركز بضرورة التقدّم بشكوى رسمية إلى مديرية الشؤون الصحية بالمنطقة» انتهى. تحول الرجل الى معقب لأجل «المصلحة العامة».. الأخيرة مكلفة بها جهات أخرى لها موظفون هذه وظيفتهم.. أينهم من تسلم المهمة؟! الله اعلم. ومع احترامي لغيرة الرجل وإحساسه، لا بد من التنويه عما فاته. وزارة الصحة أعلنت أن «المريض أولاً»، فهي مشغولة بتطبيق هذا الشعار، وسيستمر الوضع على ما هو عليه إلى أن تستيقظ وتعمل بشعار «إصلاح الإدارة أولاً». القصة أعلاه ذكرتني برسالة قارئ وجد لوحة سيارة ملقاة في الشارع فاتصل بالدوريات الأمنية للإبلاغ عنها، صدم بالرد الجاف من متلقي الاتصال، «دون شكر» مع توجيه أشبه بالأمر بأن يأخذها إلى مركز شرطة. قلت له: «إنك محظوظ». لو طلب منه الانتظار» كم ساعة» لحين وصول سيارة الأمن، ثم الدخول في الأسئلة المعتادة، «وين لقيتها»؟ «كيف كان وضعها على وجهها أو مقلوبة؟»، «متوكد انك ما تعرف صاحبها؟»، إلى آخر ما هو معتاد، وأخيراً» وش رأيك تاخذها معك لمركز الشرطة؟».
هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

4 تعليقات على الفقير المرتوي

  1. أبو بسام كتب:

    من يُتابع هذه التصرفات الحكومية؟ ، مسؤولية من على وجه التحديد تقييم الأداء الحكومي؟ ، الوضع الحالي كل جهة تنتبه لعمرها بدون جهة رقابية (فعّالة).

    على المواطن أن يكون متخصص في معرفة مداخل و مخارج نظام كل جهة يريد شكواها ، يعني عشان تاخذ حقك يجب أن تكون موسوعة على قدمين و ذا نفس طويييييييييييييل.

  2. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    الفقر المدقع في نظر البعض وانا مالي شغل بالوزير والغفير اقول في نظر البعض هو ان تقوم
    بضرب قفل باب حديد وتقتل ثلاثة اربعة انفار وتسرق البعيد لك كم الف عشان تأكل عيالك
    والباقي تسدد فيه مخالفات ساهر .. والفقر المدقع في نظر اخرين هو انك تقعد تفتح طاقة البيت
    تستلطف الله لايجيك صاحب البيت ويطالبك بالايجار .. وفي رواية اخرى مادام قرص العيش
    اربعه بريال مافي فقر مدقع فيه فقر مطقع والفرق حرف واحد لكن الفقر بدري عليه من الطقع
    والله انيخبصت اليوم يابو احمد ارجوك السماح لكن من طفشي وغلبنا .. تصاريح ماادري
    من فين يجيبوها لنا تقول احنا عمي والا اغبياء والا مهسترين .. يابو احمد خط الساحل فيه
    مأسي من يوم تقول يامكة الى ان تصل الى ابها مناظر تشوفها تقول احنا في مجاهل افريقيا
    لايسوا شئ بس يرحمونا من هذه التصاريح .. ترى تصريح تصريح يخلي البني ادم زي
    الريح وورد من غير تفتيح وشكرا

  3. basim كتب:

    السلام عليكم..
    استاذي الكريم..
    الليث و ما ادراك مالليث.. قطعة منسية في وطني الكبير لا لشي فقط لخلوها من المصادر الطبيعة.
    هل تصدق يا استاذي الفاضل.. ان كثير من ساكنيها يعشون على بركة المدرسين.. من بيوت و محلات بل و حتى سيارات
    يقلون المدرسين لذلك المكان الذي يقال عنه ” مدرسة”…

    مع التحية

  4. ممرض عاطل كتب:

    الكابتن “حسين النجعي” مدرب المنتخب السعودي للناشئين ونادي الوطني بتبوك….يعاني من ظروف نفسية وصحية واجتماعية جداً صعبة بعد تعرضة لحادث مروري تسبب له في شلل الاطراف السفلية…..وهو يعيش مع والدة الكفيف الذي ليس له دخل سوى مخصصات الضمان الاجتماعي في قرية صغيرة في منطقة جازان.
    اين مسؤولي الاتحاد السعودي للعبة الكاراتية؟؟؟
    اين اهل الخير عنه؟؟!!
    رجل خدم الوطن …لماذا لا يرد له الجميل؟؟!!
    او حتى تحسين ظروفة المادية الصعبة للغاية؟؟!!

التعليقات مغلقة.