إذا ظهرت ردود فعل رسمية لما يطرح فإنها لا تتجاوز معالجة نتائج أو الوعد بذلك، أما مناقشة الأسباب والإجابة الشافية عن أسئلة من نوع لماذا؟ ومن؟ وكيف؟ فهي تضيع في الزحمة.
هيئة المهندسين السعودية – وبحسب «عكاظ» – كشفت عن مهندس أجهزة طبية يعمل في وزارة الصحة ولا يحمل شهادة الهندسة، بل سبق تحويله إلى مجلس تأديبي في عام 2007، كما أن النقابة في بلده شطبت اسمه. والقضية أعمق من ذلك، لأن «المذكور»، يتولى عمل التالي «الإشراف على أجهزة الأسنان في جميع مناطق المملكة، مسؤول عن الدورات التعريفية بالأجهزة الجديدة للغسيل الكلوي، مسؤول عن نظام المواصفات في وزارة الصحة في جميع المناطق، على مدى سنتين»، فهذه الحلقة الضعيفة التي تبدو صغيرة سمحت وربما شجعت على كل هذا التسوس، تخيل معي أحوال تلك الأجهزة ونوعياتها.
وليس مستغرباً أن يتم اختيار موظف لا يفهم شيئاً في وظيفته لتمرير أجهزة أو معدات وأحياناً قرارات، مثلما يُختار موظف صغير ويضخم ليصبح جسراً تمر من فوقه أمور أكبر من استيعابه، يحصل على بعض من فتاتها. فإذا انكشف الأمر، كبش الفداء متوفر. ما سبق هو احتمال من ضمن احتمالات، أحياناً يأتي «الاختيار» من داخل الجهاز أو من خارجه، وأحياناً أخرى تلعب الذرابة والقدرة على تسويق الشخصية دوراً.
الأخطاء تحدث، ومن ذا الذي لم يأكل مقلباً في حياته، حتى الأجهزة الحكومية تأكل المقالب، لكن الفرق أن لديها إمكانيات أضخم وعليها واجبات أثقل، وينتظر منها الكثير، وما يتبخر عند ظهور مثل هذه الحالات هو إجابات عن أسئلة في غاية الأهمية، فمن الذي تعاقد مع صاحب مؤهل مزيّف؟ وكيف تم ذلك؟ هل لا يزال «من تعاقد» مع المذكور يتعاقد مع آخرين؟ هل لا تزال «مكينته» شغالة بقوة الأحصنة نفسها؟ وما مدى درجة استفادته من واقع متردٍّ ساهم في صنعه؟ هذه الأسئلة لا تجد إجابة بل إنها لا تطرح! لتستمر الماكينة في قذف المنتجات الرديئة نفسها.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
هي وقفت على اسنانا وفقك الله .. اعطيك المزيد من البلاوي . ووالامه وعلماؤها نائمون والكارثه انهم يعلمون .. ناس فسقانه وتبي تقاسمهم السلطه والمال معصي لو يخلونك فار تجارب ..
لا شك أن الشهادات الوهمية وباء خطير ازداد انتشاراً في الآونة الأخيرة في معظم الدول عموماً والدول الخليجية على وجه الخصوص، نتيجة تقديس الألقاب لدينا وإساءة استخدامها، إلى جانب غياب العقوبات الرادعة والكفيلة بالحد من انتشار هذا النوع من الشهادات. إن الحصول على شهادة وهمية هو جريمة لا تقل خطورة عن الجرائم الأخرى كالسرقة والتدليس وخداع المجتمع. ومن هذا المنطلق، لا ينبغي التساهل مع الشهادات الوهمية، لأخطارها الوخيمة على التنمية بوجه عام، وعلى بناء الإنسان وصحته بوجه خاص. فلا يمكن أن يتقدم أي بلد أو ينافس على المستوى الدولي وهو يعتمد على حملة شهادات بدون رصيد علمي، وكلنا نعلم من فترة ليست بالبعيده نشرت مجلة أمريكية أسماء سعوديين للأسف يحملون شهادات وهمية ولكن لم يتم التشهير بهم ومحاسبتهم وقس على ذلك بقية الجهات الحكومية الأخرى الذين يتربعون على الكراسي ومسئولين كبار يحملون شهادات من جامعات وهمية ولم تعترف بها وزارة التعليم العالي ومع ذلك يتولون المناصب العليا يجب التأكيد على أن استخدام هذه الألقاب الوهمية فيه غش واحتيال وتثبيط لهمم الجادين والجادات من أبناء الوطن الذين يسهرون الليل ويعملون في النهار من أجل الحصول على شهادات علمية من جامعات مميزة. وينبغي ألا ننسى أن التزوير والتدليس وغش المجتمع أمر منبوذ دينياً واجتماعياً، وربنا عز وجل يقول في كتابه الكريم ( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) كم يقول رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم «من غشنا فليس منا» ونحن للأسف ننسى بسرعة الزمن والعجلة تمضي دون إصلاح وعسى الله يصلح الأحوال … شكراً أخي عبدالعزيز نتابع ماتكتبه إياديك عسى الله يحفظها من كل مكروه ولك تحياتي وتقديري
الاستاذ عبدالعزيز سلمه الله
من اسباب التسوس الاداري الظلم في الترقيات وتقديم الاجبن على الاكفا لغاية في نفس يعقوب .
استاذنا الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
ابشرك يابو احمد اول امس جاءني واحد يصلح الدش التلفزيوني ماهو المائي الله يعزك ومن يقراء
طلع مدرس في الصباح وممرض في العصر ويصلح دش في الليل ومعاه بكالوريوس كهرباء
وشكرا للكهرباء