هيئة الولايات المتحدة

تقول النكتة الغربية إن الكلب يتحكم في المنزل، فهو يؤثر على مزاج الابن المدلل الذي يصرخ بأمه وهي بدورها تفرض ما يجب أن يحدث على الأب، لذلك يسعى الاب جاهداً لنيل رضى الكلب، والذي يضطر للتعامل مع هذه العائلة لابد ان يعرف حدود دور كل فرد منها بما فيها او على رأسها الكلب طبعاً.
ما حدث في جنين لا تنطبق عليه شروط المجزرة!؟ هذا ما توصل اليه تقرير هيئة الامم المتحدة، ولا ننسى انها تراجعت اصلاً عن التحقيق بعد اعتراض اسرائيلي وتنازلت الى مستوى أقل موافقة على شروط ما سيتم التوصل اليه مسبقا، ومن شروط المجزرة بل شرطها الرئيسي هو ان يكون القتلى اسرائيليين هنا تصبح مجزرة بشعة ناتجة عن عمل ارهابي قام به الأشرار ضد الأخيار، والأشرار تم تحديدهم قبل وقت مبكر جداً حسب الدين والعرق واللون، وأعلن رسمياً عن انهم مطلوبون للعدالة الامريكية بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر.
وهكذا نحن بحاجة للبحث عن التعريف الامريكي أقصد تعريف هيئة الامم المتحدة للمجزرة ومن الواضح ان لا تعريف سيصدر وسنعود الى دوامة تعريف الارهاب، وهم من سيحدد الجاني في كل حالة ويتحكمون بالتعريف لكنهم لن يعلنوه دفعا لأي مداخلة عليهم، لقد أثبتت رسالة الشكر التي وجهتها هيئة الامم المتحدة لدولة اسرائيل والتي سميت تقريراً عن مجزرة جنين، ان هذه الهيئة هي هيئة الولايات المتحدة الامريكية وهذه الأخيرة لم تستطع الخروج من الأسءر الاسرائيلي .. السياسة الامريكية رهينة في يد مصالح اسرائيل لأنهم ببساطة يعتقدون بالمصير المشترك، وبواحة ديمقراطية تسمى اسرائيل وضعها حظها الجغرافي السيء وسط الدول الديكتاتورية في منطقة الشرق الاوسط، وأعجبت بمدى الوضوح التي تتعامل به محطة السي ان ان الامريكية مع الاحداث فهي بدأت بنشاطٍ حملتها الإعلامية لارضاء اسرائيل بعد تصاريح غير مسؤولة لرئيسها لم يستوعب فيها قدرات هذه الدويلة، وانهمرت تقارير متتابعة موسعة من الضحايا الاسرائيليين للعمليات الاستشهادية الفلسطينية هذا السلاح الوحيد والضعيف الذي يملكه المقهورون الفلسطينيون، لقد ظهر الآن اكثر من اي وقت مضى تعاسة هيئة الامم المتحدة وتحولها الى قفاز يخفي بصمات القاتل عند الحاجة، ولم يصبح لها دور سوى دور المظلة الدولية لرغبات الولايات المتحدة الأمريكية، التي لا تتوانى للأسف عن ممارسة الظلم تجاه الأمة العربية، وانقلب مجلس الأمن ليتحول الى مجلس وصاية امريكي على العالم، وهذه ليست دعوة لمقاطعة هيئة الأمم ولا الولايات المتحدة ولكنها دعوة للبحث عن طرق اخرى للتعامل معهما، هناك من دون شك مجال للتحرك والمناورة لابد ان يتوحد الهدف وتتغير الأساليب والاستراتيجيات وإن كنت أشك بوجود الأخيرة!

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الرياض. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.