تجاوزت سخونة الصيف درجات الحرارة المرتفعة إلى سخونة سياسية في المنطقة العربية حتى تكاد تنفجر، وكأن هذا العام عام استثنائي وما قبله لم يكن سوى مقدمات، وهناك شبح حرب يخيم على المنطقة رغم تعدد التصريحات بأن لا حرب هناك، ومنها تصريحات رؤساء دول بأنهم لا يتوقعون حرباً ولكنهم يحشدون القوات! في ظل ظروف متأزمة مثل تلك يخطئ السياسي حينما يستفز شعبه أو بعضاً منه بقرارات أو تصريحات، وأتوقع أن القيادي في حزب المؤتمر الوطني الحاكم السوداني نادم على تصريحه عن لحس الكوع، إذ نقل عنه قوله إن من يريد إسقاط النظام في السودان عليه لحس كوعه أولاً! في رد على دعوات للتظاهر احتجاجاً على الغلاء وارتفاع الأسعار مع خفض الدعم عن الوقود، المعارضة تريد استثمار ذلك لإسقاط النظام، ولحس الكوع إشارة إلى التحدي والاستحالة وهو مثل محاولة أحدهم أن يطبع قبلة على أذنه أو يعضها إن شئت، شريطة ألا تكون أذناً بلاستيكية.
في مثل هذه الظروف الساخنة والتي تبقيها سوء الأحوال مع أخبار الفضائيات مشتعلة أكثر، الشعوب تصبح حساسة جداً لكل تصريح، والنماذج أو البروفات أمامها يميناً ويساراً، فكيف إذا كان تصريحاً استفزازياً متحدياً مثل ذاك، ورأينا كيف أن «لحس الكوع» ساهم في وضع عنوان رابط اختطفه المنظمون للتظاهرات في السودان لتنتشر، فشاهدنا على الفضائيات بدايات احتجاجات مستمرة تشبه ما حصل في دول عربية أخرى، فـ«لحس الكوع» تشبه «خليهم يتسلو» التي نقلت عن مبارك فعشنا لنرى مرسي بدلاً من حسني! وفي السودان يتذكر المتابع منذ سنوات قليلة أن مجموعة من السيارات المسلحة للمعارضة اخترقت الحدود من تشاد ووصلت إلى الخرطوم وكادت تستولي عليها، بمعنى أن إسقاط النظام ليس صعباً إلى تلك الدرجة، فإذا غاب القذافي المتهم بدعم المعارضة فهناك مصادر خطر أخرى، ثم ان لحس الكوع على الشباب أيسر بمراحل من حرق الأجساد، المنطقة تعيش زمناً أحرق بعض الشباب أنفسهم احتجاجاً ويأساً من واقعهم في بلدان عربية، يمكن لآخرين مثلهم أو يعيشون أوضاعاً تشابه أوضاعهم لحس أكواعهم، يفترض هنا ألا يقوم الأمن برد عنيف على المتظاهرين في السودان حتى لا تكسر ذراع أحدهم فيتمكن من لحس كوعه!
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
الاستاذ عبدالعزيز سلمه الله
لم يستغرب احد تصريح لحس الكوع من انقلابيون اتو للاصلاح وتمتعوا بالخيرات دون سائر الشعب
مشكلة تلك القيادات العسكرية أن كل منهم يطبل للقيادة لإثبات الولاء للنظام فتزداد الغشاوة على أنظار الرئيس أكثر مما هي .
استاذنا الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
تبغى الصراحة يابو احمد .. بعد ماشفت فيديو للقذافي وهو ممسوك والبشر قاعده تجره تقول ذبيحة
ابصم بالعشرة .. انه ماعاد فيه لعب .. لحس كوع لحس بطن .. هذولا ناس بقر اجاركم الله ..
مايفهموا الا بالنفاضة .بس قليل من الحياء وشكرا