الناس يتساءلون

الآن لدينا رجال معلقون في صالات الأسهم، وإذا دخلت إلى صالة أسهم ورأيت المتداولين جلوساً بكامل قيافتهم على المقاعد فلا يغرك هذا المنظر، لأن كثيراً منهم في الواقع معلقون، بعض معلق من رقبته وبعض من قدميه.
أسباب التعليق كثيرة، والمقصود بها التورط في الأسهم بأسعار مرتفعة، هذه هي حال سوق الأسهم، وازدادت حال هذه السوق سوءاً بعد إدارة هيئة سوق المال لها، للأسف أقول هذا، في حين كان المتوقع أن يحدث العكس.
 في السابق لم يكن هناك جهة نوجه لها الانتقاد على اعتبار أن “ساما”،… “لا جهة”، ولا يؤثر فيها القلم، فهي لا ترى ولا تسمع ولا تتكلم، ولديها جلد سميك، وعندما جاءت الهيئة رأينا العجب العجاب، واستمر مشوار التجريب، وبلغ ذروته في ذلك التصرف العجيب مع سهم شركة الكهرباء وتحقيق “بيض الصعو” الذي لم يعلن عنه حتى الآن، ونقرأ يومياً عن رحلة أموال إلى أسواق مجاورة، ولا نقول سوى لا للإرهاب.
الآن لدينا حكاية جديدة ولنقرأ سوياً ما جاء في إعلان البنك للاكتتاب،
 في النشرة المختصرة المنشورة في صحيفة “الرياض” قال بنك البلاد: “تم إعداد هذه النشرة اختصاراً من نشرة الإصدار المعدة طبقاً لأحكام ومتطلبات هيئة سوق المال، ولا تعتبر هذه النشرة توصية من جانب الهيئة للاكتتاب في أسهم بنك البلاد المعروضة” وهذا أمر مفهوم ومهني.
لنقرأ الآن التحذير الوارد في صفحة الإعلان الرئيسة التي يعلن فيها البنك عن طرح 30 مليون سهم للاكتتاب العام، يقول التحذير: “هذا الإعلان للعلم فقط ولا يشكل دعوة أو طرحا لامتلاك الأوراق المالية أو شرائها أو الاكتتاب فيها…
إخلاء مسؤولية: لا تتحمل هيئة السوق المالية والسوق المالية السعودية أي مسؤولية عن محتويات هذا الإعلان، ولا تعطي تأكيدات تتعلق بدقته أو اكتماله، وتخلي نفسها صراحة من أي مسؤولية مهما كانت عن أي خسارة تنتج مما ورد في هذا الإعلان أو الاعتماد على جزء منه”. انتهى.
ومن المفهوم أن القرار الاستثماري هو مسؤولية المستثمر، والنتيجة يتحملها هو، خسارة كانت أو ربحاً، ومن المفهوم ان مكانة الهيئة ومسؤوليتها تحتم عليها أن لا تدعو أو تحبذ أو تشير الى ذاك الاتجاه أو اتجاه آخر، لكن هذا التحذير وإخلاء كامل المسؤولية بتلك الصورة الجامعة المانعة، يدفعنا الى التساؤل عن ماذا بقي من أمر له قيمة في الإعلان، وهل التاريخ صحيح!.، وبالتالي من هي الجهة الحقيقية المعنية بطرح الاكتتابات ومن هي الجهة التي تم إعداد النشرة طبقاً لأحكامها كما ورد أعلاه.
الناس يتساءلون..، ويخسرون وبأموالهم يسافرون ومن الهيئة يتحسرون.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.