في إعلانات الوظائف تجد جهات خاصة تطلب موظفين، وتشترط وجود سيارة ورخصة قيادة، ومن الواضح أن المطلوب توظيف سيارة بسائق، والأصل هنا هو السيارة، وهو أمر كنت أستغربه ثم وجدت أن صاحب العمل يبحث عن أقل التكاليف، ومادام هنالك من يؤجر سيارته تحت اسم الوظيفة فلم لا، و”عقلك في راسك تعرف خلاصك”، ومعظم الشباب لا يستطيع أو لا يفكر في حسابات التكلفة، خصوصاً إذا كان في الأمر مشاوير، أما أن يشترط عليك في وظيفة لدى جهة رسمية حكومية أن توفر مقراً ومكتباً بمواصفات معينة، فهذه جديدة علي أنا على الأقل، ومن الطرافة المرة أن تكون وظيفة بسيطة وراتبها في أدنى السلم، ومع ذلك يشترط عليك في تعميم رسمي توفير مقر على شارع معتبر ومكتب بمواصفات معينة والراتب ألف وخمسمئة ريال، لا… والأدهى والأمر أنه راتب يتأخر على ضآلته، هذا هو وضع القائمين على البريد، والقائم على البريد هو اسم الوظيفة، ولنقرأ سوياً تعميماً من رئيس مؤسسة البريد السعودي (على ضوء ما هو متوافر لدينا من معلومات عن أوضاع مكاتب القائمين، وأنها لا تعبر عن تطور الخدمة البريدية لا في إطارها الخارجي أو التهيئة من الداخل، وبعيداً من التميز ولمعالجة مثل هذا الموضوع… نرفق لكم نسخة من مواصفات مكتب القائم، وعليكم وضعه موضع التنفيذ عند تعيين قائم جديد، على أن تتولى المنطقة الإشراف على تنفيذه، وأن يكون في موقع مناسب… ومن الخرسانة المسلحة، وأن تتوافر فيه الخدمات… ولا يمكّن “من التمكين” القائم من المباشرة إلا بعد تنفيذ المبنى.. والحاليون تعطى لهم فرصة عام من تاريخه لتجهيز مكاتب أو ترك العمل والبحث عن جديد).
لا حول ولا قوة إلا بالله، هكذا تتم المعالجة، العلاج للمظاهر “المتميزة”! لا بد من أن يكون على حساب وجيوب الضعفاء أصحاب الرواتب المتدنية والمتأخرة، هكذا يتم تحقيق التميز والمظهر الخارجي المعبر عن تطور الخدمة البريدية، كيف يتم التعبير عن خدمة لم تتطور أصلاً هل يكفي الشكل ومن أين؟! من جيوب صغار الموظفين أو يطردوا من العمل، وكأن في الأمر “تطفيش” للموظفين، على انخفاض رواتبهم وتأخرها عنهم، يلزمون بإنشاء مكاتب بمواصفات معينة، بمثل هذه الخطوة هل تتوقعون أن تقوم قائمة للبريد السعودي الذي تحول إلى مؤسسة؟
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط