حينما أعلن اسم رئيس هيئة مكافحة الفساد كثرت رسائل ترغب في التواصل معه، مع أنه لا يزال بحاجة إلى وقت لترتيب البيت من الداخل.
الشاهد أن هناك تفاؤلاً بالهيئة والرجل، ومحمد الشريف يحاول استثمار وسائل الإعلام، آخرها لقاء مع إذاعة «الرياض» تفاءل فيه بتعاون المواطنين ووعد بمكافآت للنزيهين والمبلغين، شارحاً دور الهيئة ومتقدماً خطوة فتحدث عن طفرات ثراء موظفين.
ولا شك في أن الشريف سيواجه صعوبات جمة، منها مفاهيم ترسخت لدى أفراد المجتمع، وللمكافحة والحماية اقترح على رئيس الهيئة حين اختيار موظفيه أن يميز بين مواقفهم من الفساد، ومن أي فئة هم ولنأخذ أمثلة على ذلك؟
الفئة الأولى ترى أنه لا يمكن القضاء على الفساد مهما حاولت اقتلاعه من جذروه، يرى هؤلاء أن الرادع شخصي، ولا يمكن مراقبة الناس كل الوقت مع كلفة ذلك، فهناك وسائل مختلفة للتربح من المال العام وحتى الخاص. هذه الرؤية تتحصن بأن الفساد موجود في كل بلاد العالم.. و.. «منذ مطلع التاريخ»، هذه من البديهيات لكنها تشي بحالة توافق أو تفهم -إن جاز التعبير – لواقع الفساد، ستختلف نسبة التفهم من شخص إلى آخر بالتأكيد. رابط هذه الفئة تجنب الخوض في ما يتعلق بالفساد لأن الصمت حكمة.
الفئة الثانية، لديها موقف من الفساد لسبب بسيط وهو أنها لم تشارك فيه، لم تحصل على شيء في حين أثرى فلان وتضخم رصيد علان، وهم لا يزالون على «الحديدة» أو لم يصلوا إلى «إنجازات» غيرهم، فالقضية بالنسبة إليهم قضية حجم.
الفئة الثالثة لديها موقف من الفساد لكنها متشبعة بمفاهيم مثل قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق، «وأنت بتصلح الكون» و«مالي دخل» إلى آخر حبات «السبحة».
الرابعة فئة تخاف من الضرر عليها أو على مصالحها بسبب جبروت الفساد وعدم الاهتمام بإبراز القدوة الحسنة في هذا الأمر الحيوي، فلا يمكن أن تتقدم للتعاون، ولا تلام، خصوصاً أن ثقافة التعاون في الإبلاغ عن مخالفات في مجتمعنا فيها ما فيها حينما يتحول المبلغ إلى طرف وربما هدف أو يهمل (راجع فقرة من مقالي يوم أمس).
أما الخامسة فهي الفئة الطبيعية والتي ترفض الفساد لأنه تعدٍ على المال العام أو الخاص، وتبادر لمواجهته مثل هؤلاء لو وجدوا مبلغاً ضخماً من المال في ظلام الليل لأعادوه لصاحبه.
وأهم مسألة في تقديري لتعمل الهيئة كما نحلم ونأمل تتلخص في حماية المبلغين بصورة تامة وكاملة وعدم مطالبتهم بأمور لا يستطيعون الوفاء بها، وهنا تكمن أهمية اختيار فريق الهيئة.
***
رحم الله تعالى نائب القنصل السعودي في كراتشي حسن القحطاني. علامة التعجب أن تتعرض القنصلية إلى هجوم قبل أيام ولا تغلق أو تقنن تحركات العاملين فيها حمايةً لهم، حتى بعد هذه الحادثة اكتفت «الخارجية» بطلب تشديد الإجراءات الأمنية.. التي طلبتها سابقاً، ولا تنتهي علامات التعجب.
استاذي الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
استأذنكم كاتبنا القدير في وضع مقالة الكاتبة الصحفية فاطمة الشريف كما هي حيث ان فيها الامل
بأذن الله اضافة الى ماكتبتم وفي المقابل ومن نفس بعض هولاء الصحفيين في الوجه الاخر ..
متى مارأت الهئية من يطنطن ويمجد ويلمع تعرف ان هناك من يلعب شرعت في الغرف المغلقة
وهذه هي المقالة سلمت كاتبتها ونور الله عليها وعليكم استاذي دائما .
