عينة من شبابنا

أحسنت جريدة الرياض بمتابعة قضية غرق باص الطالبات في نفق السويدي، من المهم متابعة القضايا صحافياً ومعرفة مرئيات كل الأطراف، فلا يكفي نشر الخبر ثم إهماله، وفي يوم الجمعة الماضي نشرت الصحيفة لقاءات مع الشباب الذين كان لهم الدور الرئيس بعد عناية الله تعالى في إنقاذ الطالبات من الغرق وسط مدينة الرياض، وأمام المتفرجين، وقرأنا حديث شهود العيان عن عدم تدخل ضباط أو رجال الدفاع المدني ووقوفهم مع المتفرجين، وحديث الشباب يطرح أكثر من سؤال عن أسباب حالة التجمد التي وقع فيها رجال الدفاع المدني، وأرجو ألا يكون السبب عدم وصول أمر بمباشرة الحادثة.
وأستغرب أن يقف رجل دفاع مدني ويقوم بالتصوير، والمواطنون هم من يقوم بالإنقاذ، ولا بد من أن يحقق في الحادث لمعرفة سبب هذه السلبية العجيبة، وأتساءل مثلكم: هل هم لم يدربوا على السباحة؟ وهل تم تدريبهم على الإنقاذ داخل الأنفاق وفوق الجسور والكباري؟ يحدث هذا في نفق داخل مدينة فكيف بواد أو شعيب ناء.
والشباب المنقذون، هم من نفس عينة شبابنا الذين يرمون دائماً بكل سلبية وقصور، وهم من  يطاردون في الأسواق، وهم من تقفل في وجوههم أبواب كثيرة، وما فعلوه هو رد بسيط على الذين يتلذذون بممارسة جلد الذات، وإبراز كل سلبية وتعميمها على الشاب السعودي.
قدم شبابنا قدوة عملية بطولية، وهم لا يريدون تصويتاً فضائياً، وفي مجتمع أخر يصبحون محط الأنظار وقبلة محطات التلفزيون، الواجب على مدارسهم أن تكرمهم، وعلى الدفاع المدني وأمانة مدينة الرياض أيضاً تكريمهم، فهم أبطال، إضافة إلى أنهم أنقذوا الطالبات من الغرق فهم أيضاً أنقذوا الدفاع المدني وأمانة الرياض، من فضيحة كبيرة ومأسوية، الحمد لله الذي سلم.
وقرأت تصريح أمين مدينة الرياض عن الحادث، وأنا متأكد أن المال يسهم في حل كثير من المعوقات لكنه ليس عذراً مقنعاً، إن أبسط إجراء يمكن عمله هو إقفال الأنفاق في الوقت المناسب، وهذه للبلديات دور مهم فيها، وعلى رغم الاعتمادات المالية، فإن غالبية الأحياء الجديدة التي لها أكثر من عقد من الزمان وفيها كثافة سكانية، لم يصل إليها الصرف الصحي سوى بالتصريحات الصحافية.
وأقرأ خبراً طيباً، فقد تم تكريم الجندي أول في الدفاع المدني مانع ناصر اليامي بترقيته إلى رتبة عريف، لدوره البطولي في إنقاذ خمسة أشخاص في حريق في مكة المكرمة، وشباب “حي السويدي” هم جنود أيضاً ولو لم يلبسوا الزي العسكري فكرموهم.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.