قرأت تحذيراً لمنظمة الصحة العالمية من أخطار التعرض لاشعة الشمس هذه الأيام، فقلت لنفسي ليتها تأتي، أي المنظمة، إلى بلادنا لتعرف أشعة الشمس على حقيقتها الأشعة الأصلية، وليس تلك الأشعة اللطيفة التي تصل إلى مناطق نعتبرها منتجعات وإذا ذهبنا إليها أحببنا شمسها بحثا عن الدفء، ومع علاقتنا الوطيدة بالشمس اتصور انه أصبح لدينا مخزون شمسي في جسد كل منا يمكن استثماره لا أعرف كيف وقد يكون هذا المخزون هو سبب العصبية التي تعم في فترة النهار هذه الفترة، صحيح أننا لم نعد نتعرض لها مثلما كنا في السابق وأصبح بيننا وبينها حاجز كلما استطعنا ذلك، في السابق كان حمار القايله يقوم بمقام تحذير منظمة الصحة العالمية كانت الامهات يحذرن أبناءهن بحمار القايله ليبتعدوا عن القايله وهي فترة الظهيرة، الآن لم يعد هناك حما قايلة أو عصرية بل انه ولا واحدة من أمهات هذا الزمن تجرؤ على ذكر هذا الحمار فقد يقال إنها كبيرة في السن وتصبح حمارة أمام نفسها، وفوق هذا لم يعد هناك وقت لكف الأطفال أصلا لا في الظهيرة ولا حتى الفجر، وحتى الطواقي والتي تشبه الدلاء “السطول” وهي اختيار أطفال هذا الوقت لا تنفع في الحماية من أشعة الشمس فمع قبح شكلها لا فائدة منها وكأنها ضمان الشركات على سلعها، منظمة الصحة العالمية اشارت إلى خطورة الأشعة فوق البنفسجية على الإنسان وخصوصا الأطفال خلال الفترة ما بين الساعة العاشرة صباحا والثانية بعد الظهر، في حالتنا يمكن ان يمدد الوقت إلى الوراء ثلاث ساعات صباحا وإلى الامام مثلها في المساء، وتنصح المنظمة بالحماية من الأشعة بالملابس المناسبة والنظارات الشمسية وتحذر من أمراض مثل سرطان الجلد وإعتام عدسة العين يمكن ان يصل إلى العمى الكلي والعياذ بالله تعالى، وإعتام عدسة العين قد يأتي عند السباحة والتعرض للأشعة فوق البنفسجية في مثل هذا الوقت في المواقع المفتوحة طبعاً.
والشمس الساطعة في بلادنا لم تستثمر حتى الآن كما يجب كمصدر للطاقة بالتأكيد لن يخفف استثمارها من حرارتها لكن ذلك الاستثمار سيخفف من استخدام مصادر الطاقة الأخرى والتي تساهم في تسخين الجو حوالينا من الزفت الذي يملأ الطرقات ممتصا الحرارة ليعيدها لنا مساء إلى عوادم المكيفات والسيارات، ولا أريد ان أفتح جرحا قديما وهو مشروع الطاقة الشمسية الذي لم يتقدم خطوة واحدة ولم نرَ لها أي مشاركة تبرر كل تلك الاستثمارات فيه، ولكنني أستغرب عدم تنبيه الناس وتحذيرهم عن الأخطار في أوقاتها وأتساءل أين دور الجهاز التوعوي لوزارة الصحة والمستشفيات الأخرى، خاصة ان حمار القايله قد مات.