من يسوم للمرة الثانية؟

اتصل بي صديق ثري “كاش” بعدما قرأ مقال “من يسوم؟”، ليتأكد من خبر عرض قناة الجزيرة للبيع، وهو خبر منشور في أكثر من مطبوعة، وتوقعت أنه ينوي الشراء فتحركت في نوازع المنفعة وحدثتني نفسي بالحصول على أول “سعي” لكن الأمل خاب، فقد كان اتصاله بدافع الفضول لا غير مثل اتصالات أخرى. ثم فكرت في عناصر الجذب التي ستغري المستثمرين لشراء هذه القناة وهي كما قال خبر عرضها للبيع، تعيش على دعم الحكومة القطرية وتحقق خسائر، ولا شك في أن أول عناصر الجذب جمهور المشاهدين العريض، لكن ما فائدة هذا الجمهور من دون ضخ أموال، فهل ستبقى كل تلك البرامج المشحونة والحسابات صفراً؟ ثم تذكرت أن بيع القناة يعني رفع الغطاء الحكومي والحماية عنها، وبالتالي ضعف مناعتها تجاه أي طارئ، وفي هذا خطورة كبيرة على استمرارها بنفس الروح المتوثبة للرأي الآخر.
 ماذا سيفعل المستثمر بها؟ ورأس المال جبان كما هو معروف والقناة تدعي الشجاعة الأدبية وهما ضدان لا يلتقيان؟ لا شك في أن الأمر محير لكن كثرة التفكير ومساعدة بعض الأصدقاء جعلتاني أهتدي إلى بدعة جديدة ومربحة ومرضية لكل الأطراف، بمعنى أن المستثمر الجديد سيجد ما يغريه وطاقم القناة سيحتفظ بوظائفه ولن يكون هناك تسريح والحكومة القطرية ستتخلص من الضغط الأميركي والصرف الباذخ على مكاتب لندن، وتبقى الجزيرة كرة ذهبية نادرة تغوص في أعماق المياه الزرقاء، لتجلب لنا كل لؤلؤة نادرة. وفوق هذا كله سيزداد عدد المشاهدين المتابعين وسيلتصقون بالشاشة، ولا بد من أن أنوه أن نشر هذا المقال يعني  أن حقوق الفكرة محفوظة للكاتب الموقع أدناه ولا يجوز نسخها أو “لهفها” بأي صورة كانت إلا بإذن خطي منه، وتتلخص الفكرة في إضافة عدد لا بأس به من الكاميرات إلى دهاليز القناة ومكاتبها وصالات الاجتماعات فيها، والبث المباشر لكل ما يدور فيها طوال الأربع والعشرين ساعة تماماً كما يتم في تلفزيون الواقع، تتخلل ذلك برامج وثائقية مع كبار العاملين في القناة، يتحدثون فيها بصراحة، لأنها وثائقية عن كيف قاموا بإعداد ذلك الخبر ومن أين وكيف حصلوا على ذلك الشريط الحصري، والذروة لهذا التحول المقترح برنامج يومي يتناول الكشف عن كل أوراق الجزيرة، ما وصلها وردودها الرسمية عليها، وقد يقول أحدكم إن هذا منسوخ عن قنوات مشابهة، وأرد على ذلك بلا كبيرة حيث إنه يطلب التصويت على خروج أحد من القنوات وكل المشاهدين سيطالبون باستمرار الأبطال وسيتعلمون منهم الكثير، لا تنسى حقوق الفكرة محفوظة.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.