الدمار… رسالة بشار

مع أن التركة مغتصبة وأصلها حرام، رفض الوريث التنازل ولو عن جزء منها، طبيب العيون مصاب بعمى البصر والبصيرة، فرط في كل شيء، التنازلات في قاموس السياسة العربية لا تتوافر، خصوصاً إذا كانت للشعب المطيع، فليس له سوى المنازلات، وها هو الأسد يدمّر سورية على رؤوس «الأمة الواحدة ذات الرسالة الخالدة»، يثبت بشار الأسد أن الاستبداد لا يختلف كثيراً عن غزو أجنبي غاشم، النتيجة واحدة في القتل والتدمير وعدم استثناء حتى الأطفال والعزل الهاربين من جحيم النيران، يلاحقهم على أطراف الحدود، والجيش «العربي الوطني» وضع كل قوته وسطوته وجبروته في مواطنيه السوريين، الجيش الذي لم يطلق طلقة واحدة لاستعادة أرضه المحتلة يطلق كل النيران في صدور مواطنيه، كانت زمرة الأسد تفاخر بأن الجيش السوري جيش عقائدي، لكن العقيدة هنا لم تكن سوى عبادة الصنم الأب والصنم الابن.
تم سحق العراق العربي بقوات الولايات المتحدة، وحلفاؤها قاموا بتجربة كل أنواع الأسلحة، أخرجوا شياطين الطائفية، غذوها واستغلوها، ثم نصبوا على بلاد الرافدين صنيعة لهم لم يحقق النجاح في انتخاباتهم الديموقراطية واستمروا في حراسته، هنا تبخرت الديموقراطية! والعراق يستمر في دفع الثمن، وها هي سورية تسحق وتدمر بقوات الحاكم المستبد وحزبه الخالد، في النتيجة يخبرنا المشهد – أو هكذا يراد لنا – أن لا فرق بين غزو أجنبي فائق التقنية وبطلائع هجينة، وحاكم مستبد لم يخرج أسلحته من مخازنها إلا لقتل شعبه، وكأن لا خيارات أخرى يمكن من خلالها انتقال السلطة إلا على تلال من الجثث.
لا يختلف طبيب العيون بربطة العنق المتعلم في الغرب عن ضابط صغير مريض بجنون العظمة، خرج من ثكنة عسكرية ليستولي على الحكم، بشار الأسد صورة أخرى لمعمر القذافي، ولا يستغرب أن يكون الأخير معجباً به وبأخوته كما ذكر أمين مراسم القذافي نوري المسماري في حوراه مع صحيفة «الحياة». الإعجاب ناتج من تطابق الصفات، وجد القذافي شبيهاً له، والخيط الرفيع في العلاقة مشاهد في التعاطف قبل وبعد السقوط.
كانت لحظة هروب ابن علي من تونس لحظة صاعقة فاصلة، من سقط ومن يوشك على السقوط لعنوه عليها، فجرت لحظة الهروب تلك حقيقة هشاشة السلطة المستبدة، مثلما أشعل حريق بو عزيزي الجماهير.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

5 تعليقات على الدمار… رسالة بشار

  1. الاستاذ عبدالعزيز سلمه الله
    مايحصل في سوريا هو واقع الانسان في اصقاع العالم يبحث عن العدل والمساواة والحياه الكريمة ولاتاتي ديمقراطية الى بثمن باهض يدفعه الانسان .
    ان مايحدث حولنا لدرس عظيم للاصلاح العادل ……….

  2. طارق حسني محمد حسين كتب:

    أستاذنا الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الان بشرتنا يابو احمد الله يبشرك بالجنة ان هذا الطاغية دكتور عيون الله يقلع عيونه وعيون
    من اعطاه الشهادة وان اقول يابو احمد رغم كل الصور والتقارير اللي تبثها الوسائل
    المرئية والمقروءة ماطس ولاشاف ايش بيسير في شعبه بائن انه أعمى بصيرة والاهم انه
    أعمى قلب الله ينتقم منه شر انتقام ويعوض الناس اللي ماتوا اولادهم خيرا انشاء الله وشكرا

  3. عبد العزيز آل عمرو كتب:

