هل انتهت الحاجة إلى قناة الجزيرة حتى تعرض للبيع؟ هل أصبحت بين ليلة وضحاها مكلفة مادياً ومزعجة للسلطات القطرية؟ أم أنها حققت الأهداف التي أنشئت من أجلها؟
وكيف سيتم البيع هل سيعقد مزاد؟
ثم لماذا يتم التنازل عن هذه القناة بعد ما حققته من الحضور والتأثير؟ هل هي نزوة شخصية انتهت؟ وإذا ما تم بيعها هل سنلاحظ انحسار الأضواء عن شخصيات استخدمتها وارتبطت بها.
هل هي نهاية مرحلة وبداية أخرى؟
منذ أن ظهرت قناة الجزيرة للوجود لاحظ المشاهد أنها قناة الجزيرة “في” قطر، وكتبت عن هذا في حينه، والـ “في” لم تغير أنها “من” قطر، فقد وضح أنها سوط في أيدي بعض الشخصيات لتحقيق أهداف معينة وللقول فضائياً “نحن هنا”. ثم انحسرت هذه السطوة عن بعض البلدان العربية لأسباب أصبحت معروفة، وركزت على بلدان أخرى.
الذي لا يمكن تصديقه هو عرض هذه القناة للبيع بسبب ضغوط أميركية، وهي التي هيأت الرأي العام في المنطقة لكل ما حدث، وأوجدت منبراً قوياً لقوى الإرهاب للتهديد والتجييش، وتحولت بدعوى الرأي الآخر إلى لسان حال ناطق للإرهاب، وكان أن تم فتح الباب على مصراعيه للمحتل والأجنبي للتدخل في الشؤون الداخلية للدول.
وفي كتاب مراسل الجزيرة السابق في أفغانستان جمال اسماعيل “بن لادن والجزيرة وأنا”، اتهام واضح بعلاقات القناة مع الدوائر الاستخباراتية الأميركية منذ بداياتها، بل وفضح لتعليمات إدارتها لمراسليها التي تؤكد تلك العلاقات المشبوهة. والذي يريد المزيد عليه بقراءة الملف الصحافي الذي نشرته مجلة “روز اليوسف” المصرية في الشهر العاشر من العام الماضي، ففيه رصد لأحداث عايشناها ونسيها بعضنا ولعل من أهمها خصوصية حصولها على أشرطة بن لادن، ونقلها بواسطة الحقائب الديبلوماسية القطرية.
ربما يكون مصير قناة الجزيرة مشابهاً لمصير أسامة بن لادن فبينهما شبه كبير مع اختلاف المنطلقات والأهداف.
وفي كل الأحوال فإن تمكن قناة الجزيرة وقدرتها على التأثير لم يتأتى لها إلا بسبب تردي الإعلام في المنطقة العربية عموماً والخليج خصوصاً، وتراجع حريات النشر. هذا ما أوجد المناخ لأن تلعب الجزيرة وباحتراف، فصنعت نجوماً من أثير وأوجدت خلخلة وتشويشاً في الرأي العام، وهو ما يجب تداركه والحيلولة دون تكراره، من خلال زيادة الثقة بالإعلام المحلي والاهتمام بتطويره وتوفير المساحات المناسبة له.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط