النزاهة… وطلب العون

تجتهد هيئة مكافحة الفساد في التوعية عن طريق الإعلانات ورسائل نصية، إلا أن الأسلوب تغلب عليه التقليدية، الوعظ ظاهر حاضر بقوة، ومن الرسائل النصية المتكررة «الرشوة جريمة دينية وخيانة وطنية فكن عوناً على محاربتها». لا جديد في هذا سوى سؤال «العون»، لكن الأخير لن يأتي كما يجب إلا بشواهد يلمسها الناس أمامهم، العون الإيجابي بالإبلاغ لا رفض قبول الرشاوى فقط، وقصة الفساد غير محصورة بالرشوة، إنها أكبر وأعمق منذ لك، الرشوة فصل من الفصول، نتيجة من نتائج فساد أكبر.
لنأخذ مبدأ التوعية بداية، وهي على أهميتها استخدمت في كثير من الأوقات لإرجاء وترحيل مواجهة الظواهر السلبية، تم التعذر بعدم الوعي وتناسي من المسؤول عن حمايته وترسيخ قاعدته. يمكن لهيئة «نزاهة» التقدم خطوة وبدلاً من رسائل الوعظ والحث تقدم أمثلة، لو كان الوعظ والترغيب ينفعان لكنا في مجتمع مختلف، لقد استقبلت مسامعنا من الوعظ بقدر ما وصل لرؤوسنا من أشعة الشمس، لكنه لوحده طائر بجناح وحيد، إنه مع تطبيق القانون يحتاج لقدوة إيجابية.
هنا نموذج بسيط، إذا كان المهندس المشرف على مشروع يحصل على سيارة من المقاول «للتفقد والإشراف» هل تعتبر هذه رشوة؟ وإذا قيل إن عقد المشروع ينص على ذلك نسأل عن تحديد نوع السيارة، «هونداي أو مرسيدس»! الواقع يقول إن «الاختلاط» الذي حدث بين القطاعين الخاص والعام أسهم في تفشي ممارسات الفساد، فتح الأبواب وكسر حواجز، السيارات والرحلات مدفوعة التكاليف أصغر صورها، لكن ماذا تقول هيئة «نزاهة» عن التعليمات الشفهية؟ في قضية كارثة سيول جدة اتهم الادعاء العام أحد الموقوفين بإيداع خمسة ملايين ريال، فقال إن تعليمات «شفهية» جاءته من أمين سابق والمال مال أمانة جدة. ونعلم أن الإدارة الشفهية شائعة، ففيها حاجز حماية يستخدم عند الحاجة تنصلاً من المسؤولية وهناك فئات «شيالة».
ثم إن هيئة نزاهة إذا أرادت التجاوب وتحقيق حد أدنى من الثقة ينبئ عن فعاليتها، عليها إعلان نتائج أعمال لجانها، إن الحديث عن إرسال خطابات لرئيس الجهة لا يكفي ولا يغرس أثراً نوعياً يستدر «العون»، ومثلما أن الرشوة من مظاهر الفساد فإن استغلال النفوذ والتنفيع والتنفع هيكله العظمي، لا أشك أن لدى الهيئة محاولات ولجاناً ومندوبين يذهبون ويجيئون، إنما عدم إعلان النتائج بشفافية تامة يجعلها تبقى في مربع طلب العون ممن ينتظر منها الفعل.
هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليقان على النزاهة… وطلب العون

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذنا الغالي ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    والعون من عند الله يابو احمد .. وجبتك ياعبد المعين تعينني لقيتك ياعبدالمعين تنعان .. نبيك وصلي عليه
    عندنا سؤال يابو احمد وبدون مايزعل مننا معالي العم محمد الشريف ايش حكاية كل اسبوعين ثلاثة وخمسين
    والا ستين نفر يؤدي القسم والهئية تقول تم .. الشئ الثاني عشان لايقولوا لنا ان الهئية مازالت لم تكتمل
    هيكلها الاداري الداخلي والدليل انه اكتشفوا حالات شبه .. شبه يعني فساد الا ربع طريق مااتزفلت .. مستشفى
    ماخلص.. طريق معوجة حالته .. سؤالنا وسؤال اللي يصرخ فيه جدران البيوت .. الان عندما صرح
    رئيس الهئية وقال الاعلام شريك اساسي واستراتيجي وهو الاول وهو الثاني .. طيب خلال بس ثلاثة
    شهور اللي راحت الصحف نشرت كم قضية سمينة ومن الوزن اللي زي حالاتي ..وفيها على ماقالوا
    طحاطيح .. ومن اللي عمهم جمل وماهو خبر مزوي والا متواري .. خبر وتحقيق صحفي ستة متر
    في ثمانية متر .. ماسمعنا بعدها احد في الهئية كح والا عطس والا شهق والا حتى تثاوب والا غمز
    ..اه يابو احمد بس لو واحد من اللي عليهم الكلام يتمسك وقدام باب الهئية وينجلد ويتم بث المنظر على
    الهواء مباشرة .. كان الباقي اللي قاعدين ينهبوا في اموال الدولة وخلق الله قاعدين يغنوا .. اشر لي بالمنديل
    ياهوه قال انا راشي ماهو ماشي .. الله ينتقم من كل يأذي خلق الله ويأكل عياله حرام وشكرا

  2. الاخ عبدالعزيز سلمه الله ينجح تطبيق معايير النزاهة في المجتمعات المتحضرة والتى تعمل بالعدالة الاجتماعية مع كل اطياف المجتمع بدون تفرقة وعنصرية لازل الطريق طويل وشاق

التعليقات مغلقة.