تداخلت الاكتتابات مع الانتخابات وراجت الشائعات عن بيع الأسماء والأصوات، وذهب أحد المواطنين إلى مركز انتخابي بحثاً عن استمارة اكتتاب، وغصت مكاتب تسجيل المواليد، تذكر البعض أن لديهم أبناء وبنات “يمكن الاستفادة منهم هذه المرة، “ولابد من أن وزارة الداخلية ممثلة بالأحوال المدنية قد علمت الآن الحل الأمثل لحث الناس على تسجيل مواليدهم وتحديث بياناتهم، عليها فقط الإعلان عن طرح أسهم للاكتتاب ويفضل أن تكون لبنك، يشار إلى عمله بالمصرفية الإسلامية. ومنذ الساعة السادسة صباحاً يبدأ توزيع الأرقام والانتظار في الأحوال المدنية، ويتم التباحث في بيع وشراء الأسماء عند أبواب البنوك والأحوال، ويبدأ جامع الأسماء عمله بالبحلقة في الوجوه وتفرسها ثم الانتقاء وطرح العرض المغري، وهذه التجارة مستوطنة في بلادنا منذ زمن الطفرة، كانت الأسماء وما زالت تؤجر لغير السعوديين في ما عرف لاحقاً بالتستر التجاري، والاكتتابات أوجدت تجارة بيع الأسماء بين المواطنين منذ أيام “حفائظ النفوس” فهي ليست بالأمر الجديد، الفرق الوحيد أنها خرجت للعلن بصورة أكبر وأعلى صوتاً.
وطلب مواطن من موظف البنك استمارة ليكتتب لخادمته الآسيوية فهو لا يعلم أن الاكتتاب محصور في المواطنين فقط، ولو استطاع لأضافها، وبيع وشراء الأسماء يتم بالجملة، وبحسب ثقل دفتر العائلة وعدد من أضيف إليه، وتحول هذه الورقة إلى دفتر للادخار، ولن يستغرب قيام البعض بتأخير زواج بناتهم وأولادهم إلى أن تنتهي الاكتتابات، ونحن موعودون منها بالكثير، وتخلص بعض الناس من عقدة أسماء النساء…لقد أصبح لها قيمة وسعر… وحراج ودلالون، وأمكن تداول صور الدفاتر بين الأيدي فسبحان مغير الأحوال.
وقالت هيئة سوق المال في تصريح إلى “الحياة” إنه لا يوجد في نظامها ما يمنع أو يسمح بالاكتتاب بأسماء الغير، فوضعت الناس على مفترق طرق، لكن الهيئة ومن خلال البنوك اشترطت وجود حساب بنكي للمكتتب تنبثق عنه محفظة للأسهم، ولم توحد “ساما” محافظ الأسهم بل تركتها “متشعبة متشربكة” عملاً بعدلها ذائع الصيت بين أبنائها البنوك.
ومن المتوقع أن تزدحم البنوك نهاية هذا الأسبوع، بصورة أكبر من الازدحام في أول أيام الاكتتاب، والملاحظ أنه بعد اليوم الثاني خف الازدحام، وعزا أحد موظفي البنوك ذلك إلى أن الناس علموا بالوسائل الأخرى، الاكتتاب عن طريق الانترنت والهاتف المصرفي، وأعتقد أن في هذا كثيراً من التفاؤل، وأتوقع أن تباع الاستمارات وتتطاير العقل والأشمغة وصور دفاتر العائلة آخر أيام الاكتتاب، فهو طابور مثل طوابير حاجيات رمضان، وبدلاً من عجينة “السنبوسة” ستحصل على عجينة من ورق.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط