افتحوا الأبواب

أيها المسؤول فتش في القوانين التي تطبقها إدارتك القانون يسن للتنظيم لا لسد الطرق والفرص، انظر برؤية أكثر شمولية هل هناك ما يمكن تيسيره بتخفيف شروطه من دون تحقق ضرر أكبر من المنفعة، الفيصل هو في زيادة النفع مقابل خفض الضرر، أعد النظر في الشروط، تذكر أنها وضعت في وقت مضى والحاجات زادت مثل وحش نهم، أصبحت كثقب أسود ألا ترى ما نرى؟! إن مسؤولية المبادرة إلى ذلك «التيسير» تقع عليك أنت، عزيزي المسؤول أنت يا صاحب القرار أو جزءاً منه، إذا كان الأمر يستلزم موافقة جهات أخرى أعلى أو في المستوى نفسه فهذا لا يعفيك من مسؤولية المبادرة، لهذا أنت موجود في المنصب.
أكثر ما يدور في بلادنا عند الحديث عن فتح فرص التوظيف والعمل شروط التأهيل التي تبدأ بـ«أن يكون…»! تتعدد الـ«أن يكون» هذه، لكن الفكرة في مسألة التأهيل تأتي لجانب التوظيف «الحكومي أو الخاص»، وانطبق هذا «للأسف» حتى على المهن الحرة، قبل فترة اشتكت سيدة محتاجة أنها حاولت الدخول لدورة تعليم خياطة، فلديها دافع الحاجة والموهبة، لم تستطع ذلك لكونها لا تحمل الشهادة الثانوية!
ولا دخل لديها لتذهب إلى معهد خاص، ربما لن تقبل شهادته لاحقاً! ما حاجة مهنة للشهادة إذا ما كان الفيصل هو إتقان المهنة؟! وتقدير السوق، لماذا يختفي السوق «هنا» وتوازناته التي يتعذر بها في قضايا الغذاء والأسهم والعقار؟!
الدورة «خياطة أو غيرها» كنموذج هي ما يفترض أن يتقرر من خلالها النجاح في إتقان المهنة من عدمه، الأمر من جانب آخر ينطبق على التجارة؛ البيع والشراء، فتح الفرص للباعة المواطنين ممن لا يملكون محال أمر مطلوب، لدى البلديات أراضٍ فأيهما أفضل تؤجرها لرجل أعمال «مقرش» إيجاراً طويل الأجل بمبلغ صغير «في عرف الإيجارات» أم تتيحها لشباب لا يملكون سوى طاقة العمل؟ من العجيب أننا نعمل في مسارات متوازية لا تلتقي، جانب يحث على العمل والسعي وجانب يضيق الفرص، ومربط الفرس ليس في مراقب بلدية يطبق ما لديه من نظام بل في جهاز يقف خلفه أغفل النظر عن هؤلاء وفكر في الرسوم أو شكاوى منافسين.
والأعجب أنك ترى كل يوم مثلهم من غير المواطنين في الشوارع وأمام المحال! هل يجب على الإنسان ليكسب رزقه أن يمر بعنق الشهادة أو بعنق شروط يمكن الاستغناء عنها لفوائد تعود عليه وبالتالي على مجتمعه؟ صحيح هناك حاجة للضبط والربط وذلك في حيز الممكن بعدم ملاحقة الناس بل باحتضانهم وتوفير السقف الرسمي المخفض والراعي لهم، لا الراعي للمهرجان.
هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليقان على افتحوا الأبواب

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    باحتضانهم .. نعم ..باحتضانهم ..
    صحيح يابو احمد .. تكاد تشعر بأن هناك من المسؤلين من يحاول ان يؤجج الاحتقان
    ويدفع البني ادم الى امور نحن في عنى عنها ..
    يابو احمد اليوم خلينا نتكلم من جد .. في رأي ان امثال هولاء المسؤلين لايجب ان
    يتم السكوت عنهم بل يجب فضحهم على روؤس الاشهاد ..
    الوضع والله اصبح في منحى خطر جدا
    يسروا على الناس ولاتعسروا عليهم يابشر
    استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم وشكرا

  2. أتمنى أن يكون هذا المقال تعميما لكل الوزارات.

التعليقات مغلقة.