المصاب هو المصاب، سواء وقع على أسرة ثرية أو فقيرة، من ذهب لا يعود، الذكريات وحدها تبقى، والناس قالوا وسيقولون إن إجراء وزارة الصحة بإغلاق مستشفى عرفان كان سببه أن «الخطأ الطبي» وقع على أسرة لها ثقلها التجاري والاجتماعي، في حين أن من لا حول له ولا قوة، لا يُلتفت له أحد. والناس معهم حق في ذلك، كيف لا وهم لا يذكرون إعلان قرار إغلاق مستشفى لأجل أخطاء طبية، لا تسأل عن هذا سوى وزارة الصحة وجهازها الرقابي، وأشدّد على مديرياتها الصحية. وأسرة عبداللطيف جميل هنا مثل أسرة طارق الجهني وأسر أخرى كثيرة، فقدت أحباء بسبب إهمال طبي، هم ضحايا للجشع والطمع وسوء الرقابة.
دعونا نتلمس جذور المشكلة، لقد جرى التهوين الرسمي من الأخطاء الطبية وتجارة الطب، تم تلمس الأعذار، والقول إن النسبة في بلاد «الواق واق» أكثر منها لدينا أو مماثلة، كان هناك حرص على تحجيم الظاهرة! لتسويق القبول بها والتكيّف معها. كانت النتيجة طغيان الروح التجارية على العناية الطبية، ما ولّد بلادة مفزعة وحال تدجين رقابي، يمكن رؤية شواهد لها في أسباب وفاة الطفل صلاح الدين، أمور لا تصدق من غرفة أشعة استخدمت للجراحة، إلى خطأ في أنبوبة الأوكسجين، مروراً بتهريب الطبيب، وهي انكشفت هنا بصورة أدق عن غيرها من حالات أخرى.
شخصياً أعرف أطباء محترمين تركوا العمل في مستشفيات خاصة، لأنها تتعامل معهم بحسب الإيرادات، في المقابل أسمع عن آخرين يدفعون بمرضاهم من عياداتهم الحكومية إلى عياداتهم الفندقية، والمشكلة أن الطبيب المحترم والإدارة الطبية المحترمة تضيع، ويستغنى عنها في سوق الجشع، فهي لا تحقق الأهداف السامية للإدارة المالية.
مر بذاكرتي كثير من حالات أخطاء طبية لصغار وكبار تناولتها في ما أكتب، برّرت وصنّفت لها الأعذار، في أقصى الحالات صدرت أحكام بتعويضات بخسة للضحايا، هرب أطباء وفنيون، أو استمروا في العمل وعليهم قضايا! والظاهرة غير محصورة في المستشفيات الخاصة، الحكومية فيها ما فيها، أما أس البلاء، فهو أن كل إدارة أو وزارة تعتقد أن الاعتراف بخطأ موظف أو موظفين فيها هو إدانة لها أو لرأس هرمها، لتجري الحماية بدلاً من الإصلاح.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
ربنا وقع عرفان في ناس اقوياء انتصارا للضعفاء . وزارة الصحة حددت سعر للمواطن الضعيف وهو مائة الف ريال لذا فهي تأصيل للمثل القائل “اللي تعرف ديته اقتله” يعني اللي عنده مليون يقتل عشرة . كما ان وزارة الصحة بقرارها السريع والمفاجيء طبقت الحديث الشريف” انما اهلك من كان قبلكم اذا سرق فيهم الشريف تركوه واذا سرق فيهم الضعيف اقاموا عليه الحد” اكثر من ثلاثين عاما ومجزرة عرفان تذبح في الناس ولم يغلق المستشفى الا حينما كانت الضحية “مش اي ناس” هذا دليل على رخص المواطن العادي عند الوزارة التي لا تتحرك الا اذا كان مواطن 95.
الاستاذ عبدالعزيز سلمه الله
في زمن تساوي الناس بقلة الدخل والفقر يوجد مثل دارج عند اهل نجد ( يبكيها القصيبي وابن جبر ) الان صحة الناس استثمار ونهب وتصريح وزير الصحة بانه قد دفعت الحكومة للقطاع الخاص الصحي ثلاث مئة مليون السنة الماضية وقد رصد مبلغ نصف مليار لهذه السنة المالية الحالية لدليل على عزم الوزارة للسعي لحماية الناس من الانفلات الحاصل في القطاع الصحي الخاص.
مقال رائع..الجشع المادي اصبح ظاهرة في بعض المؤسسات الصحية ، وبدأت تتصاغر أخلاقيات المهنة وإنسانية التعامل.ومع غياب الرقابة الصحية على الممارسات الطبية فإن قرارات اﻹغلاق لا تخلي مسؤلية وزارة الصحة ودورها الوقائي.
رحم الله جميع أموات المسلمين..
يعني الي يقتل ويروح بلده مايحاكم ولا إيه أش فائدة المعاهدات الي بين الدول ولا اقتل وطير وفي بلدك كل فطير
أبو وسام لن يأكل فطير في بلده بل سيرجع هنا ويكثر من أكل الفطير ويمكن يعشش ولا يطير
ويسمونهم طير ياكل ويوكل
أخ يا قلب لا تحزن…؟
للأ سف… ويا أسف … وكل الاسف.. وكل الحزن والم
” نسأل الله الرحمة , أحياء وأموات”
من يقرأ مشاكلنا..؟ ومصائبتا .. يظن أن أهل هذا الوطن ……!
بينما الغالبية مواطنين صالحين وطيبن ويحبون بلدهم وأهلهم .. ويحبون الخير للجميع…
وهذه الشرذمة الفاسقه ماهي الا نسبة قليلة ,,, ولكنها طغت حين لم تجد من يردعها بقوة وحزم “فمن أمن العقاب أساء الادب”..
تحيتى اليك سيدي العزيز عبدالعزيز ,, ولكل أخ مواطن سعودي شريف,,,
والسلام ختام