«الأرقام ما تهرول عبث»!

ليس لدي أدنى شك أن الدولة تريد حل الكثير من العقبات التي تواجه التنمية، من البطالة إلى السكن، وهي تسعى وتحاول من خلال أذرعها الحكومية كل في ما يخصه. لكن تقويم العمل الذي تم أو أعلن أنه تمّ هو محطة المحطات، حتى لا نخسر مزيداً من الوقت وتتضخم العقبات.
الشاهد والدليل على أننا نسير في الطريق الصحيح هو الأرقام وقد اتضح لنا أن الأرقام يمكن أن تكون غير دقيقة، وأحياناً «محشوة» بحشوات فارغة، ولا حاجة لذكر أمثلة لجهات حكومية قدمت وعوداً تحولت إلى إحباطات بعد ضياع سنوات. لا أرغب في تقليب المواجع، ولكن لنستفيد من الدروس، لذلك أنصح – وأجري على الله تعالى- أن لا يتم اعتماد رقم في تقرير إلا بعد مروره من جهة حكومية محايدة «للتأكد»، لتصبح الأخيرة مسؤولة هي أيضاً عن دقته، فلا يتم نشره في الإعلام، ولا يستخدم في تقارير جهات حكومية أخرى بالقص واللصق الذي تعودناه، إلا بعد التدقيق.
***
خلال يومين استطاعت صحيفة «الحياة» إعادة مال الدكتورة إيمان الشايع من إمام مسجد «شهير». 145 ألف ريال قدمتها تبرعاً لبناء مسجد في اليمن، استلمها إمام المسجد الشهير منذ أربع سنوات، ويبدو لي أن المتبرعة لم تكتشف عدم بناء المسجد إلا أخيراً. النشر حقق المطلوب بسرعة لا تصدق. لا أعرف ماذا كانت ستؤول إليه الحال لو تم رفع قضية ودخلت إلى المحاكم. الله أعلم، إلا أن مربط الفرس هنا أمنية أن البعض نصحنا لينشغلوا بنصح أنفسهم أولاً. إن هذه الازدواجية قاصمة لظهر الثقة، وهي تحسب على أصحابها لا على الدِين فهو منها براء. فعلاً… المال «كشاف».

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

3 تعليقات على «الأرقام ما تهرول عبث»!

  1. عبدالعزيز الهزاني كتب:

    لا أخالفك االرأي ,,, لا نريد أجهزة حكومية..؟
    أخي الكريم هذا دور الاعلام.. -التحقق من معلومات الاجهزة الحكومية-
    ونقد أدئها – النقد البناء-
    وحين ينكشف أفك بعضهم, يتم أحالته للشورى ومسائلته علنيا ومن ثم الى الجهاز المسؤول..؟
    تحياتي

  2. الاستاذ عبدالعزيز سلمه
    الله واعلم الارقام عندنا مثل الي يتعلمون الكتابة في الرمل يكتبون ويمحون على كيفهم .

  3. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذنا الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    طيب جزاكم الله خير .. النشر جاب حق هذه الحرمة .. واللي ماعنده
    كيف يسوي يابو احمد .. لكن جزى الله جريدة الحياة الخير على كثير من الامور
    والله يحسبها ان شاء الله في موازين حسناتهم وشكرا

التعليقات مغلقة.