«عطنا تصور»

أبرز موقع «تويتر» قضية الحقوق الفكرية أكثر من غيره، لأن الكتابة فيه محددة بـ 140 حرفاً في كل مرة، هذا الحصر أو الحجر كشف من يسرق وينتحل بيسر وسهولة فلا تضيع الفكرة وسط صفحات من الإنشاء والمقدمات. يعتمد بعض سراق الأفكار والنصوص على ذلك غالباً. وتناقل أهل «تويتر» خبراً من الكويت حيث تم تفسير مادة في نظام الحقوق الفكرية هناك وإمكان تطبيقها على تغريدات «تويتر» ما يعني السجن سنة وغرامة 500 دينار، والنظام لدينا في السعودية أيضاً يحمي هذه الحقوق والمشكلة ليست في الأنظمة بل في التطبيق.
وموضوع اختطاف عبارة أو أسطر في «تويتر» أمر سهل مقارنة بغيره، أركز هنا على تطبيق الأنظمة، فالأجهزة الحكومية هي المناط بها تطبيق الأنظمة ولو فتشت في دهاليزها ستعثر على قصص سرقة الجهود والأفكار، ستكتشف أن أفكار موظفين صغار اختطفت ورفعت إلى المستوى الإداري الأعلى باسم آخر. أنا مديرك إذاً أنت وأفكارك لي! قليل من الناس من يقول هذا عمل فلان بخاصة إذا كان عملاً جيداً وفلان من موظفيه، من يضمن لي أن هذا الفلان لن يطمر فيصبح خطراً محتملاً لاحتلال الكرسي!؟ هذا هو لسان الحال، ولإرضاء المدير تكيف الموظفون مع هذه الممارسات بخاصة وأن الخضوع إذا لم يحقق فوائد فهو على الأقل يجنب عقبات ومطبات، فلا يضعك المدير في رأسه فتنقل للأرشيف.
وقبل فترة ظهر مواطن على صحيفة سبق قائلاً إن برنامج «حافز» من أفكاره قدمه لوزارة العمل قبل عامين، وأنه طبق بشكل خاطئ بعيداً عن أساس الفكرة الأصلية، ولم يهتم أحد! ولست أعلم هل كلامه دقيق أم لا، الشاهد أن خطف الأفكار والجهود شائع لدينا وهو من الأمور التي تكيفنا معها، انه ضمن الشروط اللازمة لرضا المدير أو المسؤول، ويرضى البعض في معرض التهوين وتقليل القيمة أن الفكرة مجرد كلام، ومن وسائل خطف الجهود والأفكار… اللجان، لذلك تجد البعض يتسابق لرئاسة اللجان، لأن في الرئاسة شكلاً من أشكال السلطة وهي مدعاة لأن يفكر الآخرون عنك ثم تكتبها باسمك أو على الأقل يكون اسمك أعلى وببنط عريض فيكون حظ الحضور والظهور، ومن وسائل سرقة الجهود والأفكار عبارة «عطنا تصور» تطرح فكرة فيقال لك: «عطنا تصور»، فتجتهد بالتصورات ولا تظهر في الصورة ولو بخطاب شكر. والقصد أن سرقة الأفكار والجهود شائعة، وهناك من أصبحت وظيفته مولد أفكار قابعاً في الظل بأبخس الأثمان لا يظهر للعلن، فيما يلمع اسم خاو على الملأ.
هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

6 تعليقات على «عطنا تصور»

  1. كلامك سليم وكثير ماأرى هذه الامور ..واقربها مثال حصل معي انا مع مديرتي عندما آعصر كل مالدي من أفكار مع التنفيذ ايضا .اجدها!!تنسب جهدي وافكاري لها وبكل ثقة .فلم يكن لدي الا السكوت لانني لم أشغل وظيفه رسميه .فحقي مهضوم وهى ترا انني قلب القسم الا انها لاتعترف امام الغير بذلك

  2. الاستاذ عبدالعزيز سلمه الله
    لم نصل الى مرحلة الحمايه الفكريه بعد واني اتسأل عن الية الرقابه على بيع الدخان في المحلات التجارية وهل يطلب البائع بطاقة الهوية الوطنية اويعتمد على الفراسة بحجم الزبون مع ان واقعنا الان الابن في مرحلة المراهقه اطول من ابوه .
    من ناحية المدير له الحق في افكار موظفينه ليس جديد ومن يطلب التصور لايستطيع القيام بعرض الفكرة ومراحل تنفيذها ونقاط الضعف والقوة.

  3. ابو محسن كتب:

    اصبت عين وكبد وقلب الحقيقة عندي مثال بجواري وانا اكتب هذه الرسالة برقية خطية من أعلى الهرم (عطنا تصور) وصلت الي في آخر السلم ولن يظهر فيها الا العتبات الأولى من السلم والبقية والتي تقوم بالعمل لا وجود لهم

  4. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذنا الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    القارئة الكريمة فارسة كفت ووفت .. اصلا ماعاد فيه كلام.. والله شئ مخجل يابو احمد
    احنا قراءك صرنا نستحي منك .. من عام 2006 وسوينا وفعلنا.. طيب بس واحد
    خطاب وسطرين والا شهادة من ابو ريالين وحفلة صغيرة لو ببراد شاهي .. وانا
    من رأي يابو احمد واحد قاعد معايا الان يقول لي .. لو انا من السويد والله لااشترك
    لا في جمعية كتاب رأي ولايحزنون .. لكن المفرح في الموضوع يابو احمد واللي يدل
    على مكانتك استاذنا قراءك الكرام وشرف لي ان اكون منهم حافظين مقالاتكم عن ظهر
    غيب .. وصحيح عندما قالوا الكلمة الصادقة تنحفر في العقل .. الله يزيدك رفعة يابو احمد
    وان شاء الله تصير وزير الرأي يارب ياكريم بحق الليلة الفضيلة وشكرا

    • فارسة كتب:

      تحية وتقدير للأستاذ/طارق حسني
      اقتراحك لمنصب وزير( جيد ). . ولكن ليه ما يكون وزير التنمية المستدامة. .
      اقتصادية-بيئية-اجتماعية.
      لأن الرأي مسروقن . . مسروق.
      طيب وش رايك تعطينا تصور?

التعليقات مغلقة.