صوتك اليوم

فهمت من إعلان لجنة الانتخابات الأخير أنه يمكن التصويت من طريق إبراز بطاقة الناخب أو “وضع خطوط تحت” أو إحضار نسخة الناخب من استمارة القيد ذات اللون الزهري، مع بطاقة الأحوال. وكانت الإعلانات السابقة ومعها إعلانات المرشحين تشير إلى وجوب اصطحاب البطاقة والاستمارة، ولدي يقين أن غالبية الناخبين قد فقدوا نسختهم الزهرية، واليوم الخميس هو يوم تاريخي في السعودية وفي الرياض، وأتمنى أن أرى الناس وقد اصطفوا في صفوف منتظمة ليدلوا بأصواتهم. أريد أن أرى أصحاب الثياب والأشمغة والغتر والبشوت وقد اصطفوا بانتظام للمرة الاولى من دون حواجز، لعلها فاتحة خير ونقطة تحول من الفوضى إلى النظام.
واليوم يمكن لك أن تصوت لمن تريد ومن أقنعك بجدارته، ولا بد من أن تنسى الآن رائحة الموائد وأي المخيمات والقاعات كان أكبر وأكثر ازدحاماً، فمنذ الغد أو هذه الليلة لن تجد كثيراً من المرشحين.
واشتكى أحد أصدقائي من كثرة رسائل مرشح يعرفه حق المعرفة ويصفه بأنه “ثقيل طينة”، وقال إنه لا يكتفي بالرسائل بل يتصل به، حاثاً إياه على إبلاغ الجماعة والأصدقاء و”من يعز عليكم” بضرورة التصويت له، وقلت له إن أحسن مرشح هو “ثقيل الطينة”، وإن هذا هو عز الطلب، فليس هناك أفضل من هذا الصنف لتتخلص منه وتضعه في حلق البلدية وطلبت منه أن يصوت له بكل حباله الصوتية.
وتابعت ما تنشره صحيفة “الحياة” عن المرشحين واستوقفني ذاك المرشح الذي هدد الكهربائي الباكستاني الذي أعد خيمة المقر بإغلاق دكانه “إذا فاز في الانتخابات!!” لأنه رفض تخفيض السعر، فقلت كما يقول صديق لي: “ردى… هذا وهو بلح”.
وفي كل الأحوال فإن الفائز في الانتخابات هو المجتمع، وأعتقد من ما رأيته في عدد من المخيمات والقاعات التي زرتها أنها تجربة مثمرة وثرية، وهي تؤسس لما هو أكبر من الانتخابات البلدية، وفي أضعف الأحوال وجد الشباب متنفساً لهم واستمعوا لمحاضرات وأمسيات توزعت على أحياء العاصمة بالعدل، وتبقى العيون على أداء المجلس وهل سيتحول فقط إلى ميدان للسجال والجدل، وسنرى ماذا سيفعل البند الذي لا يسمح، فهل سيصبح هو الآخر عذراً للمرشحين أمام ناخبيهم؟
 مبروك للفائزين وحظاً أوفر للآخرين، وكل عام وأنتم وبلادنا بخير وتقدم.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.