هناك نقطة عمياء دائماً يُغفل الحديث عنها، وإذا ما طُرحت تُطرح على عجل. السائد عند الحديث عن التربية والتعليم، وزارة وقطاعاً مدرسياً حكومياً، يتركز حول المناهج والمدارس المستأجَرة وقضايا معلمين ومعلمات في التوظيف والنقل، إضافة إلى النقص في المقاعد الدراسية الجديدة. هي لا شك مسائل تقع في صلب أهداف التربية والتعليم، إلا أن الجهود لإحداث تطوير في هذا كله لا تُلمس. ولا أشك أن هناك جهوداً كبيرة للتطوير إلى الأفضل، إلا أن الملموس من النتائج ضئيل، وقد يقال إنه يحتاج إلى وقت ويواجه عقبات متنوعة، وكل هذا يمكن تفهمه، وفيه أخذ وردّ، لكن هناك سلبيات في هذا القطاع أرى أنه من الممكن التعامل معها بإيجابية، وهي لا تكلف الكثير، خاصة من ناحية الاعتمادات المالية، فالتكلفة تتركز في التنظيم. وإذا عدنا إلى تغيير مسمى وزارة التربية والتعليم (وزارة المعارف سابقاً)، فلا بد من توقع سبب جوهري وراء تعديل الاسم، ووضع التربية قبل التعليم أيضاً له سبب. وكي لا أطيل، أشير إلى الفكرة، البسيطة عند الحديث عنها العظيمة التأثير لو تم النجاح –ولو نسبياً- في تحقيقها:
هناك حاجة ماسة لتحسين البيئة الخارجية للمدارس، ولا أتحدث عن الشكل بقدر المضمون، مع أهمية الأول أهمية لا يصح أن تطغى على الثاني، وأقصد بالبيئة الخارجية للمدارس الشوارع المحيطة بها وأوضاعها من نواحٍ عدة، أهمها السلامة والنظام، فالطالب -الذي يفترض أنه خرج من المدرسة بعد جرعة من التربية- حينما يضع قدميه خارج أبواب المدرسة يتوه بين الفوضى والأخطار المحدقة، حيث إن أغلب المدارس، حتى تلك التي أنشأتها الوزارة، لا رصيف لها، فيتناثر صغار الطلبة والطالبات بين المركبات والطرق المحيطة غير المنظمة بلوحات إرشادية لدخول السيارات وخروجها، ولا وجود لرجال مرور أو مَن في حكمهم لتنظيم الحركة. أما حاويات القمامة، فهي في الغالب بجوار الأبواب. وبالنسبة إلى الأشجار المهملة، فحدث ولا حرج، بل إن أسوار بعض المدارس «الخارجية» موقف دائم للسيارات التالفة، ومعاناة السكان المجاورين معروفة.
إن تنظيم هذا الواقع وتحسينه ليسا بالأمر الصعب، وأجزم أن النجاح فيه سيحقق عائداً كبيراً وملموساً على الوزارة لتحسين صورتها في المجتمع، وسينعكس أثره داخل المدرسة نفسها على الطالب والمعلم، والأثر الإيجابي لذلك فوري على المجتمع، يلمسه كل يوم، وهو أقوى مِن خطط أو برامج يعلن عنها للتطوير.
اقترح أن تبدأ الوزارة باختيار أحد الأحياء لبدء مشروع التحسين، بقعة بيضاء تتمدد لتعم الأرجاء.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط