في أكثر من مناسبة، دعا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى الابتعاد عن التصنيفات المذهبية أو الفكرية أو المناطقية وعن استخدام لغة الإقصاء. تمت هذه الدعوات على فترات زمنية مختلفة، كان آخرها في شهر رمضان الكريم. ومثل هذه الدعوة الملكية، في تقديري، أشبه بمرسوم أو مراسيم ملكية، بل إن تكرارها بين فترة وأخرى يشير إلى الأهمية والإصرار عليها، والتحسب لنتائج عدم الأخذ بها. لكن السؤال: هل تمت ترجمة هذه الأفكار على أرض الواقع، بما يحصد نتائج ملموسة تلمسها أنت وأنا؟
الحقيقة تقول ومن خلال زيارات بسيطة لمواقع ما يسمى بالتواصل الاجتماعي، أو متابعة ما يدور في وسائل اتصال أخرى، إن ذلك لم يتحقق، بل إن المراقب يرى توثباً عجيباً للإقصاء يتزايد، والأدهى أنك تشم رائحة الفرحة أحياناً في اصطياد ما يزيد الفرقة، ويكثر من الشروخ في المجتمع، تصيد يبحث عن الاختلاف للنفخ فيه، وربما يستخدمه للاستقطاب الجماهيري، التطرف يستقطب أكثر من العقل والحكمة، فالوسطية لا جمهور لها.
ولا أستطيع تحميل مركز الحوار الوطني كامل المسؤولية عما أرى أنه فشل في ترجمة تلك الأفكار الجميلة على أرض واقعنا، بما يحمي المجتمع والوطن، لكنه مع احترامي للعاملين فيه، وبينهم أصدقاء، إنما يبقى – أي المركز – في مقدم الجهات المسؤولة. هناك حلقات مفقودة أدت إلى عدم تحقيق النجاح المنشود، والمهمة الواجب العمل عليها بجد واجتهاد، البحث عن هذه الحلقات المفقودة، القصة ليست في أدبيات أو مجلدات عن محاضرات فعاليات شاركت فيها أعداد من المواطنين، بقدر ما أنها نتائج ذلك في السلوك والحوار الجامع، الذي يفترض أن يبقى وتترسخ جذوره في المجتمع.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
أستاذي الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صدقت يابو احمد إحنا احسن ناس تجيب المقاضي لكن بعد مانجيبها نعطيها
للطباخ وهو ياكلنا على كيفه بارز محروق بارز ملحه زائد وعلى قولك يابو احمد
أبونا ابو متعب واقصر لكن اليد الواحدة ماتصفق وشكرا
الاستاذ عبدالعزيز سلمه الله
يجب الاعتراف بان الاقصاء المذهبي موجود بقوة والمناطقية اشر واقسى وفي اعتقادي السبب في نموها وسائل الاعلام المقروة والمسموعة ولازال معظم الناس قطيع يسهل اقتياده بتلك الوسائل ….
يجب على مركز الحوار الوطنى تبنى مشروع لهجة سعودية لجميع مناطق المملكة وتدرس في المدارس ليتم استخدامها بين المواطنين . لقد تم نحر اللغة العربية في مدارسنا وحياتنا منذ سنين ………
سيدي العزيز الكريم عبدالعزيز
مع تقدم وسائل الاعلام والدور المهم الذى بدأت تلعبه الوسائل الحديثة فلا زال الاعلام قابع فى ” صومعة الفكر الحجري” -مع شديد الاحترام للأستاذ سعد البواردي- وبالرغم من ثبات رؤية “قمر” فشلها الذريع من خلال مشاهدات المواطن لليو توب , وعزوف المواطن عن متابعة منابرها… وشدة تلهف المنابر الاخرى على المشاهد “المواطن” . لا زالت تزعم بأسطوانة “طامي” المشروخة….وحين شمرت ساعديها لم تجد سوى “قص ولصق” لبرامج مستنسخه تافهة المحتوى, هزيلية الوسيلة والهدف. أعتقد أن الدور الرئيس يقبع على الأجهزة الاعلامية لتعزيز هذه الرسالة وتأصيلها فى فكر ” المواطن ” أما تجسيدها الى سلوك مواطنة…لوطن واحد .أمة واحدة. شعب واحد تجمعه ثقافة واحدة. فأنت سيدي العزيز تسأل عن ما هو ابلغ وأتم من هذا بكثير..
تحياتي سيدي وأخي فى الوطن عبدالعزيز