أول درس تعلمه في صباه كان على طاولة «السلم والثعبان»، لعبة كانت منتشرة مثل الشطرنج وغيرها، لكنها تعتمد على رمي مكعبات النرد أو الزهر، مساحة ما بين الحظ والمقامرة، ولو كان لديه رغبة في الكشف لكتب رسالة دكتوراه عن لعبة تعلمها للتسلية في الصغر ثم شكلت منعطفاً مفصلياً في حياته، إذ جمعت بين البساطة وإمكانية سرعة التسلق بأدوات سهلة، بساطة اختزال الحياة بين الخير والشر الظلمة والنور، مثلها مثل المقامرة إذا ما كان من حوله هم أدواتها، لكنه أذكى من كشف تفاصيل تحولت إلى أسرار مهنة، وإلا لأخبر كيف صادق الثعابين مثل حاوٍ هندي تدرب وتعلم منها الكمون والتربّص المتحفز ثم الانقضاض دفعة واحدة في اللحظة المناسبة، تسلف منها نعومة الجلد مستغلاً لمعانه، يعرف متى يخرج ومتى يلوذ بالجحر، واستنسخ قدرتها على الابتلاع ثم امتصاص السوائل الحيوية.
مثل له هذين العنصرين -السلم والثعبان- خريطة طريق لحياته وتعاملاته مع من حوله، نقلها من الخاص إلى العام، نبتت له قرون استشعار كأشعة حمراء تحدد بسرعة متناهية، موقع السلم ومخبأ الثعبان في كل وسط يهبط إليه، فإذا كان هناك من ثعبان متوقع، قدم أحد منافسيه إلى الأمام في صورة من الإيثار المنتهي بابتسامة ساخرة. أما إذا لمح أولى درجات سلم فهو ينطلق بسرعة الريح يطير فارداً ذراعيه ساداً المنافذ لئلا يظهر منافس فجأة.
هواجسه المتحفزة حولت من حوله إلى سلالم وثعابين فلم يعد هناك بشر، يصنف كل واحد منهم من أي الفريقين هو، مع أفضل طريقة لاستخدامه، الأكتاف والرؤوس ليست سوى أعتاب ودرج في سبيل الصعود، ومع الزمن أصبح يجيد صنع السلالم إذا لم تتوافر، دون حاجة لحديد أو أخشاب إذا استلزم الأمر يجدلها بكلمات من لسانه.
لا يعنيه إلى أين سيصل فهو في لهاث الصعود نسي نفسه وكأن بينه وبين سطح الأرض عداء مستحكم، وحينما يصعد ويستقر، يستميت، يحمل السلم معه، حريصاً على ترك الآخرين في جب عميق، عندها يبرز الثعبان في داخله.
في زمن الأزمات والقلاقل يكثر الانتهازيون، يتسيّدون المشهد، وكلما كانت القلاقل والأزمات أقسى وطأة على عامة الناس وكانت السياسة أو الاقتصاد مادتها، تصبح الفرص أكبر للاهتبال والهبر، عند الانتهازي لا يهم مادة صنع السلالم بقدر ما يهم طولها ومتانتها وكونها توصل لقمة يعشقها، لا يهم مادتها حتى ولو كانت من لحم ودم.
أستاذنا الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا اليوم يوم اللي يبغى البعيد عنك ومن يقراء جنازة ويشبع فيها لطم
وكمان يمكن اللي قالوا عنه اهل الميت صبروا والمعزين كفروا
وكمان اللي على ريحة المرق يفت
والله يابو احمد فيه كم واحد على بالي لكن اقول اللي في بطنه لحمة نئية
تمغصه بطنه واليوم خميس وهذه ليلة مقترحه خلينا نخرج حر المنتخب في
اللي جنبي وشكرا
كأني بك تصف أحد وكلاء الوزارات
ممن تسلقوا على أكتاف وأكتاف وأكتاف
ولا من درى ولا من شاف !
تحية لقلمك الناصع
ليست من دم ولح بل من جماجم لا نراها الا عندما ينهار السلم ومع انهيارة تنظم ايضا جماجم اخرى من كافة المستويات
حبكة جميلة تصلح مقدمة لرواية