حتى لا تذهب الظنون بعيداً، فصديقنا عدنان لم يُفتن بالشقراوات الألمانيات، ولا بسيارات المرسيدس ولا الـ «بي إمَّات»، ولا حتى المفاعلات النووية التي سيتم إغلاقها قريباً في ألمانيا وقد تعرض للتشليح. فتنة عدنان في الألمان فتنة من نوع آخر!
في المستشفى أو المجمع، أو هو المدينة الطبية، اختر ما شئت من أسماء وسط الرياض، وبعد أن طال به المكوث، شعر المواطن المريض عدنان بأنه من «الموجودات»، بحسب القاموس البيروقراطي… أي «عُهدة»، أنه من الأصول الثابتة وممتلكات المنشأة، لا يجوز تحريكها أو نقلها. عدنان الدخيل، الإذاعي والشاعر المعروف، مكث سنة وأشهراً في مستشفى «الشميسي» بعد تعرضه لحادث إصابة بكسر في الحوض انتهى به الأمر إلى الشميسي، وتم إجراء جراحة له، فيها ما فيها من أخطاء وعجز، تستحق ملفاً ثقيلاً خاصاً بها. وبقي الشاب عدنان توأماً للسرير الأبيض، ألصق به بغراء لزج من النوع القوي، صمغ أو قرار طبي.
عام وأشهر وهو يعتمد على الآخرين في حاجاته، ولك أن تخمن من أي فئة هم الآخرون لتعرف مسيس الحاجة ووجعها. هذه الجزئية وحدها تستحق ملفاً ثقيلاً آخر. ممنوع عليه النزول من السرير، ولا يمكن له استخدام الكرسي المتحرك فهو خطر عليه كما قرر أطباء في «الشميسي»، وفوق هذا، كان يعاني من جرح مفتوح بقي مفتوحاً مثل اجتماعات لجنة لا تنتهي أعمالها، كأنها لجنة يسعد أعضاؤها باستمرار انعقادها. الجرح بقي مفتوحاً، لأنهم فشلوا في إغلاقه ثم أهملوه فأصبح جزءاً من العهدة، وعلامة فارقه لها. ولأن الله تعالى كريم، بل هو الكريم اللطيف بعباده وأرحم الراحمين، أتى الفرج بعد طول انتظار ومعايشة مد وجزر يأس قاتل، لم ينتصر عليه إلا بإيمانه بالله تعالى، سافر عدنان إلى ألمانيا للعلاج، ومن هنا دخلت فتنة الألمان في قلبه ومهجته وتلافيف عقله. عند هذه النقطة أو المحطة، قلت لنفسي إنه الغزو الفكري، يا لهذا الغرب وأساليبه المندسة، لا سيما بعدما لاحظت تعامله مع «الفايسبوك»، لكن ظهرت أمور ألمانية أخرى.
أولى المفاجآت السارة أن الأطباء الألمان قرروا من دون تردد أن يستخدم الكرسي المتحرك في اليوم التالي لوصوله؟ وتمكنوا من إقفال الجرح المفتوح بعد ثلاثة أيام… لا غير، ثم أجروا له جراحة ناجحة وستتبعها أخرى – حتى الآن أربع جراحات – وأكتب هذا المقال وهو ينتظر الخامسة، أرجو أن تدعوا له ولكل مريض بالشفاء وعدم الحاجة إلى أطباء ليسوا كالأطباء، ولا إلى إدارات ليس لها نصيب من الإدارة. وما أسَرَ عدنان وزاده افتناناً بالألمان… فوق سرعة التحرك الطبي «المسؤول»، هو الروح «الإنسانية» المصاحبة لكل ذلك، روح غمرته بدفعة معنوية أشعرته بقيمة الإنسان، ومِنْ مَنْ؟ من كبار أطباء حقيقيين، لا حَمَلَة أوراق وشهادات، وهي قيمة كاد يفقدها، ولا يلام.
قصة عدنان صالحة لكل زمان… ومكان واحد هو بلادنا الغالية.
