ما يرفض النشر عنه أو يمنع من دون إيجاد حلول جذرية لمسبباته، سيجد طريقه للعلن مهما تأخر أو بلغت حال الإنكار. شخصياً عاصرت فترات في الصحافة كان النشر عن قضايا فقر وعوز في مجتمعنا يسبب إزعاجاً رسمياً أكثر مما يحقق صدى اهتمام، والعذر هو مقولة: «الإساءة إلى صورة البلاد!».
صحيح أننا تجاوزنا هذا الحاجز بعد فتح ملف الفقر بالزيارة الشهيرة للملك عبدالله بن عبدالعزيز، متعه الله بالصحة والعافية، لحي في مدينة الرياض، لكن بقي الإعلام الرسمي بعيداً عن عرض الحالات أو طلب التبرعات بشكل مباشر، التبرعات لدينا تتم الدعوة لها – رسمياً – حينما تكون للخارج فقط.
أمامي حال فريدة، ربما تكون الأولى من نوعها، شاهدت على «اليوتيوب» تصويراً لأحوال الفقراء في الخرخير، مع طلب من جمعية البر في المحافظة الحدودية للعموم بالتبرع.
نعم الجمعيات لدينا تطلب تبرعات، إنما يتم الأمر عادة من دون غوص في التفاصيل…، من دون تصوير يبعث الأسى. ولخبرة سابقة بوتيرة العمل الحكومي، أتوقع أن تلام إدارة الجمعية، سيقال «ورا ما قلتوا لنا؟».
لا شك لدي في أن أحوال فقراء يعيشون في صنادق «شينكو» اضطرت الجمعية لهذا، وأنا معها على طول الخط، أدعو إلى التبرع والشتاء فتح الباب، لكنني لا أنسى واجباً يقع بالدرجة الأولى على وزارة الشؤون الاجتماعية في سرعة الاستجابة، هي أيضاً مسؤولة عن درجة الحال. نعلم جميعاً أن كثيراً من خير هذا الوطن فاض إلى الأباعد، فكيف بالأقربين؟
مع أهمية ما سبق، أضع نقاطاً على الحروف حتى لو غضب بعض الإخوة. ولنأخذ من المعلومات التي وردت في «يويتوب مأساة الحياة المرة لفقراء السعودية في الخرخير».
• حافظة الخرخير في صحراء الربع الخالي، وتبعد 500 كيلومتر عن أقرب مدينة سعودية.
• سكان المحافظة عشرة آلاف نسمة تقريباً، الفقر بينهم بنسبة 70 في المئة، «عدد السكان بحسب أحد المواقع الرسمية 6500 نسمة».
• المحافظة ليست زراعية ولا تجارية، وتقل فيها المواشي لقلة المراعي، وصعوبة وصول الأعلاف.
هذه هي مقومات المحافظة، فلماذا لا يستقطب سكانها إلى مناطق أخرى، ولتبقى مركزاً حدودياً؟ لماذا نبني – من دون أن ندري – مدينة من دون مقومات أساسية؟
….
أرسل الأستاذ الخلوق حمد القاضي مخبراً عن رجل أعمال «من عنيزة» تبرع بتأمين 500 كسوة شتاء لعمال النظافة في عنيزة،
وهذا عمل جليل يحسب له ويشكر عليه، وليت شركات النظافة نفسها تهتم بعمالتها، في الحقيقة هم إعلان متحرك يخبر عن صاحب المنشأة أو أصحابها! الجانب المشرق هذا العام أنني لاحظت اهتماماً أكبر من المواطنين بتوفير كسوة الشتاء لفقراء من مختلف الجنسيات، ليتنا نستثمر هذه الخصال الجميلة في مجتمعنا مع ضعف الجمعيات والعمل الخيري الرسمي وبقائه على حاله القديمة.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
الاستاذ عبدالعزيز سلمه الله
لا نعلم الية التوظيف في الجمعيات الخيرية و هل هناك اقرار ذمة لهم، اما ان التوظيف من المهد الى اللحد.
نأمل من وزاره الشؤون الاجتماعية توضيح ذلك.
شاهدت المقطع على اليوتيوب .. فقر مدقع في دوله تفيض ميزانيتها بالمليارات .. غير معقول .. والوزاره مسؤوله مسؤوليه مباشره .. لو كان الامر بيدي لمنعت مدفوعات الافراد – رغم انه عمل خيري – للجمعيات الخيريه ولتكفلت الوزاره بذلك .. وهو دورها الحقيقي
استاذنا الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
ابغى اقول اقتراح وترى انا على نئيتي اذا كان ممنوع فلا ينشر
واذا كان مسموح يابو احمد نكون اكتسبنا معاك الاجر .. ليش
مانعطي الخرحير لواحد مستثمر من الطحاطيح وهويستثمرها
ويسويها مدينة اوادم ويكسب اجر الناس اللي فيها وشكرا