كنز إداري ومعلوماتي

ليس من السهل إدارة هذه الحشود الضخمة من الحجاج، مع تبايُن مشاربهم وثقافاتهم، من الاستقبال إلى التوديع، مروراً بالتمكين من أداء المناسك بأمن ويُسر في وقت قصير وحيز محدود، ومهما كانت القوة الإدارية على اختلاف مهماتها ما بين الصحي والإداري البحت والأمني، تلك المكلفة بالإدارة كبيرة الحجم والإمكانات موفرة. لا بد من أن تتوقف أمام هذه التجربة السنوية، وهي – بلا شك – أسست مع التراكم نماذج إدارية، إذا ما استخلصت فوائدها ووُضِعت على الورق يمكن أن تُدَرَّس وتُستلَهم منها الأفكار الإدارية، ليستفاد منها حتى خارج مواسم الحج.
ولو أخذنا التنسيق بين الأجهزة الحكومية مثالاً، سنجد أنه يصل إلى أعلى مستوياته في أيام الحج، متخطياً البطء المعهود ورمي المسؤوليات هنا وهناك. من المؤكد أن تقع أخطاء، وهو أمر طبيعي، إلا أن القدرة على التنسيق الإيجابي هي التي نرى فيها نموذجاً لافتاً، يمكن استنساخها في العمل الإداري طوال السنة. أقصد به العمل التنموي الممتد طوال العام للوطن.
كان «التنسيق» – ولا يزال بين الأجهزة الحكومية – أحد العقبات التي طالما برزت مبرراً وعذراً للبطء والتأخُّر.
في جانب آخر من مشهد الحج العظيم، نلاحظ أننا أمام كنز معلومات متحرك، ففي المشاعر المقدسة تتوافر عينات ضخمة الأعداد من كل البلدان الإسلامية وغير الإسلامية أيضاً، من الدول التي تعيش فيها أقليات مسلمة، وباستثمار المعلومة يمكن معرفة ودرس كثير من التفاصيل المهمة عن الشعوب الإسلامية ودولها وفيما لو أحسن توظيفه كنز معلومات ثري لا يتوافر بيسر وسهولة، فهو سيحقق – مع حسن الاستثمار – فوائد لا حدود لها.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليق واحد على كنز إداري ومعلوماتي

  1. لو ان ما نقوم به من دقة في تنفيذ مشاريع الحج ومن سرعة في الإنجاز والصرف الباذخ والتوسعات الضخمه المتتالية للحرم اقول ان كل ما نريده هو ان تعامل المشاريع الأخري بنفس معاملة مشاريع الحج .. هذا هو اقصى طموحاتنا !!  

التعليقات مغلقة.