القوة التنفيذية

إذا تحركت وزارة التجارة لمواجهة تنامي ظاهرة ارتفاع الأسعار ستجد العون والمساعدة. فرع الوزارة بالمدينة المنورة رفع أسماء 40 تاجراً لم يستجيبوا لمخاطبات الفرع بالحضور فأصدر الأمير عبدالعزيز بن ماجد أمير منطقة المدينة المنورة أمره لإحضارهم بالقوة التنفيذية، والخبر نشرته صحيفة «المدينة». ولو عرفت وزارة التجارة بالحزم، لما أهمل البعض خطاباتها، ومع ارتفاع الشكاوى من الأسعار يستغرب عدم لجوئها إلى الحاكم الإداري للمساعدة على تطبيق الأنظمة. ولدى بعض الجمهور انطباع أن البلديات مسؤولة عن الأسعار وهذا غير دقيق لأن مهمة ضبط الأسعار موكلة لوزارة التجارة وهنا فجوة وعدم وضوح في الصلاحيات، فمثلاً المطاعم وما في حكمها لا يضبط أسعارها أحد، فمن ناحية مراقبة الشروط الصحية هي مسؤولية البلديات لكن الأسعار متروكة، لذلك تجد أن لا جهة التفتت لظاهرة رسم «الخدمة» الذي انتشر منذ سنوات بين المطاعم.
وأخيراً رفعت بعض المطاعم الشعبية أسعار الوجبات الأكثر طلباً، وما دام هناك طلب من دون رقابة على العرض من المتوقع استمرار الرفع والأعذار جاهزة. والتخفيف من المشكلة ليس صعباً لو تم تنسيق عال بين التجارة والبلديات تفوض فيه الأولى بعض صلاحياتها للأخيرة، لكن ذلك الواقع نفسه تجده في المدارس الأهلية، حيث يتم رفع الرسوم كل عام وحينما يعترض أحد أولياء الأمور يقال له إن لدينا فائضاً وقائمة انتظار «عاجبك أو اقضب الباب». ولا يتوقع في القريب العاجل أن تتحسن ظروف المدارس الحكومية وقدراتها الاستيعابية لذلك يبقى الوضع على ما هو عليه، فتُكتب في الصحف أخبار ومقالات وينتهي الأمر عند هذا الحد.
هذه النماذج توضح ماهية شراكة القطاع الخاص وهي ليست الوحيدة بالتأكيد، والمشكلة أن هذه الضغوط لها نتائج وخيمة خاصة على محدودي الدخل. والأمر لا يقتصر على ذلك، أيضاً السلع التي تدخلت الحكومة لإعانتها تسير على الطريق نفسه، والشعير أفضل نموذج لذلك، فرغم إعلان أسماء تجار والتشهير بهم، استمر ارتفاع أسعاره ليصل الكيس في بعض المناطق إلى مئة ريال بحسب ما نشرته بعض الصحف، ما يعني أن الإجراءات التي اتخذت لم تحقق المطلوب والواجب إعادة فحصها ومعرفة أسباب استمرار أزمة الشعير أو ما يستحق اسم الفشل الكبير. ثم هل من الصحة أن تستهلك السعودية ما يقارب نصف الإنتاج العالمي المصدر من الشعير؟ هل هناك استراتيجية أو خطة لمواجهة «هذا الجوع» مستقبلاً أم أن مسلسل كيس الشعير له متابعون كثر لذلك سيستمر عرضه.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

3 تعليقات على القوة التنفيذية

  1. خالد كتب:

    سبحان الله من يومين كنت عند الحلاق و دخل احد الإخوة العرب فقام الحلاق بالترحيب به و من ثم تبادلوا الأحاديث فسأل الحلاق زميله ( ايه اخبار البيع معاكم في العيد؟ فقال له: مية مية) فسأله (كيف الأسعار هل بالغتم بها؟ فكان الرد الصاعقة: طبعا دبلنا الأسعار و الخرفان بيشتروا غصبا عنهم و اللي مش عاوز في دهية)
    فقال له الحلاق بكل سخرية: (لايكون تبيعوا البضاعة لينا زيهم بالغالي؟ فرد عليه: لا ياحبيبي إحنا بنبيع لكل الأجانب بأرخص سعر بس الخرفان المواطنين بهذا السعر) !!!!!!!!!!!!!!

  2. سعود السبيل كتب:

    صحيح استاذ عبد العزيز رسم الخدمة عشرة في الميه و خمسة عشر بالميه والمشكله ما عندهم ضرائب ولا غيره وفي دبي وقطر و البحرين ما شفنا رسم الخدمه ابداً.

  3. عزيزي ابواحمد
    اصحاب المحلات والمطاعم والاسواق كلهم موظفين حكوميين لذا تجد ان وزارة التجاره والبلديات يتجاهلون تجاوزاتهم وبينهم تنسيق خطير حسب قول مراقب بلديه جمعتني معه مناسبه.
    اما الشعير فاضن والله اعلم ان ارتفاع اسعاره ان لدينا فئه وهي التحت فقراء يستخدمون الشعير للاكل فيستهلكون كميات كبيره منه وهذا سبب ندرته وغلاء سعره ولو اكتشفت الحكومه هذه الظاهره لعاقبتهم ومنعتهم من اكل الشعير بدل ان تجد لهم حل بتامين الغذاء الصحي لهم

التعليقات مغلقة.