ليس لنا دور في تكوين النفط، انحصر دورنا في استخراجه واستثماره، ثروة «بأخو البلاش»، تكونت في باطن الأرض منذ ملايين السنين، بفعل عوامل طبيعية. الطلب عليها مرتفع، والحاجة إليها ملحّة، والكميات المتوافرة ضخمة جداً، ويمكن قياسها ولو بالتقريب.
هنا لا يُستغرب الرهان على النفط، وإن كان طول مدة الرهان خطأ، لكن الوعي أمره مختلف، فالمراهنة عليه تستلزم أدوات تغذية ومبيدات تقتل آفات تصيبه، مثلما يحتاج إلى تصحيح مستمر، حتى لا ينحرف أمام المغريات.. فهل هذا متوافر؟
إذا افترضنا أن الوعي كامن لا يُستخرج أو ينتظر اندفاعه، مثل بئر نفط فوار، هو بذور بحاجة إلى من يستنبتها، ويعتني بها ريّاً ووقاية من آفات تحرص على ابتلاعها. هكذا هي المعادلة في نظري.
لذلك فإن الاتكاء أو الرهان على الوعي – كما يحب كثير من المسؤولين الرد على قضايا – هو رهان خاسر.. الخسارة المحققة منه تقع على الجميع، هو رهان لا يعدو كونه شراءً لمزيد من الوقت بما يضخّم عقبات نعاني منها.
المراهنة على الوعي تستلزم حماية المتوافر منه، وتحصينه، ومحاربة ما قد يعتريه من آفات، لتتسع رقعته، ويزداد عمقه، وإلا فهو سيقبع محدود النمو تتجاوزه المتغيرات ثم سيندثر.
تخيل… بل اسأل معي: هل اكتفت الدولة بالرهان على الوعي في مجابهة الإرهاب؟، أم أنها جنّدت كل السبل والإمكانات لتلك المواجهة بما فيها الأمني والمالي والإعلامي والاجتماعي؟. كان الرهان على التوعية جزءاً يسيراً من خطة المواجهة، ثم هل اكتفت بمؤشرات انحساره أم أنها بقيت يقظةً حذرةً؟، فلماذا إذاً ارتفعت الأصوات ضد تزايد عدد الجرائم، من سطو وسرقات منازل أو سيارات، وانتشار ظاهرة تفحيط دموي يقتل العشرات، ومعها حالة مرورية بائسة، لا يتركز رد المسؤول سوى على الوعي ورهان عليه. إن النتيجة لهذه الرؤية – إنْ جاز وصفها بذلك – هي خسارة من بقي لديه شيء من الوعي، وهي خسارة ضخمة لو تعلمون.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
الاستاذ عبدالعزيز سلمه الله
الوعي اتخذ من الانسان الالي الترديد عند حصول الحدث والوعود القاصرة التى لا تعطي واقع ملموس للتغيير للافضل .
اهل القرار يملكون الشجاعة والوعي للتغير لواقع افضل .
حفظكم الله و رعاكم يا طيب و يا نبيل
استاذي الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
القضاء على الفقر .. هو اس المعادلة ..اضلاعها العدالة .. التطوير .. والبناء
وكلها مهملة وشكرا