هذا اقتراح مقدم لينضم إلى القائمة الطويلة للمهرجانات التي أصبحت سمة لبلادنا، وسبب اقتراحي أنه يكاد يكون هناك متسول لكل مواطن، بعد الشغالة والسائق وحامل “البشت” و”شيالة العباية”، حصل كل مواطن على متسول… أجنبي، وبحسب ثقافتي المحدودة، أتصور أنه سيكون أول مهرجان من نوعه في العالم، ويشكل هذا حدثاً فريداً وميزة جذب نادرة ويصب في “استراتيجيات الأولوية” التي نحرص عليها.
وكنا في زمن سابق لا نرى المتسول الأجنبي إلا في المواسم، وتحديداً في مكة المكرمة والمدينة المنورة، يأتون مع جموع الزائرين والحجاج بعضهم قد “استقر” هنا لا يظهر إلا في المواسم، كانوا يبرزون أمامك بأيد مبتورة وأرجل مقطوعة، ويحرصون على إبراز عاهات لا نقول أمامها إلا “الحمد لله الذي عافانا من ما ابتلاهم به وفضلنا على كثير من خلقه تفضيلاً”.
الآن امتدت الظاهرة الى المناطق الأخرى بل الى القرى والهجر في مختلف أرجاء البلاد وأصبح العام كله موسماً، ولم تعد تعرف المحتاج، فقد صاحب بصرك وبصيرتك بعض الارتجاج، كما أنهم لم يعودوا في حاجة إلى إظهار عاهة معينة، يكفي وجهاً بلا قطرة حياء وأجهزة ووزارات نائمة.
والمتسول يحرص على ملاحقة أبو شماغ احمر أو غترة بيضاء بالدرجة الأولى، ولديهم عيون لاقطة تترصد عند أبواب البنوك وأمام أجهزة صرف النقود، ويتركز نظرهم على ما يدخل وما يخرج من جيبك العلوي ولا يغفلون الجانبي، وهم أسرع إليك من المحافظين الجدد في انقضاضهم على المنطقة.
وتنشر وسائل الإعلام عن “عصابات التسول”، وتدهش من السماح لعصابات بالتجول في الشوارع، ويقال إن هناك تهريباً لأطفال اليمن إلى أراضي السعودية لاستخدامهم في التسول، وأول خبر نشر عنهم في الصحف السعودية كان مصدره اليمن! حيث صرح مسؤول يمني أن السلطات هناك استلمت عدداً من الأطفال المهربين من شقيقتها السعودية،
ثم بعدها بدأت صحفنا المحلية وعلى استحياء في النشر عن ظاهرة المتسولين اليمنيين، ويبدو لي أننا نحرص على سمعة وأحاسيس الآخرين أكثر من حرصنا على أمن مجتمعنا، لكن هل يعقل أن كل هؤلاء جاؤوا من خلال التهريب؟ هذا كلام خطير نناقشه غداً مع الاقتراح الذي أدعو فيه إلى خصخصة التسول.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط