وعد المرشح

إذا كان وعد الحر دين عليه، فماذا يكون وعد المرشح؟ سلف او تقسيط… ربما، لكن دعونا لا نستبق الأحداث، وننتظر عمل المجلس والآثار المتوقعة.
وما دامت التجربة الانتخابية في الرياض سبقت شقيقاتها من مدن المملكة ومحافظاتها، فمن الواجب علينا النظر في السلبيات التي رافقت حملات المرشحين والفعاليات والندوات التي أقيمت في مقراتهم.
الملحوظة الأولى والأكثر أهمية أن بعض مواضيع المحاضرات ليس لها علاقة بالانتخابات البلدية أو أعمال البلديات، لا من قريب ولا من بعيد، فما علاقة بيع الأسهم وشرائها مثلاً بهذه الانتخابات أو العولمة؟ أو احتياجات المعوقين وكثير مما طرح في مخيمات المرشحين، على أهميته، وإذا تجاوزنا الأمسيات الشعرية وما في حكمها على أنها ترفيه ولها علاقة بالخيام والمخيمات والطقس الربيعي، فمن المهم أن تستفيد اللجنة العليا للانتخابات من تجربة الرياض بحيث لا تتكرر هذه الأخطاء في المدن الأخرى.
فعاليات المرشحين وندواتهم يجب أن تتركز على أعمال البلديات والقصور الذي تعاني منه، وتهتم باحتياجات الناخبين البلدية والأفكار الجديدة التي ينوي المرشح العمل على تطبيقها، لأن البلديات ليست بحاجة إلى إضافة عدد من الموظفين الجدد بإدارة جديدة اسمها المجلس البلدي.
الملحوظة الثانية هي البذخ الانتخابي الزائد عن الحد والمثير للدهشة، وإذا كانت جريدة “الحياة” سبقت في توظيف المثل المصري اللطيف “اللي معه قرش محيره يشتري حمام ويطيره”، على صفحتها الأولى، فإنها تحدثت بلسان الناس المندهشين من موجة تسونامي الإعلانية، والكم الهائل من الصور التي أظهرت أن هناك جوعاً كبيراً لظهور الصور يمكن أن يشغل عدداً من القنوات الفضائية، لقد عشنا طفرة انتخابية إعلانية لمدة أسبوع، وإذا كان من حق المرشح الإعلان في الصحف والمطبوعات وبالصيغة التي يراها مناسبة لشخصه وهو واقف أو جالس رافعاً يديه على طريقة بعض الشعراء الشعبيين، فليس من حق شركة الاتصالات أن تسمح باقتحام خصوصيتنا برسائلهم الإعلانية.
الملحوظة الثالثة أعتقد أن على لجنة الانتخابات أن تزيد من جرعة التوعية والتثقيف ليس للناخب فقط بل وللمرشح، أقول هذا بعد لقائي بعضاً منهم ومعرفة تلك الحاجة الماسة وعن قرب، ولا شك في أن السامر الذي انفض كان مصدر رزق موقتاً للكثير كل بحسب خدماته، ولعلنا لا نجد بعض المرشحين في أسواق السيارات وهم يشترونها “دينة” للحصول على سيولة لتسديد التكاليف.