“توقف متكرر” عبارة تجدها خلف حافلات نقل الطلبة والطالبات، وأجدها ناقصة، المفترض أن تكون” توقف متكرر و…متهور”، التهور في القيادة هو سمة الغالبية من سائقي تلك الحافلات الكبيرة والصغيرة وهم لا يختلفون كثيراً عن سائقي باصات “خط البلدة”، وتجد هذا التهور عند سيرهم على الطرق السريعة وداخل الأحياء وهم يعتصمون بحجم السيارة والسيطرة الكاملة على الركاب فهم في الغالب أطفال أو فتيات.
واهتم سكان الرياض بحادثة غرق باص الطالبات في نفق السويدي، والحمد لله الذي سلم، على رغم اللحظات المرعبة التي عشنها لكن الاهتمام الرئيس تركز على أمرين، الأول تصويرهن من بعض الغوغاء من المارة، والثاني تأخر الدفاع المدني عن الوصول ومباشرة الإنقاذ، وتناسى الناس مسؤولية السائق ومن اختاره ووظفه وراء هذا المقود المهم.
وتصوير الطالبات في ذلك الوضع وكل وضع أمر مرفوض ولا يمكن أن يقوم به إلا من نزع من قلبه الحياء والرجولة، أما تأخر الدفاع المدني فهو أمر معروف ولا بد أن الضغوط على هذا الجهاز في ذروتها هذه الأيام الممطرة، وقلت في مقال سابق إن الحوادث والقضايا تتكرر في بلادنا، في أوقات محددة، ولا يستفاد من ذلك، ويبدو لي أن الأخوة المسؤولين يريدون توفير مادة للكتاب اليوميين فلهم مني وزملائي الشكر الجزيل، وأجد الأمر داخلاً في دائرة الممكن والمتوقع، والمفترض أنه أصبح هناك خريطة للمواقع التي تتكرر فيها الحوادث وهناك أرصاد جوية تتوقع هي أيضاً، فلا مجال للمفاجآت في هذه على الأقل، هذه الخرائط يفترض أنها في أقسام الطوارئ والبلديات ولو أن الانتخابات لم تنته لقلنا إن الأمانة مشغولة بها، وكأني أرى في فم الدفاع المدني كثيراً من المياه فلا يستطيع الحديث عن نقص وتقصير من جهة ما، والتبرير أن مركز السويدي لإطفاء الحرائق غير مقنع لأن عليه لوحة تقول “الدفاع المدني” وأنتم تشتكون من أن الناس لا يعرفون عن الدفاع المدني سوى أنه يواجه الحرائق.
وأعود إلى لب المقال، فقد كشفت جريدة الرياض أن سائق الباص تهور ودخل إلى نفق مملوء بالمياه ومعه ست وعشرون روحاً لطالبات، ولم يأبه لتحذيراتهن، والأدهى والأمرُّ أنه لا يجيد اللغة العربية!، وحتى لا أطيل فهذا بالنسبة لي موضوع “مكرور”، أطرح سؤالاً واحداً على كل المستاءين، يقول: ماذا تتوقعون من جامعات ومدارس لا تجيد اختيار السائقين ولم تستطع تربيتهم على الانضباط وتعليمات السلامة وتسلمهم أرواح طلبة وطالبات بالجملة، كيف ستكون مخرجاتها… هناك خلل أيضاً… وكبير.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط