«ما عندي ماعون»

هناك مثل شعبي يقول «قال خذ خير قال ما عندي ماعون»، ويقال أيضاً «… ما عندي شليل»! وهو طرف الثوب إذا جمع فيصبح كـ «البقشة»، وحال صحافتنا المحلية وكتَّابها مع كثير من المسؤولين ينطبق عليه هذا المثل الشعبي، بل إننا في ما نكتب أقرب إلى المحرّج «الدلّال» في حراج «ابن قاسم» ننادي بصوت مكتوب… «من عنده ماعون»! وعلى طاري الحراج، كتّاب الصحف وأنا منهم مثل راديو يحمله «الدلّال» في سوق الحراج، الراديو «يلعلع» بصوت مرتفع لكن لا أحد ينصت إليه، إنما الجميع يعلمون أنه يشتغل!
الحال يذكرني بأيام الطفولة المبكرة، إذ كان هناك رجل يدور في الأحياء الشعبية منادياً بصوت مرتفع «من عنده زري»، أيام كان السعوديون يكدون في العمل المهني وهم الآن يعودون إليه بسبب الحاجة، كان الرجل يستخلص «الزري» الأكثر قيمة من الملابس القديمة ويستفيد ويفيد، على النقيض ممن يقول ولو صمتاً وإعراضاً… «ما عندي ماعون»!
والأمثلة على مسؤولين «وجِهَات» بصمتهم وعدم تفاعلهم، تفاعل الاستفادة، وكأنهم يقولون… «ما عندي ماعون»، كثيرة، لكن نأتي بالطازج منها.
كُتِب عن نشاط وزارة الحج الكثير غالباً بالتلميح وأحياناً بالتصريح، من قضايا مؤسسات الطوافة والمطوفين وانتخاباتهم، إلى حملات الحج ومؤسساتها الداخلية والخارجية ومخيماتها، أسعاراً وخدمات، وتخصيص… على التوالي. من دون فائدة تذكر، الآن لا حديث للناس إلا عن وزارة الحج بعد كف يد موظفين فيها عن العمل، للتحقيق معهم، واتهام بعضهم بـ «قحش» أموال وأراضٍ ورشاوى، إلى آخر ما نشرته الصحف. كان من الممكن لو أنصت البعض لما ينشر في الصحف من تلميحات فعل الكثير، تخيّل أن تقضي شطراً مهماً من حياتك في العمل الحكومي وتنتهي بمثل هذا والعياذ بالله، وكما يقال «الشر يعم والخير يخص»، فحتى لو لم تثبت التهم على أفراد بعينهم، الضرر الشخصي حدث، وهناك أموال مفقودة لا بد أنها مودعة في حساب ما.
ما يجب الاهتمام به من الجهات الرقابية في هذه القضية وغيرها «قضايا كثر توقَّف الحديث عنها»، هو أن نشر أخبار التحقيقات وكشف قضايا فساد لا يكفي حينما لا تتم سرعة البت فيها وظهور التفاصيل، أما الدوران في دهاليز بيروقراطية اللجان من دون الكشف الواضح فهو يحقق أضراراً أفدح من فساد تمّ، إنه يمثل بيئة خصبة لمزيد من الفساد النوعي، في مقابل فقدان ثقة المواطن في جهات الرقابة والتحقيق.
هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليقان على «ما عندي ماعون»

  1. مشاعل كتب:

    عندي ماعون بس مالقيت اللي يحط فيه شي

    قدمت على حافز وبسبب العمر لم يتم تأهيلي

    طلبوا سنه التخرج من الجامعه بالميلادي وعمر المتقدم بالهجري اي تخبط يدور في حافز
    هذي غير التحقيق عن اي مصدر دخل وكل
    هذا من اجل ٢٠٠٠ ريال
    ويتابعون رصيدك ومن عطاك ومن حولك
    اللحين أفقنا وأصبحناالمجتمع الدقيق والمتحري للمعلومات
    خوفا من ان الله يعاقبنا لان هذا مال المسلمين
    بينما مليارات تصرف لاشخاص معينه لتحسين اوضاع
    او نهب وتوزيع بين الكبار

    لله درك ياحافز
    كذا
    بتحريك عن حسابات العاطلين وعن اي دخل فيه

    تعطينا دفعه من التفائل بكل شي قادم
    وان كل ريال سيكون خلفه هيئه تشبه حافز لتتبعه واين سيذهب ولمصلحه من

    اما موضوع العمر فهل من عمرة 36 وهو عاطل لايستحق الاعانه
    ام ان هذاالعمر هو عمر الموت الحقيقي لديهم وانها فاتت عليك
    والزم سجادتك لين الله ياخذ امانته
    وعلى اي اساس وضع هذاالعمر

    وليت احد يجيب

    واني لأتسائل هل من تصرف لهم الهبايا والعطايا لتحسين اوضاعهم هم تحت هذا العمر
    ام ان الخيار مفتوح من ذو الولاده الى المقبره
    وحتى بعد المقبره تعطى هبات لازاله الحزن واستعاده الفرح من جديد

    وبعد كل هذا اللف والدوران
    تخيل انها ستعطى لمده سنه فقط
    يعني المنه والشروط التعجيزيه كله عشان 2000 ريال لمده سنه يعني24000الف

    لكم ان تتخيل ال24000 الف ماذا يفعل بها كبار الساده

    ابنته تشتري ساعه بقيمه 70 الف يعني ماجمعته من حافز انت و3 اشخاص لمده سنه

    وزوجته تشتري شنطه ماركه ب12 الف

    وانت تجمعها في 6 شهور من حافز

    ونعم الحافز صحيح حافز لكن يفتقر لكل قيمه تحترم الاخرين
    وبالذات من منهم ابنائهم واخوانهم

    ولكن هنا كلن يعمل لنفسه
    وشعارهم مد لي واقطع لك

    ونسوا حديث الرسول عليه الصلاه والسلام
    لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه مايحب لنفسه

  2. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذنا الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    تدري يابو احمد وان ابصم بالعشرة ان نكبة وزارة الحج ومؤسسات الطوافة سببها الرئيسي والذي غطى
    على حالات الفساد المدقع فيها امثال هذه المقالات هيا الله يرحم والديك ومن يقراء اقراء هذه الجزئية من
    هذا المقال (بحق لي بالعمل كمستشار إعلامي للمؤسسة رأيت حراكاً هائلاً واهتماماً فائقاً بكل صغيرة
    وكبيرة.. رأيتهم جميعاً وقد تركوا عوائلهم وراء ظهورهم وتركوا أيضاً كل أسباب الراحة والرفاهية..
    الكل شمر عن ساعديه.. يصلون الليل بالنهار.. يبذلون الجهد والعرق بكل أريحية وسعادة وهناء وسرور..
    مشاعر جياشة.. رقة.. إنسانية تفيض صدقاً ورحمة واهتماماً فائقاً بالضيف الغالي وكل هذا جعل هذا
    الكيان الشامخ برجالاته الأفذاذ يتبوأ مقدمة منظومة العمل الأهلي المؤسساتي في خدمة ضيوف الرحمن..
    وعندئذ أيقنت حقيقة أن الحفاظ على موقع المقدمة والتفرد والتميز ليس بالأمر السهل ولا بالهين بل يتطلب
    هذا الأمر مضاعفة الجهد والعرق والبذل والعطاء وهو ما رأيته فعلاً بأم العين على إمتداد الأشهر الماضية
    وما ترجمه هؤلاء المبدعون حقاً من برامج وخطط على أرض الواقع.. وهو كذلك ما استحقوا معه هذا
    السجل الرائع والصادق من الإشادات وعبارات الشكر والثناء التي جاءت على ألسنة قامات فكرية وأدبية
    ، وثقافية وإعلامية وأكاديمية من مختلف أنحاء الوطن ومن خارجه أيضاً.. تلك الإشادات التي لم تأت نتيجة
    روايات أو سمع أو لربما جاءت على سبيل المجاملة.. بل جاءت نتيجة معايشة لصيقة ، ومتابعة مستمرة
    وعلى الطبيعة ومن أرض الواقع.. ووسط دهشة وإعجاب ورضا لما يؤديه أبناء جنوب آسيا الذين لم يرضهم
    إلا المقدمة مكاناً لهم بقيادة ربانهم الرائع والمطوف المخضرم الاستاذ عدنان بن محمد أمين كاتب سليل
    الاسرة الكريمة وبيت العلم الذي وهب أغلى الابناء وأغرهم من أجل خدمة ضيف الرحمن في أطهر وأقدس أرض.
    (انتهى)
    طيب ولا مؤاخذة يابو احمد عندما يأتي المسؤل الاعلى ويقراء مثل هذا الكلام بالله العظيم ماينبسط !!!
    يابو احمد القطاعات اللي عليها الكلام في وزارة الحج قامت باستقطاب العديد من الاقلام
    لكتاب الرأي اللي عليهم الكلام (حاشا مقامكم ) استاذنا .. البعض منهم رفض عملية الاستقطاب المباشر
    قاموا عملوا لجنة استشارية اعلامية ( يعني .. يعني ) في الواجهة وهي في الحقيقة لفة اجبارية وهات ياحفلات
    واكال من المحمر والمقمر .. وفي اخر الحفلة يتم تسليم المقالات كلا في صحيفته ..
    طيب ماسألتني ايش الغرض وايش دخل هذا في ماحدث وسوف يحدث في وزارة الحج حاليا ..!!
    الغرض ياسيدي يتمثل في التعتيم والتغطية على حالات من الفساد يندى لها الجبين ..
    اقتص لكم يابو احمد جزء من رد رئيس احد مؤسسات الطوافة عندما سؤل عن من ينتقده حيث اجاب :
    وبكل أسف هنالك فئة قليلة جداً لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة أبت إلا أن تثير البلبلة والأحقاد والضغائن
    عبر بعض الصحف، لانقطاع منافعها ومصالحها من المؤسسة لأسباب يعرفها كل من له صلة بمهنة
    الطوافة، والتي ينطبق عليها قول الله تعالى في كتابه العزيز: (وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُواْ
    مِنْهَا رَضُواْ وَإِن لَّمْ يُعْطَوْاْ مِنهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ) (58) سورة التوبة: 58).
    الان وقعت الفأس في الراس مثل مايقولوا ولاعاد تنفع لاصدقات ولا هبات وماعاد ينفع الا الجريد الاخضر
    المسقى بالموية وفي درجة حرارة خمسة تحت الصفر وشكرا ياسيدي.

التعليقات مغلقة.