كاتبة سعودية: أطلقوا الصحفيين من عقالهم يأتوكم بالفاسدين
تجزم الكاتبة الصحفية السعودية فاطمة الشريف في صحيفة “الوطن” التي تصدر في عسير جنوب
المملكة أن الصحفي الحر الجاد، يمكن أن يلعب دوراً أساسياً في مكافحة الفساد، بشرط أن يتوفر له
المناخ الصحفي الحر، مطالبة بإطلاق الصحفيين من عقالهم كي يأتونا بالفاسدين.
وفي مقالها “دور الصحافة في مكافحة الفساد” تبدأ الكاتبة برصد قضايا فساد كشفها صحفيون،
فتقول: “خلال عام 1991 نشرت صحيفة سان أنطونيو لايت الأميركية سلسلة من المقالات بقلم
الصحفي دان كيلي، كشفت عن أساليب الرشوة والاحتيال في محاكم مدينة سان أنطونيو. ونتج عن
هذه التحقيقات الصحفية فصل تسعة قضاة ووقف 12 ضابط شرطة عن العمل، والبدء بتحقيقات
جنائية وإصلاحات إدارية على نطاق واسع. وفي نفس العام نشرت صحيفة (دالاس مورنينج نيوز)
الأمريكية سلسلة من المقالات بقلم الصحفية “أوليف تاللي”، كشفت عن الحالة المتردية للرعاية الصحية
في مستشفيات السجون، وضعف تأهيل الأطباء وتدريبهم، ونتج عنها إعادة النظر في نظام الرعاية
الطبية ومراجعته بالكامل”.
وتعلق الكاتبة بقولها: “هذا مثال لما يمكن للصحافة أن تسهم به في مكافحة الفساد. صحفي واحد يتمكن
خلال عام واحد من مسح الطاولات وإعادة بناء الثقة في النظام القضائي. وصحفية واحدة تنجح في
تحسين ظروف الحياة لآلاف البشر وتغيير أحد الأنظمة الحكومية إلى الأبد”.
ثم تتساءل الكاتبة: “ما الذي نحتاجه لكي نرى الصحفي السعودي يقوم بواجبه المهني والوطني في
الارتقاء بالمجتمع والمحافظة على منجزات الوطن ومستقبل أبنائه؟ ومن هو الصحفي الذي نريد؟”
وتمضي الكاتبة بعد هذا راصدة مواصفات الصحفي والمناخ الذي يجب أن يعمل فيه ليكون أداة لمحاربة
الفساد: “الصحفي الذي نريد يملك الحق الكامل في الحصول على المعلومات.. يقف في غرف الصادر
والوارد والأرشيف والمخازن.. ينقّب في الملفات والمعاملات والتعاميم والمراسلات والعقود.. الصحفي
الذي نريد، يملك الحق الكامل في نشر المعلومات.
يملك الحق في أن يقول للمسيء أسأت، مرفقاً بصورته الملونة، والأدلة الحسية التي تدينه.
يملك الحق في نشر العقود والاتفاقيات والفواتير والتقارير وقوائم الترشيح وغيرها من المستندات.
الصحفي الذي نريد، هو الصحفي الذي يخبرنا: من قام بهذا العمل؟ وليس فقط ما الذي حدث..
الصحفي الذي نريد يعمل في مؤسسة لديها القناعة بأن الالتزام بقضايا الوطن والجرأة في طرحها
هو السبيل لتحقيق المعادلة الصعبة: بيع المزيد من النسخ دون الوقوع في الإسفاف.
فقادة العمل الصحفي الذين يعتمدون على صور الفنانين والفنانات ومشكلاتهم وفضائحهم في
تحقيق الربح المادي هم عين الفساد الذي يجب البدء بمكافحته. إنهم يهدرون الكثير من الوقت
والجهد والمال في تزييف وعي القراء وإغراق عقولهم بالضحالات.
وهذه جناية كبيرة في حق مجتمع يقول إن وعي أبنائه وعقولهم أغلى ما يملك.. الصحفي الذي
نريد، صحفي متفرّغ يأخذ كل الوقت الذي يحتاجه في البحث والاستقصاء والتحليل والاستنتاج.