    السلام عليكم
    هل من المعقول ان كل المفكرين والصحفيين والكتاب و الادباء في الخليج وبالذات هنا في السعودية يفكروا بنفس التفكير
    حول معظم القضايا الراهنة … وبالذات القضايا الساخنة كالازمة السورية ؟؟ حتى الشيوخ في المساجد … نفس الخطاب
    السب و اللعن وتآجيج الفتنة وزيادة الحقد والكراهية … هذا في المسجد … تصور … و نفس الشي بالصحف . ما رأيك ؟؟؟!
    بدلا من العمل على ايصال افكار السلم والحض على الحوار بدلا من القتل …
    انا حقيقي مندهش … لماذا جميعنا نفكر نفس التفكير … نفس المواقف …
    هل نجامل الحكم … ام قصور في الفهم و قلة الخبرة ؟
    كذلك لاننسى ان هناك الملايين من السوريين لايؤيدون هذا الاسلوب في مواجهة السلطة … ومنهم كتاب ومفكربن وشعراء
    ومشايخ .. ومنهم من تجاوز الثمانين و التسعين … اي ان سنهم يجعلهم اكثر صدقا واكثر خبرة .
    وبالتآكيد نحن نعرف عن تفاصيل حياتهم اقل منهم بكثير ..
    اي انسان عاقل سوا كان سوريا او غير سوري يجب ان يقف ضد اسلوب القتل عند الاختلاف … الحوار هو الحل
    الجميع مع الحكم ليس حبا فية بل كرها في القتل و من وراء القتلة … ومنهم اللصوص والمحكوم عليم الهاربين
    والسجد … والفاشلين وبعض الطيبين المغرر بهم بالكلمة .. و بالجنة .. وبعضهم بالمال … ومعهم طبعا ساركوزي وشلتة من الغرب …. هذة حقيقة .
    في الحياة لايوجد اسود و ابيض .. صدقني ان المعارصين لو استلموا السلطة قد يتحولوا الي متوحشين واكثر شراسة
    من النظام الحالي .
    برأيك هل اوردوعان وساركوزي او هولاند هذا الجديد وشلتهم في الغرب .. يهمهم حياة الشعب السوري
    طريق العنف .. طريق همجي … الحيوانات فقط يتقاتلون .
    وللاسف الشديد نحن هنا جميعنا نحرض على القتل !
    اخوي عبد العزيز .. تعجبني كتاباتك عن هموم الناس … على كل المستويات … رائعة ..
    ولكن عندما بدآت تكتب عن الازمة السورية … اندهشت
    اللة يرضى عليك .. اترك السياسة … واكتب عن ازمة السكن … والتعليم و الادارة … و الفساد … وازمة المواصلات
    والاسعار … والكهرباء و المياة … والعادات السيئة في مجتمعنا … هذة حياتنا .
    مع التحية

  4. عبدالعزيز الهزاني كتب:

    أخي الكريم عبدالعزيز ال عمرو
    من المشاهد فى عنوان المقال أن المرسل هو بشار الاسد.. وهو المقصود والمشرع الاول لهذا الدمار. ودم البشر الذي يجرى جريان الانهر.. لا يفرق بين غريب وكبير وصغير .. وكأنها حرب ضد الانسانية .. أخى الكريم حين أستشهد الكاتب بأبن على فكأنه أطلق أبن على من تهمة سفك الدماء.فأبن على بكل بساطه ..فر .. وترك البلد للثورها.. أما ما نشاهده فى خطاب,وأفعال الاسد كأنه الوصي على الارض السورية وما عليها .. مصوبا الجيش العربي السوري على أبنائها.. فأين العدو.. سيدي الكريم عبدالعزيز ال عمرو حين نشاهد هذه المشاهد يجب أن ننطق .. ونريد من كتابنا أن يسطرو موقفنا من هذا الاستبداد.. فهو من صلب حضارتنا وثقافتنا العربية التي أصلها وهذبها الدين الاسلامي الحنيف..” أنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”.. فعذرا سيدي الكريم
    تحياتي

  5. عبد العزيز العمرو
    اتق الله ولا تدافع عن سافك الدماء

    نعم بن علي يحتاج الى شكر على موقفه ولا أقول هروب بل انه عرف أن بقائه ليس بصالحه أو صالح شعبه فقرر الرحيل جراه الله كل الخير

    المشكلة هي في أن بشار قد تكون عنده القناعة بضرورة رحيلة ورغبة عارمة بحقن دماء شعبه ولكن الأمر يا أخي أكبر من ذلك فهو يأتمر بأوامر خارجية منذ أن تسلق الى الكرسي ومن جهات متعددة افعل ولا تفعل ابق أو ارحل والعاقبة لمن اتبع الأوامر والا فان العقاب هو ما ينتظره اضف الى ذلك فريقه الذي لو خلع عنهم لسقطوا وداستهم الاقدام ولذا فانهم لا يسمحون له باتخاذ قرار التنحي.

التعليقات مغلقة.