غسيل… وورق عنب

يرتب بعض الموظفين إجازاتهم الصيفية على شكل دورات أو “ورش عمل” وندوات.. إلخ، ومن نال رضا رئيسه سيختار البلد الذي يحب، كلما زاد مستوى الرضا ارتفع سقف الاختيار في السيرة العملية سيكتب عن حضور دورات تدريبية “متخصصة”، لا عن كونها دورة تدريبية مع العائلة للتعرف على المطاعم وأماكن الترفيه، هذه من الأساليب المتفق عليها دون إعلان تحت بند “أنت عارف وأنا عارف”، يمكن اعتبارها مكافأة أو “رضاوة” ولا مانع أن يشمل هذا للموظفين الكبار جولات تفقدية على مكاتب أو فروع أو توقيع اتفاقيات وحتى استطلاع تجارب الدول المتقدمة، كلها يحلو إنجازها في صيف بلدان مشهورة بالجذب الاصطيافي، “حج وبيع مسابح” تتلون وسائل استغلال العمل بتحميله مصروفات الإقامة والسفر مع نثريات على ميزانية المنشأة هذا يعتبر من الفئات مقارنة بغيره. في القطاع الخاص الأمر يختلف قليلاً، هناك تدقيق أكبر إلى حد ما، بعض القصص المضحكة دفعت للكتابة، لأتناول قدرة بعض الموظفين على استغلال وظائفهم باستنباط حيل ربما لا تخطر على بال.
اكتشفت الإدارة في المنشأة الخاصة أن فاتورة الفندق لموظفيها كثير الأسفار تحتوي على مبلغ محترم لتكاليف غسيل ملابس! يتكرر الأمر مع علم الإدارة أنه يسافر لوحده ليومين أو ثلاثة، طلبت الإدارة من الفندق تفصيلاً فظهر أن قطع الملابس تكفي لأشهر لا ليوم أو يومين، وفيها ملابس شتوية لمدينة تشكو من الحر والرطوبة وفساتين! وبعد المواجهة اكتشفت الإدارة أن موظفها يحرص في كل رحلة على حمل حقائب كبيرة للغسيل في الفندق! والعجيب أن الموظف متعاقد معه براتب كبير ومميزات لكنها العين الفارغة، ومثل هذا ربما يقنع رئيسه بالرحلات، الرئيس يفكر بمصلحة العمل والموظف متهم بالغسيل.
موظف آخر تظهر دائماً في فاتورة فندقه تكلفة قالب كبير من الكيك يكفي لعشرة أشخاص، على رغم سفره وحيداً، قبل السفر يطلبها على حساب عمله ليأخذها معه إلى المنزل ربما لسد عيون زوجته، ولو دققت أي إدارة منشأة في فواتير موظفيها لبرزت “علوم” هذا ونحن نتحدث عن مدن داخلية أما الخارجية فالعلم عند علام الغيوب،  لكن مثل هذا مثبت بالفواتير والتدقيق “يجيب خبره” إنما كيف تتعامل مع مثل هذا الاختلاس، طبيبة متعاقدة مع جهة ما، تسوق لجيرانها في البناية، ورق العنب، والحمص والتبولة حتى أصابتهم الحموضة وكسدت بضاعة المطاعم المجاورة، تبيعها بأسعار متهاودة ولا مانع من الدين، وكلها من إعاشة الجهة “الما” ربما يحصل عليها من خصصت له وربما لا يتمكن. كل هذا يعتبر من السرقات الصغيرة لكن مقترفيها لو أمكنهم الوصول إلى لقمة أكبر لما ترددوا.
هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليقان على غسيل… وورق عنب

  1. ومع بعثات الملك عبد الله حفظه الله، كم موظف يتحايل للسفر الى منطقة دراسة ابنه وابنته لرؤيتهم على حساب المنشأة متناسين قول سيد البشر رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنما الاعمال بالنيات)!. وكم موظف يمطط سفرته بالعمل ويقسمها الى ايام واسابيع ليبقى اكثر ليحصل على بدلات سفر وسكن اكثر متناسين قول رسولنا الكريم. وكم موظف لاحاجة له بالبقاء في مواقع المشاريع ولكنه يبقى ليحصل على الانتداب الذي يعادل ان لم يزيد على راتبه متناسين قول رسولنا الكريم!

  2. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذنا الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    يمكن عندما نقول ( جلد ماهو جلدك جره على الشوك) ونضيف خاصة اذا كان الجلود مزقلة يمين
    يسار ولاعندك احد .. هي خمسة دقائق يأشر عليها المدير باعتماد الصرف خاصة اذا كان رجعت
    وفي يدك شنطة صغيرة فيها شوية تحابيش للبزورة ..هذا اذا كانت الامور ماشسة بالنئية والنئية
    محلها القلب .. اما اذا كانت الامور ماشية بـ (اللية) وخاصة اذا كانت لية طلي حري عمره ثلاثة
    شهور اقولك يابو احمد اذا كانت ماشية باللية يتم اقتسام قيمة الفواتير فيفتي فيفتي مع دهن السير
    بشوية دهن من اللي يتكبكب .. واليوم الخميس والليلة جمعه والدعاء حق واجب لامواتنا واموات
    المسلمين وشكرا

التعليقات مغلقة.