تخيل أن صديقاً دعاك لزيارته، فقام بواجب الضيافة. الطبيعي أن تكون ممتناً وشاكراً، لكن هذا الصديق كان من «الكرم» بمكان، ليقدم لك مبلغاً مالياً «محرزاً» أنت بحاجة إليه، لابد أن شعور الامتنان لديك سيصل إلى أقصاه، والأدب معه ومع أهله وربعه وجماعته سيكون من خصائصك الدائمة.
كريستين لاغارد مديرة صندوق النقد الدولي وجميلته، جاءت إلى السعودية وحصلت على دعم بمبلغ 15 مليار دولار «لدعم الاقتصاد العالمي من خلال الصندوق» بحسب «تعبير» وزير المالية السعودي.
في اليوم التالي خرجت «لاغارد» في صحيفة الاقتصادية لتقول ما يأتي: «إن التعامل مع أسعار الطاقة محلياً هو الطريق الذي يمكن للسعودية أن تلجأ إليه للسيطرة على حجم الاستهلاك الداخلي من الطاقة، مع الحرص أن تتم إعادة هيكلة برامج الدعم، بحيث لا يستفيد منها أصحاب الدخول الثابتة، أو الأشخاص والجهات الذين هم ليسوا بالفعل بحاجة إلى أي دعم». انتهى
وهي بكل بساطة تقول: ارفعوا أسعار الطاقة في الداخل على المستهلكين، وخصت ذوي الدخول الثابتة بالذكر، وصندوق النقد الدولي معروف بوصفاته الجاهزة، وهو مثل الطبيب الذي يقدم الوصفة نفسها لحالات أمراض مختلفة، فمن يشكو من صداع نصفي يحصل على نفس الوصفة التي تقدم للمصاب بنزيف في الركبة أو التهاب في «الجيوب» الأنفية، ولم يسبق للصندوق أن أعلن دراسة ميدانية عن أوضاع استهلاك الطاقة في السعودية، ومن حديث المديرة يتضح أنها لا تعلم من المستفيد الأول من دعم أسعار الطاقة داخلياً!، لكنها تتجرأ وتقدم وصفة جاهزة من «الصندوق» ذي الرائحة النفاذة.
أيضاً هي لم تحدد من ترى أنه بحاجة إلى دعم باستثناء صندوق النقد الدولي طبعاً وإدارته وموظفيه وجماعته المميزين، أما دعم الاقتصاد العالمي الذي قُدم كتبرير للمبلغ الضخم، فليس سراً أن السعودية دعمت وتدعم هذا الاقتصاد منذ أن دخلت مجموعة العشرين، بل إن كل المشاريع الداخلية الضخمة المشيدة وما تحت التنفيذ، والصفقات، استفاد منها الاقتصاد العالمي على شكل مئات الآلاف من الوظائف في البلدان المصدرة لسلع وخدمات احتاجتها المشاريع، وأتذكر خبيراً قال في ندوة إن كل ريال ينفق في الداخل على قطاع التشييد «فقط» تذهب منه 80 هللة للخارج!.
لم تستح لاغارد وهي تقبض خمسة عشر مليار دولار من قول ذلك وفي صحيفة سعودية. يحق للصندوق الحصول على دعم ولا يحق لأهل البلد الحصول عليه. صندوق «الشرارة» هذا لا يدس إصبعه في أمر إلا ويشتعل، ودون حاجة للعودة إلى سجل حافل تاريخياً، هاهي حرائق اليونان أمامنا تلتهب!
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
صندوق النقد الدولي وما ادراك ما صندوق النقد .. لا يتدخل في اقتصاد ما الا وكان كالسوسه التي تنخر فيه ولا تتركه الا بعد ان تمعن فيه الفساد .. ومسألة ان يتم دعم الصندوق بمبلغ خرافي يعادل ٥٦ مليار ريال مسألة محيرة فبربع هذا المبلغ نحل مشكلة تدني الخدمات الصحية لدينا بشكل كامل .. وبنفس المبلغ ( ربع ما تم منحه للصندوق ) نبني مدارس دائمة لمختلف المراحل التعليمية بدلا من المدارس المستأجرة وبنفس المبلغ ( ربع ما تم منحه للصندوق ) نستطيع ان نفعل أشياء كثيرة نحتاجها فعلا .. ولكن يبدو ان الصندوق اكثر حاجة منا !! .. نساهم بدون ان ندري ( او اننا ندري فعلا ) في دهورة اقتصاديات الدول الفقيرة من خلال دعم صندوق لا يبقي في الدول المقترضه لا اخضر ولا يابس الا وقضى عليه .. وهو بالمناسبة ليس صندوقا خيريا بل ان البعض يشبهه بمصاصي الدماء .. وفي الواقع هو كذلك
لا حيا, ,ولا بعضه
,,اللي اختشوا ماتوا.
الاستاذ عبدالعزيز سلمه الله
يقولون بالامثال مختلط سيلها بالابطح ….
عامة الجمهور ضايقهم الدجاج الله يكفي الشر لاتكون تغييرات بالطاقة تولع الشرارة.
