«ما فيه جوائز»!

بدلاً من الحديث عن أسباب إجبار المواطن في السعودية على خيار وحيد للتنقل، يكون الحديث عن ارتفاع استهلاكه لوقود البنزين! فهو حسب «أرامكو» الأول استهلاكاً لهذا الوقود في العالم، وهي أولوية لا يحصل منها على جائزة بل نصائح لا تخلو من لوم طافح، وتلاحظ أن الجهات أو الأجهزة والشركات في بلادنا تحقق دائماً جوائز «الأول» و«الأفضل»، وحده المواطن إذا تصدّر سكان العالم في شيء ما، يتم التذمر منه، ولا أحد «من المسؤولين» يرفع صوته مصرحاً بالأسباب، من الذي أعطى امتياز النقل الجماعي لشركة لم تستطع الوفاء بهذه الخدمة لتكون جاذبة ومعقولة ويستمر في تمييزها؟ ومن الذي غفل أو تغافل أو أعاق إنشاء شبكة مترو وقطارات وباصات منذ زمن بعيد؟
لم يكن أمام الفرد سوى جمع السيارات… وبالتقسيط أمام منزله، فهل كان هنا للمستفيدين دور يا ترى؟.. الله أعلم. ثم هل سوء استخدام السيارة هو السبب في زيادة استهلاك الوقود أم كونها وسيلة التنقل الوحيدة؟ ولا يجري ذكر «فوز» وكلاء سيارات بأنهم الأفضل «مبيعاً» في الشرق الأوسط، فهذا من الريادية ودليل على النمو المتسارع!
قدّم مهندس نفطي في «أرامكو» نصائح ثمينة لسائقي السيارات لتقليل استهلاك وقود البنزين، كل إجراء يقوم به سائق المركبة يخفض الاستهلاك بنسبة محددة، إذا جمعت هذه النسب ستكتشف أنه يمكن لسائق المركبة بيع الفائض من البنزين «آخر النهار»!
حينما كانت وزارة النقل تفاخر بمد الطرق الطويلة لم تفكر باختصارها على الناس، بل أمسكت برخص النقل حتى أصبحت أكبر «فقاسة» لسيارات الليموزين وما في حكمها. الواقع أن بلادنا من ناحية «استراتيجية» النقل مجهّزة لتشجيع إنتاج مصانع السيارات العالمية، وحينما بدأ التفكير في القطارات برزت الخبرات… الإسفلتية!
***
يظهر أن هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات جادة في تحديث معلومات شرائح الجوال مسبقة الدفع أو إلغائها، إذ أعلن عن تاريخ معين لهذا الإجراء، والغريب أنه منذ بروز هذه الظاهرة السيئة والأصوات تعلو مطالبة بمواجهتها، مع «تطنيش» معتبر من قبل الجهة المختصة، ما الذي تغيّر حتى يصبح الأمر جدياً ويحدد تاريخ؟ فلا يقال «في الأشهر القريبة المقبلة»، أو «القريب العاجل» كما تعودنا، لست أدري، لكني أخمن واحداً من اثنين إما أن الشركات اكتفت وشبعت، أو أننا حققنا رقماً قياسياً عالمياً في «استهلاك» تلك الشرائح لن يصل إليه أحد.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

4 تعليقات على «ما فيه جوائز»!

  1. الاستاذ عبدالعزيز سلمه الله
    لقد اخذنا التطور والتمدن بخصوصيتنا وتم التركيز بشكل كامل على مدى الطرق واستخدام السيارات بشكل وانظمة قتلت كل وسائل النقل الاخرى بمافيها ماخلق الله ونزل في كتابه المبين . كبر المساحة واختلاف التضاريس تحتم العودة للطبيعة واستخدام كل شي مباح .
    تاخرت شركات الاتصال كثيرآ في تسجيل بيانات مستخدمي الشرائح مسبقة الدفع وفي الوقت الراهن الشق الامني لسلامة الجميع يحتم الاسراع بذللك

  2. سعد العريفي كتب:

    دوما جميل طرحك نفع الله بما تكتب دمت بخير أبا أحمد.

  3. عندما تفكر الدولة بدلا من المواطنين فنحصل على نتائج كتلك.

  4. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذنا الحبيب ابو احمد السلامعليكم ورحمة الله وبركاته :
    ولامؤاخذة يابو احمد تم تفعيل قرار الشرائح المذكورة عشان الكركبة اللي حاصلة وشكرا

التعليقات مغلقة.