صح… «الغبار»!

بعد ساعات من وصول العاصفة الغبارية للعاصمة السعودية، بحثت في قنوات التلفزيون الرسمية لمزيد من الأخبار عنها، كانت الأمور تسير بحسب الهيكل البرامجي، خبر صغير في الشريط، تحذير عام فضفاض من الدفاع المدني، يركض التحذير بسرعة تلاحقه أخبار سياسية خارجية، بعد نحو ساعة ظهر خبر «عاجل» على قناة الإخبارية يخبر عنها، وبقيت البرامج على حالها، تجولت مابين القنوات الرسمية الأخرى فوجدت الأمور هادئة، خبر من الصين وآخر من أميركا. الغبار في مستوياته الدنيا حالة معتادة في بعض مناطق السعودية، إلا أن ما وقع أول أمس كان استثنائياً حتى ولو كانت له سوابق، القنوات التلفزيونية الرسمية تفشل مرة أخرى في مواكبة الحدث وكأنه لابد أن يحدث خارجياً أو احتفالياً لتتم العناية الإعلامية. يكاد الناس في السعودية يستغنون عن هيئة الأرصاد بعد سلسلة من حالات فشل التنبؤات، وأصبح بعض هواة رصد أحوال الطقس أكثر نشاطاً ودقة منها، مع إعلام من هذا النوع يتوقع مزيداً من الانصراف عنه إلى وسائل بديلة. حدث مثل عاصفة الغبار كان يستلزم اهتماماً منذ بداية تكونها مع تتبع المسار والتنبيه المستمر لأخطاره على السلامة الصحية والمرورية، وبيان وسائل الوقاية اللازمة، تغطية مباشرة نوعية مستمرة، حدث مثل هذا يعتبر خبطة إعلامية بدلاً من تحوله لـ«خبصة» يتبادل فيها الناس المعلومات عن طريق رسائل الهواتف ومواقع الإعلام الجديد، والتلفزيون متحصن في الأستوديو.
قامت شركة المراعي يوم السبت الماضي بتوزيع بطانيات على أكثر من 300 أسرة من الفقراء والأيتام في قرى محافظة الليث، تجاوبت الشركة مشكورة مع ما كتبته هنا في نهاية شهر يناير عن حاجة بعض الأسر، حينها اتصل الدكتور طلال العتيبي مدير العلاقات العامة مبدياً رغبة الشركة في المساعدة، وبدأ التنفيذ الميداني أول أمس، وهو مستمر لقرىً الطرق إليها وعرة، ويساعد الشركة متطوعون من أهل الليث، وتعتزم الشركة تقديم معونة تموينية في مرحلة لاحقة، كل الشكر والتقدير للأخوة في شركة المراعي، الدكتور طلال والأستاذ عبدالرحمن الشهري وزملائهما على المبادرة وسرعة التجاوب، وقبلها الإحساس بحاجة الفقراء، لا حرمنا الله وإياكم من الأجر.
….
بعض القراء يرسل سطرين، ويتبعها بـ«اللبيب بالإشارة يفهم»، بصراحة كل يوم أتوقف عند الإشارة، وأرى آخرين يتحركون «وتمشي أمورهم»، ومع ذلك أستمر في التوقف!، دليل انقراض «اللبابة»!.
هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

3 تعليقات على صح… «الغبار»!

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذنا الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    جاء على بالي اعيد صياغة المقال بعد اذنكم استاذي :
    حدث مثل عاصفة .. كان يستلزم اهتماماً منذ بداية تكونها مع تتبع المسار والتنبيه المستمر لأخطاره
    والسؤال يابو احمد .. كم من العواصف كان يستلزم اهتماما منذ بداية تكونها والتنبيه المستمر لاخطارها
    كم عاصفة .. كم ياجماعة الخير .. لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم .
    هذه شركة المراعي اللي قالوا عنها ماقال مالك في الخمر .. بيض الله وجههم وكثر الله خيرهم ..
    وهذه هي الشراكة من جد وندخل تضمن نطاق ( اذا انصلح حال التجار انصلح حال المجتمع )
    ايش نقص منهم غير دعاء طيب من البشر البردانه واللي حافهم البرد .. فين الشركات الثانية
    اللي ارباحهم بالمليارات .. بس على الاقل ليشتروا بطانيات ولا شراشف يدفعوا زكاة اموالهم
    .. شكرا للمراعي ومن اليوم مايدخل البيت الا المراعي لبن حليب قشطة جبنة حتى التطلي مراعي
    بس .. ولبن يالبن مانشرب الا مراعي .. والله يجازيك الف مليون خير يابو احمد ويجعلك
    دائما وسيط خير وشكرا

  2. أخي الكريم الهواة من متابعي ألآحوال الجويه أستطاعو رصد الحاله الجويه وانت دائما تتعاون مشكور معهم بنقل التنبؤات الجويه ،،،،
    الغريب وألآغرب والمستغرب أن جهاز الرئاسه العامه للارصاد وحماية البيئه والتي تبلغ ميزانيته الرسميه مئات الملايين أما المشاريع المسانده فهي بمئات الملايين وهذا الجهاز يضرب الفساد في أطنابه ولم نجد من الكتاب من تجراء علي نقده وافراد مقال واحد يناقش فيه كوارث هذا الجهاز المليء بالمصائب وفي نفس الوقت نجد نقد الخطوط السعوديه ووزارة المياه والنقل وغيرها التي تيقنا من نقدها أن (( ألجبن سيد النواشف ))

التعليقات مغلقة.