منظمة التعاون الإسلامي و «الفيلم المسيء»

وصلني رد من منظمة التعاون الإسلامي على مقال «57 دولة بإمكانها فعل الكثير»، هذا نصه:
نود أن نبعث إلى سعادتكم أصدق عبارات التحية والتقدير، معربين عن بالغ الإعجاب والإكبار لما نلمسه في مقالاتكم من عمق في التحليل والطرح. ونحن في منظمة التعاون الإسلامي نشكر لكم كثيراً اهتمامكم المقدّر بنشاطات هذه المنظمة الذي يعبر عن وعيكم بأهميتها، باعتبار أن المنظمة تجسد الصوت المؤسسي للعالم الإسلامي، مؤمّلين أن يستمر هذا الاهتمام ويتواصل.
لقد اطلعنا على مقالكم المنشور في صحيفة «الحياة» في عددها الصادر يوم الأحد 16 أيلول (سبتمبر) 2012 بعنوان: «57 دولة بإمكانها فعل الكثير!»، والذي تعرضتم فيه بنوع من النقد لموقف منظمة التعاون الإسلامي إزاء الفيلم المسيء للنبي صلى الله عليه وسلم. وتجدون برفقة هذه الرسالة البيانين اللذين أصدرتهما المنظمة في هذا الشأن. لكن لمزيد التوضيح، يسرنا أن نلفت عنايتكم الكريمة إلى أن الجهود التي تقوم بها المنظمة لمواجهة حملات الكراهية ضد الإسلام ومقدساته وضد ظاهرة الإسلاموفوبيا عموماً بدأت منذ سنوات وبوتيرة متصاعدة، وفي مختلِف المحافل السياسية والثقافية الغربية. وتُوج هذا المسعى الجاد للمنظمة بنجاحها الباهر في استصدار القرار رقم 18/16 الصادر من مجلس حقوق الإنسان في جنيف التابع للأمم المتحدة في آذار (مارس) 2011. ونص هذا القرار على «مكافحة التعصب والقولبة النمطية السلبية والوصم والتمييز والتحريض على العنف وممارسته ضد الناس بسبب دينهم ومعتقدهم». وتمكنت المنظمة بفضل جهودها المكثفة من استصدار قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة وبالإجماع في كانون الأول (ديسمبر) 2011، وهو قرار يؤكد ويدعم قرار مجلس حقوق الإنسان رقم 18/16، إضافة إلى نجاح المنظمة على مدى سنوات متتالية في استصدار قرار سنوي من الجمعية العامة للأمم المتحدة ضد الإساءة للأديان.
إضافة إلى ذلك، أنشأت الأمانة العامة مرصداً للإسلاموفوبيا يقوم برصد أحداث ظاهرة الإسلاموفوبيا يومياً، وتحليلها ونشرها في التقارير التي تُرفَع إلى مجلس وزراء الخارجية. ونحن في منظمة التعاون الإسلامي لا نستغرب أن تثير نجاحات المنظمة حفيظة بعض الكتّاب المغرضين في الغرب تحت دعاوى ما يسمونه «حماية حرية التعبير»، لكن يحزننا ألاّ تثير اهتمام بعض الكتّاب داخل العالم الإسلامي، فنحن نفترض أنها حقائق لا يمكن أن تخفى على كاتب واسع الاطلاع مثلكم. ونحن ندعوكم إلى زيارة موقع المنظمة الإلكتروني للاطلاع على نشاطاتها المختلفة:
www.oic-oci.org
شاكرين ومقدّرين لكم سعة صدركم، وتفضلوا بقبول فائق التقدير والاحترام.
إدارة الإعلام بالأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي
….
أشكر إدارة الإعلام بأمانة منظمة التعاون الإسلامي على الاهتمام وسرعة الرد، والجهود التي ذكرتها مقدرة لا شك، إنما في المحصلة نريد معرفة كيفية الاستفادة من تلك القرارات على أرض الواقع في مثل ما حدث أخيراً في «الفيلم المسيء»، وهل يمكن رفع قضايا على المسيئين وأين؟
ونقطة أخرى عن الاقتراح الذي أوردته في مقالي السابق، لماذا لا تعمل المنظمة على استصدار قانون يجرم الإساءة ويطبق في دولها الأعضاء؟ لماذا لا نبدأ من هنا؟

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

4 تعليقات على منظمة التعاون الإسلامي و «الفيلم المسيء»

  1. مقال جميل وتعقيب رائع ، وإجابة على سؤالك فقرارات الجمعية العامه غير ملزمه أما في مجلس الامن فلا نعلم من أين وكيف ستأتينا عوائق إصدار القرار المطلوب .
    وهذا لا يمنع المحاولة .

  2. عبدالعزيز الهزاني كتب:

    سيدي العزيز عبدالعزيز
    ” قد ” يكون التعبير بالاستياء والاعتراض على هذا ” الفلم المسئ ” مبالغا وملفت للأنتباه , ومؤكدا سيعزز تكرارها.(فى أعتقادي على الاقل).فأن رد الفعل الغربي بشكل عام, وأمريكا يشكل خاص وبأدعاء” منافق ” يعتليه التفاوت فى مفهوم الصحافة الحرة على الاسلام , ومعادات السامية. وحين لا تستطيع منظمة التعاون الاسلامي الضغط الان على المجتمع الدولى لأستصدار قانون يجرم معادات الاسلام أو الاساءة للأسلام. فقد تكرر الامر مع الدنمارك وقبله سليمان رشدي الذي أحتضنه الغرب.؟
    فلا يكفى أية عمل تقوم به المنظمة.. ولن أطرى أو أجامل الكل مسؤول … أكتفى.!
    تحياتي ابو أحمد

  3. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذنا الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    تبغى الصراحة يابو احمد الله يكون في عونهم اكثر من كده مايقدروا يسووا
    شئ لكن الاهم عندي هو التجاوب والله فيهم الخير وناس محترمين ..
    يابو احمد تشكي عن الحال هذا هو الحال وشكرا بس خلاص

  4. ابو محسن كتب:

    يبدو انهم لم يفهموا مقالك
    الذي فهمته من مقالك هو أن تحاكم السبعة وخمسين دولة من قام بانتاج هذا الفلم ومن شارك في التمثيل وتصدر احكام واجبة التنفيذ حال دخول حدهم حدود هذه الدول وأن تطلبهم هذه الدول عبر الانتربول وأن تفعل الاتفاقيات الأمنية والمتعلقة بتبادل المجرمين بحيث يقضون محكوميتهم في البلدان الاسلامية واحدة تلو الأخرى وليعتبر الاخرون ليس أن نقتل الأبرياء من الجانبين أمام السفارات هذا الدم المهدر ستسأل عنه هذه الدول يوم القيامة

التعليقات مغلقة.