ال الكاتب عبدالعزيز السويد
السلام عليكم
وجهة نظري المتواضعة انه جانبك الصواب من عدة نواح :
1- 15 مليار ليست هبه كما يفهم قارئ المقال ، وانما المبلغ وضع مبالغ في البنوك العالمية وبفوائد .. والاسهام هنا هو ابقاء المال النقدي ولفترة تجاوز مشاكل الائتمان العالمي الذي سؤثر على المملكة في انخفاض الانتاج العالمي من السلع والخدمات وبالتالي انخفاض معدل النمو العالمي والذي سينعكس على طلب النفط بالانخفاض / اذاً المشاركة ليست منةً على احد وانما ادراك للواقع المترابط ، ودون مس اموالنا فعلياً
2- اشرت ان طلب تحرير اسعار النفط هو سؤ ادب ، مع ان الاقتصاد العاملي يقوم على تحرير الاسعار الذي يعود على تنمية طاقات الانتاج للافراد ويزيد الناتج المحلي للدولة ، ويستفاد من الاموال التي كان تصرف لدعم البنزين مثلا في امور مباشرة لدعم الاحتياج الفعلي ، وتنمية الانتاج / ومانراه من تهريب البنزين للدول المجاورة الا بسبب ذلك … اخيرا في ظل ضعف ادارة الاقتصاد الكلي لدينا ونقص الخبرات التي تستطيع على تقديم منظومة متكاملة من التطبيقات التي تؤدي الى رفع مستوى الدخل والرفاهية وهو الهدف الاخير من ذلك .. فانا مع وجود الدعم .. ولكن اقول ان توصية الصندوق صحيحة ، ولكن نحن لا نعرف استمكال باقي الخطة
والله من وراء القصد /
احد الكُتاب يقول اني اتحسس مسدسي كلما سمعت بصندوق النقد الدولي .. فهو يعمل جاهداً الى استنزاف الموارد من دول الجنوب و إخضاعها لسيطرة دول الشمال و انعاش الاقتصاد في دول الانتاج بنهب ثروات الدول النامية ..
أن يترك تقرير مثل هده الأمور .. في أيدي ( أبناء) الصندوق .. اللذين تربوا في أحضانه .. ويرون فيه .. ولي نعمتهم .. وما وصلوا أليه …
واللذين يدفعون له وهم يرددون :
( كم منزل في الأرض يعشقه الفتى .. وحنينه أبدا لأول منزل ) .. ولا يستشار غيرهم .. كالدكتور عبدالعزيز الدخيل مثلا .. اللدي حذر …. ولايزال يحذر من ألأنجرار خلف الصندوق .. وخلف التقارير التي تصدر عنه .. وقد فند الكثير منها .. وأظهر التناقض الفاضح فيها …؛ ودون أن يقترن ذلك أيضا بأستشاره المحايدين .. ولا بقرار من المجلس الأقتصادي الأعلى … لأمر محير …. يجب أعادة النظر فيه
يا استاذ عبدالعزيز الناس ابشرك تعدت مرحلة تصديق مثل هذا الكلام الدعم يستفيد منه الشركات اكثر من المواطن المواطن عنده سياره والشركات عندها سيارات لمديريها التنفيذيين ( الأجانب طبعا ) وجماعتهم ومعدات و شاحنات و لا تنسا ان هناك مسافرين جايين من دول الخليج راحين لتركيا وسوريا وبلاد الشام وشركات الحج التي تنقل حجاج هذه الدول حسبت مره كم يعبي المسافر المصري الذي جاي من الأمارات وجت ان الحكومه السعوديه الله يحفظها تعطي كل سائق سياره مصري مكينه الفين سي سي سبعمائة ريال بيده وهو رايح مصر تعرف هذه المعلومه ولا لا انا لا اقول نرفع الدعم لكن ارجو ان يكون دعما مدروسا وان نضع طريقه لتوصيل الدعم لمستحقيه انا لم اتطرق للقطاع الزراعي وحاصه الألبان والتي محتكره من ذوي النفوذ يقومون بجريمه على الأجيال القادمه لأهدار الطاقه و المياه انا اتفهم ان يكون ذالك للداخل لكن الحاصل ان منتجات هذه الشركات يصدر لدول الجوار والشركات تضع فرق الدعم في جيوبها لأنها تبيع بأسواق الوقود فيها مرتفع نسبه
استاذ عبد العزيز هناك نسبه لا بأس بها من المواطنين بدأت تستوعب وتحلل وتخرج بنتائج والله انهم لسوا متخصصين لكن الأنفتاح الأعلامي والسيوله في المعلومات وكثرة البرامج المتخصصه عملت حالة وعي ارجوا ان تضعها الدوله بالحسبان و تطور من خطابها الأعلامي الموجه وشكرا
هي تعطيهم هذي الوصفة حتى إذا جاءت مرة ثانية ما يقولون : ما عندنا إلا ١٥ مليار
استاذي الغالي ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
يعني الان لو ماعطيناهم ولا نعال في وجهم وانتم بكرامة ومن يقراء يابو احمد ايش راح يصير
خذني على قد عقلي يابو احمد .. !!!!
انا اتطوع لك بالأجابه يا خ طارق حسني محمد حسين صندوق النقد هذا عملته عصبة الأمم لهدفين ابكلمك عن النقطه الي تهم سؤالك الي هو الهدف الثاني وهو يكون كصندوق تحوط تملئه الدول لكي تسند فيه الأقتصاديات المترنحه لأنه مثلا اذا انهار اقتصاد دول معينه راح يتأثر الأقتصاد العلمي و اذا تأثر الأقتصاد العالمي راح يعم الكساد زي ما صار في الكساد الكبير عام تقريبا 1933م حيث يقل الطلب على المتجات النهائيه للمصانع ثم المصانع تتوقف عن شراء المواد الخام ثم المواد الخام يقل الطلب عليها فيقل سعرها وهذا يؤثر علينا لأننا ننتج البترول اذا قل الطلب عليه راح نعاني صعوبتين صعوبه بتسويقه لكثرة المعروض وصعوبه بنزول سعره في هذا الظرف زين اذا الدوله قدرت تدفع الرواتب