إنه لا يكتفي بنشر الأخبار على طريقة “هل صحيح يا وزارة…”، “هل يعقل يا معالي…”.
إنه لا ينشر فاكسات القراء ورسائلهم كما تصله لكي يملأ مساحة ما من صحيفة ما.. الصحفيّ
الذي نريد لا يمكن أن يعمل منفرداً، إنه بحاجة إلى المواطن النشط الذي يستعيذ بالله من الجهل
والتجاهل والعجز والتعاجز.. صديقتي موظفة الصادر في إحدى الإدارات الحكومية ترى بعينيها
فواتير الإدارة من المشتريات تتضاعف شهراً بعد شهر وتعلم ما معنى هذا، ولكنها تتجاهل الموضوع
تماما، وكل ما يهمّها أن تضع الملف في مكانه الصحيح، فهذا هو عملها.
وصديقتي الثانية تعمل سكرتيرة في إحدى الجامعات وتطبع بأصابعها قوائم الترشيح وقد حذفت منها
أسماء ووُضعت أسماء، وهي تتضايق من ذلك ولكنها تشعر بالعجز عن القيام بشيء حيال هذا الأمر..
في مشاهد يومية أصبحت جزءاً من حياتنا نتكيف معها ونصبر عليها.. الصحافة الحرة الجريئة تستفز
هذا التكيف البارد والصبر البليد وتستنفر الحس السليم لدى المواطن وتستثمر في وعيه وانتمائه كي يعملا
معا لمكافحة الفساد ومقاومة الهدر”، وتمضي الكاتبة برصد النتائج قائلة: “إن النتائج التي يحققها هذا
الصحفي ستفعل فعلها في المجتمع.. وعندما تبدأ النتائج في الظهور وعندما تنجح الصحافة في القيام بدورها
الأسمى في التنوير والإصلاح فإن الجميع ما عدا الفاسدين سيقف معها ويساندها، لأن الجميع ما عدا
الفاسدين يريدون صحافة مسؤولة، والصحافة المسؤولة ليست أنباء فاسقين.
يريدون صحافة حرة، والصحافة الحرة ليست شيطانا أخرس. يريدون صحافة نزيهة لا تُضيّع دم
القضية بين قبائل الأسباب ولا تضيع منها الحقائق في زحمة الكلام، وحين يتحقق ذلك كلّه فإن الصحفيين
والصحفيات سيقومون بدورهم الذي لا يمكن أن يقوم به غيرهم في حماية المجتمع من عقوق أبنائه.
وسوف يعيدون الثقة في مؤسسات المجتمع وتنظيماته، وسوف يشعروننا بعدالة المجتمع الذي نعيش فيه”.
وتنهي الكاتبة بقولها: “إن صحفياً واحداً يمكنه أن ينجح فيما يعجز عنه ألف مراقب ومدقق لو أننا فقط
نعيد النظر في صفات الصحفي الذي نريد، وبعد.. أطلقوا الصحفيين من عقالهم يأتوكم بالفاسدين قبل أن يرتدّ إليكم طرفكم”.
سيدي الكريم العزيز… عبدالعزيز…
نعم … المهمه كبيرة… وصعبه.. وخاصة انها لم تواجه بهذا القدر من الاعلام… والالتفات من القيادة الحكيمه..بأنشاء الهيئه لمكافحة الفساد.
لكن ومع هذا سيدي الكريم اكاد اقسم بالله العظيم… ان الهيئه لو تعلن وتقوم بتشهير المرتشين والضالعين فى الفساد – عشرة حالات فقط- اننا سنرى تغير جذري وكبير.المهم ان تعلن الاسماء والتحقيق معهم ونشر الحقائق .وليبدأ معالى المحافظ (بقضية جـــــده) لانها حقيقة ..حقيقة …حقيقة… محبطه ..لبلدي ..لوطني..لكل الشرفاء …لكل من يخاف الله… لكل من لديه ذرة نزاهه..لكل من يقول وبفخر كبير ” انا سعودي ” ” انا سعودي ” انا مواطن سعودي وأحب وطني .. وافتدي بروحي من أجله… كما ذهب اخي المواطن “رحمة الله عليه” حسن القحطاني…. وطني الحبيب…وهل احب سواه…
طيب وزارة الخدمة المدنية وزارة فاسده حتى النخاع…انا ما توظفت من ثلاث سنوات بسببها؟؟!!!