«وين الملايين؟!»

حتى تستمتع بالمسلسل اهتم بالتفاصيل، دقق وتأمل ثم اطلق العنان لخيالك، و«عيش الجو»، استعجال معرفة النهاية يخالف غرض صناعة المسلسلات من أساسها، كما أنه يحرمك المتعة.
مسلسل محاكمات «كارثة جدة» مترع بالتفاصيل اللذيذة، من فوائده كشف المستور أو الذي نقول إنه مستور ثم نصدق ما نقول.
أنت وأنا تُعلق على أبواب منازلنا أكياس فيها مطويات دعائية سنارة لشفط ما في الجيوب مع أرقام عمالة هاملة لا يُعرف أهدافها، وربما كيس آخر فيه شرائط وعظية، ومطويات للتذكير فالذكرى تنفع المؤمنين، أما موظف الأمانة والبلدية «تمت تبرئته» فيُعلق على باب منزله كيس من نوع آخر، كيس يحتوي على لوحات سيارة مرسيدس – بنز «لم يذكر هل هي من نوع كوبيه أو سيدان لكن المؤكد أنه لم يدن».
وبعض منا يضع في صندوق الطرد بدورة المياه -أعزكم الله – كيساً بلاستيكياً مملوءاً بالماء أو «قطعة بلك» اهتماماً بالترشيد ومعرفة لقيمة نعمة الماء، لكن موظف الأمانة الكبير يلفز و«يدخر» الملايين أو ما يطلق عليه «تحويشة العمر»، «يلفزها» في الدورة نفسها ولما فاضت «السيولة» اخترع «ملاجئ» عدة متفرقة لما تبقى حتى أصبح المنزل مفخخاً بالأوراق النقدية، لم يعد «تحت البلاطة» موقع آمن.
وتشير المصادر إلى أن مسلسل محاكمات وإعادة التحقيقات في كارثة سيول جدة سيطول، حتى أننا سنتجاوز ما عهد من طول المسلسلات المكسيكية والتركية لنحقق رقماً قياسياً آخر، وأنّ مَنْ على المسرح ليس مقتنعاً بدوره فقط بل ومستمتعاً به، ولا نعرف هل هناك بدلات خاصة للموظفين في هذه التحقيقات والمحاكمات، لكن الاستمتاع حاضر مع توالد مقاطع الإثارة في المسلسل من نوع كيس المرسيدس وملايين دورة المياه. فلماذا لا تستمتع أنت إلى أن يأتي سيل آخر يصبح أو يمسي الجلسات المنعقدة؟

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

4 تعليقات على «وين الملايين؟!»

  1. الاستاذ عبدالعزيز سلمه الله
    ضاعت الملايين بين العيب والجيب . الله يرحم حال المستحين من الشعب النبيل ان رفعها في الشارب وان نزلها في اللحية …….

  2. عبدالعزيز الهزاني كتب:

    سيدي العزيز عبدالعزيز
    من الشائع.. أن أول من وضع النقاط على الحروف العربية هو أبى الاسود الدؤلى,بينما يوجد أقوال بأن التنقيط كان موجودا لدى العرب وقيل ان من وضعه مرار ابن مرة وأسلم ابن سدرة ,اخرا لا أذكرة.. ولكن أبى الاسود “ظالم أبن عمرو ابن سفيان الدؤلى” هو من نقط القرأن…. ولذا أشتهر هو …… أنتهى

    أما ما علاقة هذا بمقالتك سيدي العزيز عبدالعزيز…..؟ لا علاقة…! على “..كيفى..” عندك أعتراض …! أرفع على قضية…؟
    أحدهم قال:- “…هدف بدون خطة هو مجرد أمل”…
    روي أن تيمورلنك التفت الى جحا بينما هو جالس عنده : يا جحا الخلفاء يسمون أنفسهم “المنتصر لله” “الحاكم بأمر الله” فما رأيك أن أتخذت أسما ما يكون … فصمت جحا قليلا ثم قال ” العياذ بالله”.

    تحياتي أبو أحمد

  3. السروي كتب:

    انا في اشد الدهشة والاستغراب ممن لديه ذرة عقل انه لايزال يصدق ان هناك شيىء اسمه التحقيق في كارثة جدة او غبرها من الطوام والكوارث التي المت بنا
    فالعملية برمتها مجرد مسرحية هزلية للضحك على البسطاء والدهماء من الناس منذ بدايتها – فهل من المعقول ان يحاكم الفاسد نفسه ????

  4. طارق حسني محمد حسين كتب:

    أستاذنا الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أبغى اهديك اغنية فيها مقطع بالمرة عال يابو احمد يقول راح الشتا وجانا الشتاء
    وانا انتظاري الى متى أتذكرك مثل الغريب اللي يتذكر ديرته ..كارثة جدة ايش
    يابو احمد خلاص يابو احمد .. حط في الخرج واللي بعده الله يستر وشكرا

التعليقات مغلقة.