أوضاع العالم العربي الآنية، تذكّر بالأحداث أواخر أيام الإمبراطورية العثمانية، حينما وُصِفت بالرجل المريض، حتى إن اللاعبين الكبار هم أنفسهم، ودول العالم العربي تتفاوت في نسبة الأمراض المصابة بها إلا أنها جميعاً أقرب إليها من الصحة.
ظهر لورنس العرب مبعوثاً من الإنكليز لتقصي الأوضاع، جاسوساً بثياب عربية ثم تطورت مهمته ليتحول إلى الملهم الأول للثورة العربية على الإمبراطورية العثمانية والمستشار الأقرب لقادة تلك الثورة، قدم الوعود بالاستقلال والحرية، وأيضاً تمكين رموز من السلطة، وأقنع الثوار – آنذاك – بالتحالف مع الحلفاء في مواجهة العثمانيين. كان العرب في الإمبراطورية يشعرون بالتفرقة والإهمال والاستبداد، حتى في المواطنة هم من الدرجة الثانية، مثلهم مثل الشريحة الكبرى من المواطنين في العالم العربي البعيدين عن دائرة الحزب أو الخاصة. صدّق الثوار القدامى، وعود «الحرية والاستقلال» ليأخذهم لورنس العرب معه إلى اتفاقية سايكس بيكو الشهيرة.
بريطانيا وفرنسا وروسيا أيضاً كانت حاضرة مثلما هي حاضرة الآن مع الولايات المتحدة، والغرض الثورة، وفي موقع العثمانيين أنظمة عربية، أما لورنس العرب فيقوم بدوره أكثر من جهة متخفية تحت الشعارات نفسها، وبدعم يتصاعد إعلامياً وديبلوماسياً في أجزاء من العالم العربي وبالحملات العسكرية في مواقع أخرى. ومن هذه الأدوات أداة الإعلام الجديد، لورنس الجديد أقنع جموع الجماهير، وركز على الشباب ولا يُلام هنا سوى من أهمل هذه الجموع وتركها، واستمر في شراء الوقت والقناعة بوهم صنعته دوائره الضيقة، فالأرض خصبة بل في غاية الخصوبة.
وليس في ما سبق تبرير أو اتهام، بل محاولة لفهم طبيعة ما يجري. استخدام الشباب تم في أفغانستان «لمواجهة المد السوفياتي وقتها» ونقل عن هيلاري كلينتون قولها إن الولايات المتحدة استثمرتهم والكلمة الأدق أنها استخدمت واستغلت، ثم حصل الطلاق والمواجهة والقتل والملاحقة. الآن يتم استخدام الشباب مرة أخرى في ما أطلِق عليه «الربيع العربي». هذا «الربيع العربي» الذي أصبح الكل يتبناه، من المصطلحات المضلّلة، لا يختلف عن «الشرق الأوسط الكبير»، و»الحرب على الإرهاب»، والعربي في أي عمر كان هو في حيرة مستمرة بين واقع سيء طال جموده، وبين المن والسلوى الذي يقدمه لورنس العرب الجديد، سباق قائم على أشده، فإذا لم توفر مطالبهم وتستثمرهم، فسيستخدمون ضدك عاجلاً لا آجلاً.
لن اعلق باكثر من كلمتين ……اصبت يا سيدي …..ودمت رائعا
شكرا للأستاذ عبدالعزيز ولكن لماذا هذة هي حال العرب ومنذ الوف السنين ؟ لماذا دائما من يحكم يصبح كما قال الشاعر يركب الشعب الى يوم القيامة لماذا دائما لدينا الشعب بخدمة ومن اجل الحاكم وليس الحاكم منتخبا وممثلا للشعب ؟ لماذا لدينا لا يتغير حاكم او نظام الاا بالقوة ؟ اتسائل هل نحن من فصيلة البشر ام نوع من المخلوقات الى الآن لا يوجد لها تصنيف
احسنت كل الإحسان وياليت شعري هل يفهمون
استاذي الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
تنشد عن الحال يابو احمد هذا هو الحال وابكي على ماجرى لي يااهلي
الله يرحم عبد الله محمد .. واذا خلصنا مع المراعي نتفاهم ياشيخنا وشكرا
(اننا نشجب وضع معتقلي جوانتانامو من حيث عدم استمرار حبسهم طوال هذه السنين بدون محاكمتهم ، لقد نشأ جيل يكره و يحقد على المتسبب في ذلك لما فيه من الظلم السافر و الشنيع.)
غيّر اسم واحد في العبارة السابقة لتحول من شأن دولي إلي واقع محلي.
تعديل
( من حيث استمرار حبسهم و ليس عدم )