«المضللون»!

هل يخضع المسؤول لاختبار في الدراية بالأنظمة والفهم للقرارات الخاصة بالمنشأة المرشح لإدارتها؟ السؤال طرح نفسه بقوة بعدما نشر عن أقوال الأمين الأسبق لمدينة جدة وهو – كما يبدو- أعلى المتهمين «منصباً» في قضية كارثة جدة، فهو برتبة وزير ولم يذكر اسمه، وبحسب صحيفة «عكاظ»، السبت قبل الماضي، فإن الأمين الأسبق دافع عن نفسه بالقول إنه تمّ تضليله، وقال: «أنا ….. أمين جدة الأسبق أقر وأعترف وأنا بكامل قواي العقلية المعتبرة شرعاً بأنني أخطأت في الموافقة على ما قدم لي من مكاتبات من وكيل الأمين، إبان فترة عملي والمتمثلة في إنشاء نفق خرساني في مجرى السيل في مخطط قويزة والسماح للمواطنين بالبناء في الموقع». وأضاف كما نشرت الصحيفة: «لا أنكر قصوري في عدم الاطلاع على الأنظمة والتعليمات، ولو اطلعت على المحاضر والأوامر السامية لما عمدت وكيل الأمين بإجازة المخطط، لا سيما أنه قدم لي معلومات غير صحيحة وغير صادقة وتعمد تضليلي، ولا أعلم عن خفايا وأبعاد الوكيل». ثم أبدى أسفه قائلاً: «أبدي أسفي واعتذاري لولاة الأمر، إذ كان يجب عليّ أن أكون على اطلاع كامل بالأوامر السامية، وأؤكد أن أخطائي لم تكن بقصد الإضرار بالأرواح والممتلكات، وبذلك مستعد لتصديق إقراري شرعاً، وقد أذنت لمن يشهد والله خير الشاهدين».
أعود لطرح السؤال، هل يمتحن المسؤول «ولو قياس!» قبل اختياره في أنظمة الجهة المرشح لتولي إدارتها؟ هل يذاكر وتقوم لجنة بالامتحان؟ لا أعلم في الحقيقة لكني لا أتوقع ذلك. أما السؤال الذي يشارك ما سبق في مستوى الأهمية فهو يخص مسألة التضليل. لا شك أن كارثة جدة، بحكم حجمها وضحاياها، قد أجبرت على فتح ملفات، وكان الأمل أن يفتح هذا الملف الكبير ملفات أخرى حتى ولو كانت تبدو أصغر، لكن الشاهد أمامنا أن ذلك لم يحدث.
احتمال التضليل مسألة قائمة يقدرها القضاء ولا بد أن ينظر في مسألة الفوائد التي ترتبت على تلك الموافقات إن وجدت، للعلم بدرجة التضليل ومدى تعتيمها على اتخاذ القرار الصحيح من وجهة نظر المصلحة العامة! وإذا كنا نرى الآن قضايا كثيرة متحيرة وواقفة فهل يمكن لنا التخمين أنها داخلة في دائرة التضليل ولم يكتشف المسؤول ذلك حتى الآن، ألا يستدعي ذلك منا حملة ضد التضليل والمضللين «في مشروع الإصلاح»، سواء من يقدم معلومات غير دقيقة لتمرير مشروع أو برنامج أو يتستر على معلومات صحيحة ويحجبها أو يزين واقعاً متردياً لصاحب القرار «حتى ولو في تصريح صحافي أو مقال» مظهراً إياه على غير حقيقته. الأسئلة تتقافز، وآخرها: هل الصمت عن واقع سلبي نوع من أنواع التضليل؟

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

4 تعليقات على «المضللون»!

  1. جلال القيصوم كتب:

    صباح الخير يا ابو احمد
    بكل صدق النظام يساعد على التظليل والبذات في المشاريع التنموية ليس دفاعا عن المستفيدين و المستغلين الامانة من قبل ولاة الامر ولكن بشكل جدي تصور كم مسؤول عن مشروع تسند المهام بتدرج هيكلي مما يصعب الوقوف على كل ما هو واقع فمثلا البنية التحتية لتصريف الامطار في المدن وليس السيول تحفر بعمق خمسة امتار حسب المواصفات السؤال المطروح لو المقاول سرق متر واحد في الحفر في منطقة واحدة كم سيوفرملايين الريالات وهل المسؤول سيعرف بعد التسليم لان التسليم سيكون من الاصغر الي الاكبر حسب التدرج الهيكلي هنا تكمن الطلاسم

  2. السلام عليكم استاذي ان العقل والمنطق يفرضان على القيادة ان تجري اختبار قياس لكل تعيين وخصوصا لكبار البطانه او المسؤلين والاختبار هو تعريضهم لاستفتاء شعبي محدود بمن ينتفع او بتضرر من هذا المنصب المعين عليه هذا البطن (( والبطن مفرد بطانه )) مثل مدير جامعه يستفتى بتعيينه الطلبه والاساتذت والخريجين
    وزير الاوقاف يستفتى الائمه والمؤذنين وزير الاعلام الصحفيين والاعلاميين عموما وقس على هذا
    هنا اجزم ان نبني دولة افلاطون
    تحياتي

  3. يماااااامة كتب:

    إذا كان الوكيل تعمّد تضليل الأمين كما يزعم ، فالأمين ضال وهو يتلو في صلاته يومياً ( ولا الضالّين)دون علمه أنه المقصود.
    نريد (مرايا عاكسة) تعكس الواقع ، لا نريد (مظلاّت) تواري ضوء الشمس وتحجب الحقيقة.

  4. عبدالعزيز مشاري كتب:

    على غرار .. اخبارات القياس لطلاب الثانوية.. أقترح قياس مستوى الضمير لكل مرشح لمنصب فى القطاع العام.
    فلا يمكن لمسئول ان يتخذ قرار مهما دون ان يراجع نفسه لما يترتب على قراره.وأذا كان القاضي عادلا فليسئل المسئول عن عدد الساعات التى أمضاها فى عمله … وما حقق فيها ..؟ وسيجد جرم أخر لا محالة..
    فالمدير يفترض ان يكون وقته متفرغا لبناء اتخاذ القرار .
    أما تضليل.. فهذي فى سيارات الشباب… الله يهديهم…
    وسلامتك….وكل عام وأنت بخير
    تحياتي

التعليقات مغلقة.