ومشكلته هي عدم إجادة اللغة الألمانية، وإلا لكتب قصيدة «جزلة» في «الحمر العطر»، من الطبيب إلى الممرضة. ربما سيختار العنوان أعلاه لها، ويكتب مستقبلاً معلّقة بالعربية مطلعها: لماذا لا يحدث هنا كما يحدث هناك!؟
ليس عدنان الوحيد صريع ذلك النوع من الفتن فكل من ساهمت ” دعوات الست الوالدة ” في ان يعالج في احدى الدول المتقدمة سيتساءل لماذا ؟ والله اني كنت عندما يبتسم الموظفين او الممرضات مرحبين بنا كنت التفت خلفي ظنا ً مني انهم يحيون اشخاص اخرين خلفنا :)
والصدمة الكبرى عندما عرفت ان كل مستشفى بها ما يعرف بمحامي المرضى الذي تلجأ له اذا احسست ان الخدمة غير مرضية بالنسبة لك ليقوم بالدفاع عن حقوقك وتحقيق اقصى درجة راحة لك وياللعجب هناك اخصائيين اجتماعيين ليسهلوا حياتك اليومية اثناء وجودك للعلاج وخاصة للفترات الطويلة وهكذا قائمة لا نهائية من ” الحاجات الانسانية ” بخلاف العلاج
ولكن كنت دوما اتساءل طيب والمريض اللي ليس له امكانيات العلاج في الخارج اليس هو ايضاً انسان ؟!
والسؤال الادهى والامر اليس كل ذلك يمكن انشاؤه بالمال والجهد لماذا لا يوجد لدينا مثله
فكانت الاجابة ان الخدمة الصحية لن تتحسن اذا لم يعالج كل ال” VIP” في مستشفى الشميسي
ولكن للاسف اعرف ان مستشفى الشميسي عندئذ سيتحول الى مستشفى ” تخصصي ” لا يستقبلك الا بواسطة !
ابو احمد تحياتي العطرة لكم اذكر صديق للأسرة وقريب كان مهندس طرق في الستينات في أرامكو طلبته المواصلات لرسم وتتصميم والإشراف على تنفيذ طريق جده المدينه واثناء التنفيذ صار له حادث وانكسرت رجله ومفصل الفخذ فضاع المسكين بين أرامكو والمواصلات وخاست رجله وتأزم وضعه فأرسله اهله الى بريطانيا ومنذ ذلك الحين حتى اليوم وهو هناك ينعم بخير الحمر العطر ولشكرهم على إنسانيتهم ويقول بلد استفاد مني قويا ورفضني مريضا لا يستحق العيش فيه !!! مقالتك ذكرتني هذا الرجل الذي اكن له احترام جم. تحياتي لك أبا احمد
قبل عدة سنوات دخل ابني المستشفى لإجراء عمليه في الأسنان تحت التخدير العام وخرج بأسنانه وأستؤصلت لوزتيه وعند رفع شكوى قال القاضي احمد ربك على الأقل ولدك يمشي غيره ماحصلها… لدينا ياسيدي المخطئ لايخاف من خطئه فلديه حائط يتكئ عليه … غيرنا ربما كانو مساكين ليس لديهم حوائط يتكون عليها….. ربما كان هناك من يسأل المسئ لم اسأت ولدينا من يدفع المحسن دفعا للإساءه .. حفظك الله ياسيدي وحفظ عدنان وأعادة الى اهله ووطنه ومحبيه….
والله يا استاذ عبدالعزيز انا فتنت فيهم من مقالك بس ..
مابالك بواحد عاش التجربة ..
استاذنا الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
تسمح لنا اليوم ابغى انتقل للضفة الثانية شويتين وابغى اتوقع ردة الفعل ..
الله يهديه هذا السويد اللي يكتب في الحياة .. مكبر الموضوع حبتين .. وهو عارف
الطب متقدم في المانيا .. واطباءنا ماقصروا دبروا له سرير وغرفة خاصة وسوا
اللي عليهم .. بس هذولا الكتاب مايصدقوا احد يكتب لهم وعى طول ثاني يوم يلطعوها
في الجريدة .. (هذه صورة)
(والصورة الثانية المتوقعه).. لاصحة لما نشر وارجو يارئيس التحرير تنشر ردنا
في مكان بارز وتحط له برواز 8 ملي ..
