هو أميركي «الجنسية» من أصول عربية «عراقية» – يحكي لي صديق مشترك قصته – شاب ذكي ومتعلم، يبحث عن عمل في بلاده – الولايات المتحدة – طالع إعلاناً للقوات البحرية الأميركية عن فرص وظيفية، ذهب وقدّم الطلب، كان توقعه أن يضم إلى السلك العسكري، في مساء يوم تقديم الطلب اتصلت به البحرية الأميركية. قال له المتصل لدينا وظيفة لك – وتابع المتصل – سنوفّر لك مكتباً والراتب «خمسة عشر ألف دولار»، والوظيفة مفكر! والمهمة هي التفكير في حلول لقضايا ستحال لك. كان العرض مدهشاً حتى لصاحب الطلب، فمن سيوظف شخصاً «لمجرد» التفكير، لكنهم يقدرون الأذكياء وأصحاب الأفكار لذلك هم من تطور إلى تطور.
في العالم العربي يتم الحرص على توظيف التروس والبراغي و«الطرابل» في الماكينة القديمة، الذكاء والفهم والإدراك، والقدرة على إنتاج الحلول، بل واستشعار أخطار المستقبل وضرورات التوقع لأزمات وظواهر، من غير المطلوب. بل مستهجن أحياناً، والاعتراف بذكاء فلان دليل على انخفاض ذكاء المعترف! هكذا هو الفهم الباطن كما يخيّل إليّ، توظيف القدرات لا مكان له، الشائع هو القدرة على الإمساك بالوظائف و«جمع الحبايب» حول «وجار» أو شبة النار، الوظيفة إذا كان صاحبها له قرار هي «مشب» يجمع حوله الأصحاب.
لذلك يصبح الذكاء أو الألمعية لعنة «فراعنة» على أصحابها، إنهم جنس خطر، والخطورة تأتي من الخوف على المكان المعضوض عليه بالنواجذ، ولا تعني هنا وظيفة المفكر، التنظير رغم أهميته أحياناً، إذا لم يكن هلامياً إنشائياً مثالياً، بل هو القدرة على إنتاج الحلول بما يتجاوز تسيير الأعمال كما جرت العادة، حتى ولو كانت تلك العادة تصطدم دائماً بحائط إسمنتي. القدرة على استخلاص فوائد الأنظمة وأبعادها ليست متاحة لكل موظف.
من هنا نجد الخواء منتشراً، جعجعة دون طحن، لمعاناً بلا لب. لا شك أن كل إنسان يعتقد أنه ذكي، من النادر أن يدعي أحد غير ذلك إلا حينما يستخدم الدهاء الاجتماعي، وقد قيل في الأمثال «كل بعقله راضٍ»، لكن المعيار بالإنتاج المفيد ليس له «الشخص» بل للعموم، وفي مهام الموقع الوظيفي وما يفيض عنه، ومن الخواء نظرة سريعة لعرض البعض سيرهم الذاتية العملية، ستجد فيها كل ما هب ودب، حتى عدد الطائرات التي استقلوها في حياتهم، ذكر لي أحد الأصدقاء أنه طلب سيرة ذاتية لمتحدث في ندوة فبلغت 25 صفحة.
الصديق المشترك يحلم بوظيفة مفكر، لا يقصد حلية يستخدمها في وسائل الإعلام عند مداخلة أو مشاحنة، بل إنتاج حلول لقضايا تبدو شائكة، لكنه يحلم، فمن أنت لتفكر عنا؟ نحن نفكر وأنت تنفّذ في حدود تفكيرنا، أما إذا جئت بفكرة تعجبنا، فسنضعها في الدرج ونخفف من قيمتها لتنساها، بعد أشهر نخرجها بقالب مزخرف جديد يفيدنا نحن، ومنسوبة لنا. «قال مفكر قال»!
استاذنا الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
اسعد الله ايامكم وساعاتكم بمحبة الناس يابو احمد لكم .. ذكرتنا باايام غوار ووحمام الهنا ..
انا افكر اذا انا موجود .. واذا اردنا ان نعرف ماذا يحدث في ايطاليا يجب ان نعرف ماذا
يحدث في البرازيل ..طيب السؤال يابو احمد ليش احنا العرب كذا ..ليش نسجن وننكل ونبيد
اي واحد نفكر .. ليش مانخليه في حاله يفكر ويفكر ويفكر الى ان يطق له عرق ويفطس
في محله .. لا نجيبه ونسجنه ونعطيه كم واحد مخمس .. تفكر ياقليل الحياء .. ايش ناوي
تسوي ؟؟ ايش ناوي تخطط ؟؟ ومن هم شركاءك في تفكيرك ؟؟ وعلى مين تتصل ..
