الإخوان في امتحان

يربط الكاتب المصري جلال أمين بين الثورتين التونسية والمصرية، من زاويةِ ما طُبِّق تحت عنوان «خطط الإصلاح الاقتصادي» التي جرى العمل بها في البلدين. كان التوجه لمواجهة القضايا الاقتصادية واحداً تقريباً، يعتمد على وصفات معروفة للمؤسسات الدولية: تشجيع الاستثمارات الأجنبية، فتح الأسواق، الخصخصة، وخفض الدعم. بدأت تونس قبل مصر بسنوات قصيرة في التطبيق، والمصادفة أن ذلك جاء مع تولي زين العابدين بن علي للسلطة في تونس، فحاز على إشادات من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي الكلُّ يتذكرها. لحقت مصر بتونس، ولكن ببطء، وحينما جاء نظيف إلى رئاسة الوزراء في مصر أسرع في التطبيق، فحاز أيضاً على شهادات الإشادة. الأسبقية في الإشادات الدولية كانت أيضاً أسبقية في اندلاع الثورة وسقوط النظام، كانت البداية في تونس، ولحقتها مصر. وفي كتابه الذي صدر مؤخراً بعنوان «ماذا حدث للثورة المصرية»، يشير جلال أمين إلى أن البنك الدولي وصندوق النقد الدولي حينما تَصدُرُ منهما الإشادات بالتقدم في ما يطلق عليه «الإصلاح الاقتصادي»، لا يأتيان على ذكر الآثار السلبية الناتجة من تطبيق خططه، مثل تفشي البطالة وازدياد مستويات الفقر مع اتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء، وأضيف إلى ذلك ارتفاع مستوى الفساد.
مصر اليوم على أعتاب عهد جديد. وعلى رغم عدم إعلان النتائج النهائية رسمياً، تؤكد حملة حزب «الحرية والعدالة» تقدُّمَ مرشح تنظيم الإخوان المسلمين الدكتور محمد مرسي في سباق الرئاسة بفارق ضئيل، مع تشكيك مستمر من حملة الفريق أحمد شفيق. الموعد المعلن للنتائج النهائية هو مساء الأربعاء أو صباح الخميس، ولكن لم يظهر في الحملات الانتخابية ما يؤكد رؤية اقتصادية جديدة للتنمية، والتعامل مع هذا الملف يختلف عن أسلوب حكم الرئيس مبارك، وهو الملف الأبرز الذي أوقد شرارة الثورة أو سمح لها بالاستمرار وغذاها بالحشود.
إذا فاز تنظيم الإخوان المسلمين بالرئاسة في مصر، فهو على أعتاب امتحان جديد، وإذا لم يكن قد جهَّز رؤية اقتصادية مختلفة قابلة للتطبيق تبتعد عن وصفات المؤسسات الدولية وتحقق انفراجات يلمسها المواطن المصري، فهو لا شك سيخسر على المدى البعيد.
هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليقان على الإخوان في امتحان

  1. الاستاذ عبدالعزيز. سلمه الله
    ليس بعيد رغبة الاعبين الكبار في الشرق الاوسط الكبير اعطاء الفرصة للاخوان للظهور بوجه حدثي لنظام الحكم الاسلامي في القرن الواحد والعشرون . ان مايحصل في مصر بداية مرحلة جديدة للمنطقة

  2. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذنا الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
    الله لايوفق صندوق النقد الدولي ولايوفق اللي وراءه والله يابو احمد ماجاء من وراءه الا
    المصائب .. خصخصة وماجاء من وراءها الا كل شئ زي الزفت الله يعزمن يقراء ..
    تفتكر من زمان ايام كانت الامور كلها حكومية .. تفتكر يابو احمد الخطوط السعودية من زمان
    كيف كانت .. يابو احمد القطاعات اللي تشرف عليها الحكومة لها مكانة ولها هيبة .. خذ عندك
    الهاتف كل يوم وطالع لنا شركة وهات ياتوزيع ارقام يقعدوا يأذوا في خلق الله ..
    والاخوان في مصر والا الضفة الثانية من جهة عم شفيق .. اذا مااصلحوا النئية ماهو اللية
    مافي فائدة راح يرجع الكتان كما كان وامجاد ياعرب امجاد وشكرا

التعليقات مغلقة.