والصورة الثالثة) واقع الحالة ان المريض رفض تناول البنادول واصر على الفيفادول
مما ادى الى تدهور حالته ونحن لانألوا جهدا في تقديم الرعاية الطبية المتميزة وابراز
الجهود الكبيرة لوزارة الصحة ..
اقولك يابو احمد فيه اغنية سمعني كلماتها واحد فاضي زي حكايتي بدايتها بسبس نو
والباقي مافهمت منها شئ .. ايش رأيك يابو احمد تكون الاغنية هذه موسيقى تصويرية
عندما تجي اخبار وعلوم الصحة عندنا اشهد بالله انها تعطيها زخم ولخم واللخم معروف
عند اخواننا الحضارم الله يفك كربهم بس والله يشفي اخونا عدنان ونسأل الله العظيم
رب العرش العظيم ان يعيده الى اهله سالما معافى ويشتري سيارة بي ام عنادا في
الكابرس وشكرا
مقال جدا رائع … جزاك الله خير وعدنان اخ عزيز يستاهل كل خير ، عدنان ليس الوحيد الذي افتتن بالالمان … عزيزي مما يثير الاستغراب عندما تكون هناك خارج اي وطن عربي وخاصة وطنك ، تلتمس تعامل جدا رائع من الاجانب .. تعامل اوصى به رسول الله صلى الله عليه وسلم لامته .. لكن لاتطبيق بما اوصى به (ص) … عندما تكون هناك بامريكا او اوروبا ترى قوم يتعاملون باخلاق الاسلام .. الابتسامه التسامح الاخلاق .. ترى اخلاق قوم مسلمين وما هم بمسلمين .. الف شكر لك
الزميل عبدالعزيز – لا شلت لك يمين.
نشاطرك الخجل والألم والامتعاض.
يؤلمني أن نكون أضحوكة يتندر بها الألمان كلما طاب لهم السمر.
حقائق بديهية يكتشفها الأطباء هناك,, نضع أيدينا على وجوهنا حيالها خجلاً وحياء.
أعتقد بأننا بحاجة إلى بحث وتنقيب حتى نكتشف ميكروب يتسلل خفية بعيداً عن أعيننا التي طاب لها الرقاد حين كحل عيني عدنان السهاد.
**
لو سامحنا عدنان فلن يسامحنا دمه.. ميكروبنا لن يغفر,, وسيكون شاهداً علينا لا لنا وسيحاسبنا لما تركتموني أسرح وأمرح وأتجول.
كل الأخطاء ستقف شاهداً علينا ستنطق مساميرنا وسيصرخ فينا الصدأ !! فانتظر
تحياتي لك سيد عدنان
بالحقيقية انا معجب كثير بافكارك و ارجو منك ان ترسل لي عنوان المستشفى الذي تقيم به لانك بعد مدحك بالاطباء المختصين و الممرضات و خدمات المستشفى الاضافية اثرت فضولي
كنت قبل عام في عدة مستشفيات في المانيا مثل هايدلبرغ و ميونخ على حسابي الخاص و قد تم النصب علي و استائت الحاله و ها انا ارجوك ان ترسل لي اسم المستشفى و اسم بروفسور العظام و حتى نحظى برؤيتك
مع تمنياتي بالشفاء العاجل
فهد القحطاتي
تحياتي لك سيد عدنان
بالحقيقية انا معجب كثير بافكارك و ارجو منك ان ترسل لي عنوان المستشفى الذي تقيم به لانك بعد مدحك بالاطباء المختصين و الممرضات و خدمات المستشفى الاضافية اثرت فضولي
كنت قبل عام في عدة مستشفيات في المانيا مثل هايدلبرغ و ميونخ على حسابي الخاص و قد تم النصب علي و استائت الحاله و ها انا ارجوك ان ترسل لي اسم المستشفى و اسم بروفسور العظام و حتى نحظى برؤيتك
مع تمنياتي بالشفاء العاجل
فهد القحطاتي
يمكن ما قريت لك مقالتين ولاحظت اسلوبك الساخر واهنيك عليه لاكن يا تصنع بقلمك شي او اتركه للاقدر
شاكر لك
تحياتي