وجرية طويلة عريضة .. والا يمكن من جد يابواحمد جماعتنا اذا فكروا يفكروا في المصائب
والله الواحد يفكر يقترح انه جماعتنا العرب يفكروا في انهم يحددوا لنا ايش المجالات او الحدود
او القضايا التي يجب ان نفكر فيها وماهي الاشياء الممنوع التفكير فيها حتى ولو كان الواحد
في دورة المياه الله يعزكم .. وشكرا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فمن أنت لتفكر عنا؟ نحن نفكر وأنت تنفّذ في حدود تفكيرنا، أما إذا جئت بفكرة تعجبنا، فسنضعها في الدرج ونخفف من قيمتها
لتنساها، بعد أشهر نخرجها بقالب مزخرف جديد يفيدنا نحن، ومنسوبة لنا. «قال مفكر قال»!
كلام كبير من انسان كبير ، انت بهذ السطرين – اعلاه – دونت مقالة اخرى داخل هذا المقال الجميل ،
برأيك استاذي – ابواحمد – كم عقدا نحتاج لكي نفكر بالطريقة الصحيحة ؟؟
ان كل مانقوم به هو استنساخ لما قام به غيرنا سواء من الداخل او الخارج ، وفي الحقيقه انه استنساخ – على غير سنع – لايراعي ولا ينظر الى مكونات النسيج الاجتماعي ولا الى ثقافاتهم .
كثير من الخبراء – الرؤوس – يتم جلبهم من الخارج على انهم مبدعين ، في الوقت الذي مازالوا يثبتون فشلهم في بلدانهم – بلدان اخرى – قبل ان يصلوا الينا ، ومازلنا نثق بارائهم وتوجهاتهم في شتى المجالات ، لذلك يكون نجاحهم عندنا باهراً، لاننا وبكل بساطه لا نعرف شيئا ولا حتى ان نفكر .
من الاخر نحن لا نثق بقدراتنا ولا مستوى تفكيرنا ، لذلك ينجح الفاشل بيننا بشرط ان يكون اجنبياً ، يمقن حظ يمن لا .
تحياتي لك استاذنا الفاضل ولمتابعيك الكرام .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
شوف ياسيد عبد العزيز انا مستعدة ابيع افكارى (هذا اذا انعرض على طبعا ما راح الزق نفسى )
وكمان اراقب تنفيذها عشان انت عارف النساء لين مسكوا مشروع لازم يخلصوة ولا يجيبوا الكفية للى وعد يخلصة وخلف. “زن”,”زن” لما يقول حقى برقبتى .بس الوظيفة يا طويل العمر تجى
صار عندك 2مفكرين واقفين منتظرين بس ما اكذب عليك انا صحيح عندىc.vبس معظمه فى ادارة المنزل وادارة الابناء نظام ما بعدة نظام والحمد لله نجاح بعد نجاح وجواب التوصية اخاف اجيبة منهم من كثرمنى صعبة واعتقادى وسيلة انتقامهم ما راح يمضوة, ولا اقولك يمكن عشان يخلصوا منى راح يمضوة.
للاسف .. نواجه صعوبات في الابداع اثناء العمل
فالنظام السائد لدينا .. نجاح الآخرين دليل على فشلي
فاي نجاح تظهر به .. يدل ع فشل الرئيس او الزميل
ومن هنا تشن عليك حرب داحس والغبراء التي لا تنتهي
الا بعد ما يتاكدون من كرهك للتميز والابداع
لكي لا تعيد الكره مره اخرى
دمت بود
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ازداد بعدا عنك يا وطني كلما قرأت ما يكتبه الكتاب وهو الذي يدور في خلدي ويمس حاضري ومستقبلي واطفالي من بعدي.
سوف اجرب حظي في الهجرة المؤقته ان شاء الله وأوافيكم بالنتائج .دمت بخير
اما علمت ان هناك فرمانا اصدرته الحكومات العربية يقضي بعدم إجهاد العقل ..
وذلك حرصا من ذه الحكومات على صحة الرعية ليس إلا
لهذا بات التفكير في عالمنا لدى البعض “عادة سرية”