التصويت في الشرقية

أسر لي صديقي أن عدد الأصوات التي حصل عليها أحد المرشحين كانت أقل بكثير من عدد الخرفان التي نحرها، الخروف الواحد لم يحقق سوى نصف صوت، وهذه خسارة فادحة، ولو كان التصويت بعد العشاء مباشرة، ربما اختلفت المعادلة، وفي الرياض طلب أحد المرشحين الفائزين في الانتخابات من الخاسرين، الذين قدموا طعوناً ضده لأنه حصل على تزكيه أسهمت في فوزه، بالصمت لأن عدد الأصوات التي حصلوا عليها مخجل!، والصمت مخالف لمبدأ الانتخابات، والحملة التي قامت للحث على التسجيل ركزت على أهمية “صوتك” وقالت ذلك بصوت مرتفع، ولا صوت لمن يصمت، والمجلس البلدي، بالمنتخبين والمعينين، لن يقف على رجليه إلا بالحديث والنقاش واختلاف الآراء وكل هذا يتم بالأصوات، ومن المتوقع أن تكون مرتفعة إلى حد سماع الصحف لها، وإذا كان الذين حصلوا على عدد قليل من الأصوات يطالبون بالصمت فماذا سيحصل يا ترى لصاحب الصوت الواحد… الناخب بعدما أدلى بصوته وانتهت فائدته إلى أجل مسمى.
هل سيقال له: “عض شحمة”.
ثم كيف سيكون النقاش داخل المجلس البلدي ونصف أعضائه بالتعيين لم يحصلوا على صوت واحد، هل ستكمم أفواههم.
مبدأ الانتخابات والحملات والعمل الديموقراطي يقوم على توافر مساحة كبيرة من الاختلافات في الآراء ووجهات النظر، واستخدام عبارات وكلمات ليس من بينها على الإطلاق المطالبة بالصمت.
اليوم الخميس يتوجه أهلنا في المنطقة الشرقية للإدلاء بأصواتهم، والتنافس كان على أشده بين المرشحين، ولم أزر المنطقة في هذا المهرجان التاريخي، ولا بد من أن هناك وعوداً من المرشحين للناخبين تتناول قضايا وحاجات بلدية، ولأن اليوم هو يوم التصويت وقد أوقفت الحملات، أستطيع الإشارة إلى فكرة لو استخدمها أحد المرشحين ربما فاز بأكبر عدد من الأصوات، وهي إيجاد الحلول لمشكلة أهالي الشرقية مع اندفاع سكان مدينة الرياض “وأنا منهم” إلى المنطقة في مواسم الإجازات، وهم عندما يحلون هناك يلونون الشوارع والطرقات والأسواق بسلوكياتهم، أقلها قيادة السيارات بحسب طريقتهم “العنترية” التي تعودوا عليها، وهي تختلف عن أسلوب القيادة في المنطقة الشرقية اختلاف الجفاف والرطوبة، وتغص المنطقة ويضيق أهلها بهم وتصبح إجازاتهم صداعاً لأهل الشرقية، فيتصبرون بسماحتهم إلى أن تعود الطيور إلى أعشاشها، لو فكر مرشح بهذه الفكرة ربما حصل على أصوات أهل الشرقية ولو كانوا من سكان الرياض.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.