أثناء هدوء الإجازة عن الكتابة يمكن القراءة بتأنٍ وتأمل أكبر، ومن الرسائل الإلكترونية التي يتبادلها الناس اخترت رسالتين، مركِّزاً هنا على ما يهم، وهو الفكرة مع الفحص.
تروي الرسالة الأولى حكاية لمجموعة من الناس «يمكن من الرَّبع»، كانوا في مطعم بألمانيا، وكالعادة امتلأت طاولة طعامهم بوجبات لم يجهزوا عليها كلها، فبقي منها الكثير، دفعوا الحساب، وقبل خروجهم استوقفتهم امرأة ألمانية تحتج لترك الطعام الزائد من دون أكل، وكأنها ترفع صوتها قائلة: «لماذا طلبتم فوق حاجتكم»، ثم – وفق الرسالة المتداولة – اتصلت بجهة حكومية تعنى بالحفاظ على الموارد الاجتماعية، ليحضر موظف ويحرر مخالفة بمبلغ كبير، والمستند الرشيد للموظف أن الموارد الاجتماعية حق للجميع لا يجوز لفرد أو مجموعة العبث بها.
سألت صديقاً لي من المستقرين في ألمانيا بعد أن «تَأَلْمَنَ» – لا تسألوني لماذا «تَأَلْمَنَ» – سألته: هل هذا صحيح ويجري في ألمانيا؟ فنفى ذلك قائلاً: «في ألمانيا مثلما في كل البلدان كل واحد يمد رجليه على قدر فلوسه». لا شك في أن ثقافة المجتمع هناك ترفض الإسراف، وتشمئز منه أكثر مما يحدث في مجتمعنا، بل إن المقارنة هنا لا تصح. لكن، حتى لو تم نفي القصة، فإن الفكرة جميلة ورائعة، وفيها حفظ للنعمة، وإعادة الرشد لمن فقده.
للأسف ليس لدي صديق مستقر في إيطاليا لأسأله عن صحة الرسالة الثانية، لكن هذا لا يهم كثيراً، لأنها تحتوي على فكرة أكثر روعة. في المقهى يأتي زبون واحد، ويطلب فنجانين من القهوة، ويدفع ثمنهما، ويخبر النادل بأن واحداً منهما على الحائط، يكتب النادل على ورقة «فنجان قهوة واحد على الحائط»، ويلصق الورقة على زجاج المقهى، يمر محتاج أو ضعيف يتمنى فنجاناً من القهوة، لكنه لا يملك ثمنه، يرى الورقة فينزعها ويقدمها للنادل ثم «يستمخ» مع الفنجان.
الفكرة الأخيرة تحتاج إلى ثقافة اجتماعية متينة. سلسلة من الخصال. نبل من الزبون الأول، وأمانة نادل، وقناعة من المسكين، في حين تحتاج الفكرة الأولى إلى مؤسسة لن تقوم إلا بثقافة اجتماعية تسندها، وكل هذا لا يتوافر في مجتمعنا ما دمنا نستمتع بالمباهاة وإشباع العين لترطيب اللسان… الحصان، ليصهل في كل مكان.
الحمد الله على السلامه
باين انهما امداك تكتب مقال
فزبنته بالبريد
عموما كل شي حلو منك ولو ما تحط الا صورك كل يوم
هذا بحد ذاته اطلالة رائعه كل صباح
اجازه سعيده
بس ماقلتلي هل قضيتها بربوع بلادي الحبيب ؟؟
استاذي الفاضل عبدالعزيز ارق التحيات واعذبها لجنابكم الراقي
ان ما اود التعليق على عنوان مقالك هو :
لا بد من حملة تطلقها جميع المنابر الاعلامية في مملكتنا الحبيبة للتوعية بمظاهر الاسراف خلال اقامة الولائم خاصة فيي المناسبات
الحمد لله على السلامة .
افتقدنا قلمك الرائع ونتطلع لجديدك الأروع .
العطاء ثقافة يطول الحديث عنه ولكن … !
استاذي الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
نورجوجل ونورالكمبيوتر بعودتكم استاذنا والف حمد لله على السلامة..
وثقافتنا استاذي لايمكن ان تعني بمثل هذه الامور لاننا اساسا لانملك ان نكون في هذا
المستوى الذي يحتاج الى مقومات غير موجودة ..وكيف تكون موجودة ونحن نقراء
قاضي سرق ورجل اعمال نهب وهذا ارتشى وهذا استغل منصبه .. ننظف مجتمعنا
اول شئ وبعدين ندور على زي هذه الثقافات والله يعين ومرة ثانية الحمد لله على السلامة
ولاعاد تطول علينا يابو احمد الله يجعلكم دوما في صحة وعافية
سيدي العزيز
الحمد لله على السلامه… اخيرا رجعت لقرائك ومحبيك…
سيدي…
المشكلة لدينا في غياب القناعه.. كل انسان غير قانع بما لديه
عندما نذهب للمطعم نطلب للفرد مايكفي الجماعه… لو رأيت النساء ومايفعلنه في البوفيهات ياسيدي تملاء الصحون ثم ترمى في سلة المهملات ويتركن الحسرة تملاء قلب صاحب الحفل وربما الدين ايضا..
تمتلئ الخزائن بالملابس وربما تنسى احداهن ماشرته وتعيد شراؤه مرة اخرى لعدم قناعتها بما لديها…
وهذا حالنا في كل امورنا
هذا الأمر ياسيدي ثقافة مجتمع وليس قوانين تفرض…
في عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز انتشرت القناعه بين الناس فقنع كل بما لديه فاصبح ينادي المنادي في الطرقات لتوزيع الصدقات فلا يجد من يأخذها…
حفظك الله ياسيدي لكل محبيك
لكم جميعا خالص الشكر والتقدير كل منكم يستحق شكرا، وربي يسلمكم ويحفظك ويحفظك وطننا من كل سوء.