أبعد مفاعلك عن بلدي

وفد من دول (5+1) توجه إلى الرياض لوضع السعودية ودول الخليج في صورة ما تم التوصل إليه في مفاوضات الملف النووي الإيراني وهو أمر إيجابي، لا أتذكر – أقلها في المعلن – أن دول الخليج كانت توضع في تلك الصورة، وهي دول معنية بل هي المعنية الأساس في قضية الملف النووي الإيراني، لأسباب أخرى تضاف لإمكانية استخدام هذه القدرات لأغراض عسكرية.
والمعلن أن مفاوضات بغداد لم تحقق تقدماً يذكر، رغم المؤشرات الإعلامية الإيجابية التي سبقت الاجتماع، وبث خبر اكتشاف أثار تخصيب عالٍ في إيران من قبل المراقبين، بعد يوم واحد من المفاوضات لا تخفى دلالاته.
إيران استفادت من التجربة الصهيونية في مفاوضات القضية الفلسطينية. استطاعت إسرائيل تكريس مبدأ المفاوضات لأجل المفاوضات دون نتائج تذكر، وهذا ما تفعله إيران بنجاح في ملفها النووي مع قبول من الدول الفاعلة، إنه مبدأ فاوض وأنت تبني وتشيّد واقعاً جديداً، كما تفعل إسرائيل في المستوطنات تماماً.
لكن هناك خطراً محدقاً حتى لو التزمت إيران بعدم استخدام المفاعلات النووية لأغراض عسكرية، وهو خطر قائم أساساً على دول الخليج بالدرجة الأولى، هذا الخطر فرطت دول الخليج بالتحذير منه ومحاولة حشد الجهود لمواجهته، رغم أنه يمس بشكل مباشر حياة سكانها ومستقبل التنمية في دولها واستقرارها.
مفاعل بوشهر الإيراني يقع على الضفة الأخرى من الخليج العربي، وهي الضفة المواجهة لحياة دول الخليج من النفط وتحلية المياه إلى التجمعات السكانية، وهذا المفاعل يقع في منطقة زلزالية خطرة.
بين يدي كتاب صدر حديثاً للباحث أ/ خالد بن عبداللطيف التركي، بعنوان «مفاعل بوشهر النووي… الكابوس الإشعاعي على شفير زلزال»، صادر عن الدار الوطنية الجديدة للنشر والتوزيع، يركز فيه الكاتب على واقع هذا المفاعل منذ تشييده على أيدي الخبراء الألمان إلى أن قام الروس بتكملة البناء، وكيف أنه مفاعل «هجين» من حيث المواصفات والأسس، إذ جمع بين سوء الموقع وسوء التشييد، ومعهما يمكن إضافة صلافة وعنجهية الإدارة.
يأتي الكاتب بشهادات علماء إيرانيين وغيرهم، ويضع أصحاب القرار في دول الخليج أمام قضية وجود…، خطورة وجود المفاعل في مواجهة شواطئ بلدانهم الزاخرة بالحياة، وفي موقع مهدد بالزلازل، ويقدم في أكثر 230 صفحة تفاصيل مهمة عن واقع هذا المفاعل، وفصولاً عن التجارب والدروس المستفادة من كوارث نووية حدثت، إنه يعيد التنبيه لأن تفتح السعودية ودول الخليج الملف من زاوية أخرى، لتضع دول (5+1) وإيران أمام مسؤوليتها، فالقصة ليست في قدرات نووية عسكرية فقط بل في خطورة مفاعل بهذه الصورة بجوارنا.
هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليقان على أبعد مفاعلك عن بلدي

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذنا الغالي ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    اليوم احباءنا المسؤلين عن الموقع نرفع لهم العقال والغترة والكوفية والاستمرار على هذا الوضع
    هو عين المنى .. هذه الاولى والثانية تصدق يابو احمد الملف النووي الايراني صتر فيلم هندي
    كل يوم مفتشين رايحين ومفتشين جايين وفكوا المنشاءات لا مانفك .. وبعد شهرين نقلكم هيا فكينا
    طيب هذه المنشاءة فيها النووي ونسب الاشعاعات عالية .. طيب نخفضها وبعد شهرين لجنة
    ثانية ..ماادري نشعر ان فيه لفلفة مابين طرفين .. تشعر انه فيه فرعة ماهو فزعه فرعه والفرعه
    يعني نفرين يتضاربوا وواحد يجي يبعد مابينهم وبدون مايشعر احدهم يخلي الثاني يلطشوا كف
    مخمس .. الله ينتقم منهم بس .. جابو ا لنا قلق وجابوا لنا الهم .. وخلينا نشوف اخواننا في سوريا
    ايش تخلص امورهم الله يكون معين لهم وشكرا

  2. عبدالله كتب:

    لتطمئن دولة الفرس فالدول التي بيدها منعهم من استكمال مشروعهم النووي غير ممانعه في الواقع .. والتصريحات الضد منهم لذر الرماد في العيون فقط .. نفس هذه الدول بمساعدة ذراعها في المنطقه – اسرائيل – ضربت المفاعل العراقي – في مهده – اوائل ثمانينات القرن الماضي دون سابق إنذار .. حلل واستنتج بنفسك ،،،،

التعليقات مغلقة.