“للأسف مارشحوني”

أطرف وعد من مرشح للانتخابات البلدية سمعته عن مرشح خارج مدينة الرياض ومن منطقتها، قيل لي إنه وعد ناخبيه بشارع خاص “للحوامل”، ولا شك أن في ذهنه شارع الرياض الشهير، ووصلتني أبيات شعرية لطيفة آمل أن تؤخذ بروح رياضية من السادة المرشحين الخاسرين، تقول الأبيات:
(أترزز والعرب ما عبروني
راحت فلوسي ومجهودي خسارة
ليتهم يوم النتايج عينوني
لو أسوي الشاي في وسط الوزارة
وأكثرهم يا للأسف ما رشحوني
لا عضو مجلس ولا حارس عمارة).
ولا أعرف من هو الشاعر لأذكر اسمه مع أبياته، وقد يكون مرشحاً خاسراً وقد لا يكون، وفي كل الأحوال فهو شاعر لطيف.
وأقترح على الشعراء الشعبيين أن يتناولوا تجربة الانتخابات بكل تفاصيلها وأرحب هنا بالجيد من المحاولات.
ويسألني صديق: ماذا يفعل المرشح الخاسر بالأصوات التي حصل عليها؟ وهل يمكن أن تؤرقه في النوم؟ واعتقد أن حصولك على صوت واحد يعني انك موجود، وهناك من يثق بك سواء أكان بعيد نظر أو أعمى، والذين ستؤرقهم الأصوات التي حصلوا عليها هم الفائزون، إذا كان لديهم حس مرهف، والأهم من هذا أنهم امام امتحان لأنهم يؤسسون في هذا المجلس البلدي الأول لصورة المشاركة في القرار والمحاسبة والرقابة، وإما يسنون سنة حميدة تحسب لهم في المستقبل أو سنة سيئة يذكرون بها.
 ولا بد من أن المرشحين في المناطق الأخرى خصوصاً الشرقية ومنطقة مكة المكرمة قد استوعبوا الدرس، وعلموا أن الاكتساح بالإعلان لا يفيد، بل قد يكون في غاية الضرر، وعلى الناخبين في المناطق الأخرى أن يستفيدوا هم أيضاً من تجربة الرياض، فمن الضروري عزيزي الناخب أن تزور مراكز المرشحين، وعليك أن تنصت لما يقوله المرشح وتعطي هذا الأمر الأهمية الأولى بعيداً عمن يستضيفه المرشح ليلقي محاضرة أو شعراً، ولا يعني جلوسك على موائد الطعام التزاماً بصوت. وأطرف ما رأيت هو بروشور الفنان المخضرم عبدالعزيز الحماد، حيث ظهر في صورة وهو يرتدي زي رجل النظافة وبجواره برميل النظافة الأصفر، وكأنه يقول إن العمل يبدأ من هنا وعلى هذه الشاكلة، ويظهر أن الحماد لن يدع المسألة تمر بعد الخسارة التي مني بها، وربما نرى له عملاً فنياً عن الانتخابات، يجعل الفائزين فيه “بحكم سطوة المؤلف” جميعاً من ذوي “الياقات الصفراء”.  

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.